|


عدنان جستنية
أين الأخلاق الرياضية؟
2008-10-20
ما كنت أرغب في التعليق على الحركة (الاعتراضية) التي صدرت من لاعب نادي النصر وكابتن الفريق (سعد الحارثي) تجاه زميله (محمد الخوجلي) والتي التقطتها كاميرات القنوات الفضائية في لقطات عبرت وفضحت حالة (العصبية) التي كان عليها وهو يرفض بشدة سلوك (أخلاقي) أقدم عليه حارس النصر بعدما شاهد أحد زملائه في الفريق الهلالي وهو يعاني من إصابة فأبعد الكرة خارج الملعب.
المواقف وحدها هي التي تكشف معادن الرجال وتحدد (مصداقية) أفعالهم إن كانت هي بالفعل (مبدأ) يسلكونه في حياتهم يتوافق مع أقوالهم حيث بحثت عن (سعد) في تلك اللقطة والموقف الإنساني المنتظر منه فإذا به يفجر (غضبه) في مشهد تراجيدي أنصف لاعب ونجم نادي الاتحاد محمد نور.
تمنيت من باب (حفظ ماء الوجه) ظهور (الذابح) عقب نهاية المباراة ليقدم للمشاهدين محاضرة أخرى عن الأخلاق الرياضية التي أمتعنا بها كتلك التي جاءت عقب هدف (القوة العاشرة) في مرمى النصر وذلك من خلال تقديم (اعتذاره) عن السلوك (غير الأخلاقي) الذي بدر منه وهو يرفض (التعاطف) مع الموقف الإنساني الذي صدر من الخوجلي.
كنت أنتظر تصريحا صحفيا من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن عبد الرحمن ومن عضو الشرف الأمير فيصل بن تركي ومن المشرف العام على الفريق طلال الرشيد يؤكدون أن (الأخلاق الرياضية) لا تختلف المطالبة بها من مباراة لمباراة أخرى إنما يجب أن تكون (سائدة) في جميع اللقاءات الكروية وبالتالي يباركون و(يصفقون) لحارس النصر على أخلاقه الرياضية ويشجبون التصرف الذي أقدم عليه سعد الحارثي.
ربما نلتمس العذر لهم جميعا نتيجة الحالة (النفسية) عقب المستوى السيء الذي ظهر به الفريق النصراوي والهزيمة التي تعرض لها من الغريم التقليدي له فريق نادي الهلال ولكن ما زال هناك (متسع) من الوقت لتدارك الموقف ولإظهار تمسكهم بالمبدأ (الأخلاقي) الذي نادوا به بعد مباراة فريقهم أمام الاتحاد.
حتى زميلنا (أبو سليمان) محمد الدويش عندما سألته قبل بداية برنامج (خط الستة) عن رأيه أجاب قائلا .. هناك (فرق) بين الحالتين مؤيدا موقف (سعد) رافضا تصرف (الخوجلي) وذلك من منطق التوقيت الحرج للمباراة.
ومادام الحديث عن (الأخلاق الرياضية) فإننا نتساءل أيضا عن سلوكيات مشرف فريق نادي الهلال (سامي الجابر) تجاه مراسلي قناة (أبوظبي الرياضية) وهو اللاعب الذي كان (مشهودا) له بأخلاقه الرياضية فكيف سمح لنفسه بالخروج عن (النص) بألفاظ لا تليق بسمعته ومكانته كنجم سابق ومنصبه الحالي وكسفير للنوايا الحسنة؟
مؤلم جدا أن نرى في مجتمعنا الرياضي مثل هذه الصور (المتناقضة) عندما تسقط المبادئ وتذبح الأخلاق في لحظة (ضعف) بسبب (اختلاف) شكلته كرة منفوخة بالهواء.. وآه يا دنيا شفنا في أحوالك عجب.