|


فتحي سند
مشهد حضاري
2009-01-23
كان المشهد حضارياً في نهائي خليجي 19، عندما طاف لاعبو المنتخب السعودي أرض ملعب قابوس الرياضي في مسقط ليهنئوا الجماهير العمانية بفوز فريقها بكأس البطولة، ويردوا التحية التي قوبلوا بها من جماهيرهم.
ربما كانت هذه من المرات النادرة التي يتخذ فيها فريق مثل السعودية تلك المبادرة الرقيقة للتعبير عن حقيقة غابت عن الكثيرين وهي أن الخسارة لا تقلل من شأن صاحبها، وأن من يتعثر اليوم في بطولة من الممكن أن يفوز بها في الغد.
ولعل الأخضر ضرب مثلاً جميلاً، وبخاصة في بطولات كأس الخليج، لعل المشهد يتكرر معه، أو مع غيره في المنافسات القادمة.
والواقع أن ما فعله نجوم المنتخب السعودي في وجود الأمير سلطان بن فهد يستحق فعلاً الإشادة، إذ صفق لهم الآلاف من الجماهير التي كانت في الملعب، والملايين ممن كانوا يجلسون أمام الشاشة الصغيرة.
لن أقول تعاطفاً من المنتخب السعودي مع شقيقه العماني الذي كان بحاجة لأن يفوز باللقب لأول مرة، وإنما هو تقدير لفريق كان قريباً من الكأس بالدوحة في خليجي 17، عندما خسر بركلات الترجيح، وفي خليجي 18 بالإمارات.. وعلى ملعبه وبين جماهيره ـ المنتخب العماني ـ قدم أفضل العروض، وأحسن النتائج وتساوى مع الأخضر في عدد النقاط وفي نظافة الشباك.. كل هذا بالتأكيد خفف على المنتخب السعودي وطأة خسارة اللقب.
على كل الأحوال.. مرت كأس الخليج في مسقط بالعديد من المطبات والمنعطفات، وتخللها الكثير من المفاجآت التي أثرت البطولة، وجعلت منها منافسة شرسة، تختلف عما كان عليه الحال منذ عدة سنوات.ويكفي مثلاً أن المنتخب العماني الذي خسر بالثمانية أمام نظيره الكويتي في خليجي 4.. تحسن وتقدم في المستوى لدرجة يقبل لاعبو الكويت بعضهم البعض بعد أن تعادلوا في الافتتاح مع عمان، وأن يعتبروا هذا التعادل فوزاً، أيضاً تقارب المستوى بين الفرق بشكل كبير، ولم يعد هناك التفاوت الذي يستطيع معه المرء أن (يستقرئ نتيجة مباراة مسبقاً،عدا المنتخب اليمني الذي هدد المنتخب القطري وكاد يبعده عن المربع الذهبي.