|


مصطفى الآغا
درس لنا
2009-06-02
 بالأمس القريب كنت في روما أتابع على الطبيعة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بين العملاقين مانشستر يونايتد حامل اللقب وبرشلونة الباحث عن اللقب.. حتماً كل الكرة الأرضية توقعت أن تكون المباراة لاهبة ومثيرة وكان التوقع بهوية الفائز
(قبل المباراة) ضرباً من الخيال لن أتكلم عن الأجواء التي شاهدتها في روما لأنها أسطورية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. ولن أتكلم عن النجوم التي شعشعت في سماء العاصمة العتيقة بل سأتكلم عن جزئية بسيطة قد لا يراها البعض وقد يرونها ولكن لا يتوقفون عندها كثيرا.
فمانشستر هو بطل إنجلترا السابق والحالي منذ 3 مواسم متتالية وهو بطل أوروبا والعالم .. ومدربه السير آليكس فيرجسون معه منذ 23 سنة.. أي أنه يفهم بكرة القدم وإلا لما بقي حوالي ربع قرن يدرب فريقاً مثل مانشستر يونايتد .. بل لا أظن أن العقل البشري قادر على استيعاب حقيقة أنه يمكن أن يوجد مدرب يبقى على رأس عمله لهذه المدة .. حتى ولو كان مدرب فريق (حارة) .. ولكنه بقي لأسباب نحن غير قادرين على التعامل معها لأننا لم نجرب أن يكون عندنا مدرب منذ 23 سنة والسبب أننا ننفعل عند الخسارة فنقيل من قد يجلب لنا الانتصار تلو الانتصار ولهذا قد نرى نفس المدرب المفنش اليوم مرحباً به غدا في نفس الفريق الذي تفنش منه أو عند جاره..
ما فعله فيرجسون في المباراة النهائية كان كارثياً بنظر بعض
(الفاهمين في علم التدريب) ولكني أعتقد أن السير فاهم أيضا مثلهم وله أسبابه التي جعلته يلعب بتلك الطريقة وبتلك الأسماء ولا ننسى أن هناك أمورا في كرة القدم تحدث بدون سبب وقد يكون هناك توفيق أو حظ في ذاك اليوم وقد لا يكون .. والمان كان في أسوأ مبارياته على الإطلاق منذ سنوات بعيدة .. فكان النهائي من طرف واحد ولكانت خسارة اللقب ولكنها لم تكن كافية لتفنيش فيرجسون كما لم تكن الرباعية التشيلساوية في شباك آرسنال كافية لتفنيش فينجر الذي يدرب آرسنال منذ 1996 أي منذ 13 سنة ..في كرة القدم يجب أن نتقبل ولو لمرة أن فريقنا خسر وأن الكرة ليست فقط انتصارات لا تنتهي وأن نفهم أن المدرب قد يخطئ أحيانا وقد يخسر بطولة ولكننا سنخسر مرتين لو تعاملنا معه فقط بردة فعل عاطفية ستضر أكثر مما ستنفع.