|


مصطفى الآغا
لا تتركوهم للفضاء
2009-05-28
عندما نتحدث عن احتراف فنحن أيضا نتحدث عن تصريحات (محترفة)، لهذا فعندما يصرح أي نجم عالمي بشيء لا يعجب ناديه يقوم هذا النادي بمعاقبة النجم من خلال تغريمه مبلغا من المال أو عقوبات إدارية أخرى.
وعندما ذهبت في زيارة لنادي مانشستر يونايتد طلب السير آليكس فيرجيسون شخصيا الأسئلة التي سأطرحها عليه وعلى نجمه بيرباتوف، ورغم أنني طلبت لقاء كريستيانو رونالدو إلا أن النادي أصر على بيرباتوف لأن كل من يأتيهم يطلب لقاء رونالدو ولا يفضل أحدا سواه وهم يريدون توزيع الأضواء وتنويعها على كل نجومهم أساسيين واحتياطيين، وتدخلوا حتى في الفاصلة وفي طريقة الطرح (طالما أنه لقاء مسجل) لابل غيروا وأضافوا. فمثلا عندما سألت بيرباتوف عن المنافسة الضارية بينه وبين رونالدو تم تغيير كلمة ضارية (إلى منافسة إيجابية وصحية)، وتم إضافة اسم واين روني. أمور قد تبدو بسيطة وقد تبدو سطحية لا بل وقد تبدو تافهة لدى البعض والبعض الآخر يراها تدخلا في الشأن الإعلامي ولكن الزيارة كانت مرتبة مع شركة الاتصالات السعودية التي ترتبط بشراكة مع مانشستر يونايتد، والنادي الإنجليزي أراد أن يتعامل معنا حسب رؤياه وسياسته تجاه لاعبيه وليس حسبما نريد نحن ولا حسب الطرق المثيرة التي تنتهجها برامج ترتكز أساسا على الإثارة (مفيدها ومضرها).
لهذا عندما أجريت المقابلة كانت مسؤولة الإعلام ديانا لو ابنة الأسطورة دينيس لو جالسة ومعها نسخة من الأسئلة المعدلة، وإذا خرجت عن النص تتدخل بنحنحة بسيطة إذا كان الخروج ليس مؤذيا ولاجارحا.
ما أسوقه اليوم هو للمقارنة بما نسمعه ونقرأه ونشاهده من تصريحات لبعض نجومنا الكرويين الذين نعتز بهم ونفخر بإنجازاتهم ومواهبهم، ولكن للأسف يخونهم الكلام في كثير من الأحيان فيضطرون في اليوم التالي لتصحيح ما قالوه أو لنفيه أو لتغييره، خاصة أن الملايين شاهدوه ولا مجال لإنكاره، فلماذا لاتبادر الأندية العربية (التي تدعي أنها محترفة) بتقنين تصريحات نجومها أو توجيهها أو أن تعطي خطوطا عريضة لما هو مسموح وما هو محبذ وما هو غير محبذ أو حتى ما هو ممنوع كي لا يقع المحظور، والمحظور قد يكون مربكا ومحبطا وربما مسيئا ويصعب إصلاح أضراره.