|


مصطفى الآغا
الحسابات الخاطئة
2009-05-24
لا أحب أن أبدو بمظهر (المنظّر أو الواعظ) الذي يعظ بالصح ويحاول تصحيح الأخطاء، لأنني أنا نفسي أحتاج لمن يصحح أخطائي، ولكن هناك أمور تستفزك كإعلامي فأحاول الحديث عنها من منطلق انتشارها الخاطئ في عقول الكثيرين.. فقبل مباريات الجولة الأخيرة من دوري أبطال آسيا سمعت الكثير من الأمنيات الاتحادية والشبابية بأن يلتقي الفريقان وجها لوجه في دور الـ16 وهو الذي سيكون عبارة عن مباراة واحدة لا توجد فيها فرصة أخرى لأي من طرفيها.. بل هي فرصة وحيدة، فإما أن تفوز وتتأهل للربع نهائي وإما أن تخسر وتودع البطولة مبكرا.
وأفهم أن بعض الشبابيين لا بل أكثرهم يريدون تأكيد فوزهم على الاتحاد ودحض كل الكلام الذي يتحدث عن (صدفة) أو فوز مفاجئ لن يتكرر.. وبنفس الوقت أفهم رغبة الاتحاديين في رد الدين للهزيمة (الكبيرة) أمام الشباب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. ولكن لا أفهم لماذا لا يريد هؤلاء أن ينظروا إلى كل أبعاد المسألة وليس البعد (الثأري) فيها.
فالكرة السعودية كان يمكن لها أن تتمثل بـ 4 في دوري الثمانية وهو الدور الذي سيلتقي فيه الشرق بالغرب وبالتالي ستكون الفرصة أكبر بكثير لأن يكون هناك طرف أو حتى طرفان سعوديان في النهائي.. فبدل أن يخرج الاتحاد الشباب من دوري آسيا أو يقوم الشباب بوأد أحلام الاتحاديين بلقب جديد، لماذا لم نكن نشجع لقاء الاتحاد مع بيروتزي والشباب مع بونيودكور لا بل يساهم البعض في الترويج للمواجهة السعودية السعودية على أنها (أم المباريات)، وهل الحسابات هنا صحيحة أم خاطئة؟
وهنا نطرح أكثر من سؤال حول أولويات عشاق كرة القدم، وهل للمنافسات المحلية الأولوية على العربية والإقليمية وحتى الدولية، وما إيجابيات أن يفوز فريق على شقيقه سنة واثنتين وثلاثاً وعشراً ما لم يحقق إنجازا خارجيا يكتب باسمه واسم دولته.. انظروا إلى التنافس الرهيب والجماهيري بين سيلتيك وجلاسكو رينجرز.. ولكن أين موقع هذين الفريقين من الخارطة العالمية والإنجازات الأوروبية؟
حتما أي إنجاز يجب إعطاؤه الأهمية التي يستحقها، ولكن ترتيب سلم الأولويات يساهم هو الآخر في زيادة الحساسيات أو تقليل مساحاتها، وهو ما يجب أن نساهم نحن كإعلاميين فيه.. لا أن نكون وقوده.