|


مصطفى الآغا
عندما يتحدث المتعصبون
2009-05-21
للأسف فإن البعض الكثير ممن يتحدث في الرياضة أو في كرة القدم يفهم فيها قدر ما أفهم باللغة الصينية.... فيقطع ويصل ويضع التشكيلات ويصف هذا المدرب الذي قضى ثلاثة أرباع حياته في المهنة بأنه جاهل لمجرد أن تغييرا لم يعجبه أو أن لاعبه (الحبوب) لم يشارك ويصف مدربا آخر شارك في خمس نهائيات لكؤوس العالم بأنه لا يفهم الطيخ من البطيخ لأنه سمع من صديق آخر مقرب أن تدريب هذا المدرب... أي كلام!!
والطامة الكبرى عندما يفسر البعض أشياء واضحة لا لبس فيها بأخرى من بنات أفكارهم فقط .... فمؤخرا ظهر على الشاشة اللاعب السابق وقائد منتخب إنجلترا ومانشستر يونايتد والمدرب بعدها في أكثر من ناد إنجليزي (برايان روبسون).... ولن أتحدث هنا عن السيرة الذاتية لبرايان روبسون لأنه أشهر من نار على علم ومن لا يعرفه فهذه مشكلته وليست مشكلة برايان....
ومن خلال حديثه مع زميلنا العزيز ماجد التويجري أشاد روبسون بنجم الشباب والمنتخب عبده عطيف ولم يشد بأحد غيره رغم وضوح معرفة روبسون بالمنتخب السعودي خاصة بعدما تحدث عن مجموعته في تصفيات كأس العالم وحديثه عن الكوريتين الشمالية والجنوبية....
روبسون أيضا محلل في الفضائيات وصاحب رأي وإن أحب أن يجامل فلن يذكر أحدا بالاسم ولا أظنه سيقبل على نفسه أن يقول ما سيمليه عليه الآخرون...
الغريب أن بعض المتعصبين عاندوا حتى في اسم الرجل فأصروا على أنه فيرجيسون وليس روبسون... ثم شككوا في كلامه وسخّفوا وقللوا من أهمية رأيه بعبده عطيف لا بل ذهب بعضهم إلى تصحيح ما (كان يريد قوله) وأنه قصد فلانا ولم يقصد عبده... ثم شككوا في الرواية كلها وتساءلوا كيف وأين رأى عبده؟ وعندما سئموا... نسفوا تاريخ الرجل وقالوا " ومن هو حتى لا يتحدث عن نجمنا فلان أو علان"؟!!
هؤلاء المشككون هم أنفسهم من يصفقون مع المصفقين ويندبون مع النادبين ولايعرون في الدنيا أي لون سوى اللون الواحد الذي ينتمون إليه.... وهؤلاء بالذات من يجب أن نسعى كإعلاميين إلى استهدافهم ليس بالنقد فقط بل بالتوعية بأن نكون نحن كإعلاميين أنموذجا يحتذى بالحيادية وإن لم يكن هناك حيادية فعلى الأقل بالمنطقية في طرح آرائنا لا أن نكون نحن من نشعل وقود المعارك ونشارك فيها ونكون رؤوس حربتها باسم الانتماء لناد رياضي والرياضة بمفهومها الأعم والأشمل.... من هذا الإنتماء....براء.