|


مصطفى الآغا
التأجيل أفضل حل
2009-04-24
لم يكن ينقصنا انقسامات رياضية حتى تأتينا تلك التي سمعنا ونسمع بها في الاتحاد العربي لكرة القدم، ولعل أفضل ما سمعته مؤخرا هو خبر تأجيل الانتخابات سنة كاملة تكون فيها الأمور قد هدأت واتضحت الرؤية خاصة وأننا نحن العرب عاطفيون وحساسون تجاه بعضنا البعض وبنفس الوقت يمكن أن تنتهي كل المشاكل (حب الخشوم) وهو ما تعودنا عليه ولا أراه أمرا سيئا بل هو أمر إيجابي لأن هذا يعني أن قلوبنا طيبة ولا نحب الأحقاد..
طبعاً من حق الجميع ألا يتحدثوا عن وجود انقسامات ولكن هذا لا يعني أنها غير موجودة ولا أتمنى أن نخفي الحقائق عن الرأي العام الرياضي العربي فمن حقه أن يعرف ما الذي يجري في بيته الكبير والذي يرسم خارطته الكروية من المحيط إلى الخليج وبنفس الوقت لم أتمن أن يرمي أحد اللوم على وسائل الإعلام التي قيل إنها تضخم الأمور لأن من يتحدثون في وسائل الإعلام لا يحتاجون (لأن يدفعهم أحد) للحديث فهم قيادات كبيرة وخبيرة وقديرة ولها أوزانها وأحجامها ليس العربية فقط بل القارية والدولية والإعلام ينقل الحدث ولا يصنعه اللهم إلا إذا كان إعلاماً غاية في الاحترافية والشفافية ولديه المساحة الكبيرة من الحرية وهو الأمر غير المتوفر في ثلاثة أرباع محيطنا العربي..
نعم التأجيل في مصلحة الجميع لأنه أفضل من تأجيج القضية التي أراها في الأساس تلهينا عن مشاكلنا الأساسية خاصة وأنه لا ناقة لنا فيها ولا جمل..
نعم هناك انتخابات ولكن متى كانت هذه الانتخابات هي الشغل الشاغل للرأي العام الرياضي العربي ومتى لم تكن بالنسبة لنا على الأقل أمرا نعتبره تحصيل حاصل لأن معظم من سيمثلوننا هم بالأساس رؤساء اتحادات نعرفهم ويعرفوننا وهل فعلا سيكون هناك تغيير لو تغيرت الوجوه؟
أليست الاتحادات العربية انعكاسا للواقع العربي ومنذ متى لم تلق الأمور الشخصية ظلالها على أية انتخابات في العالم؟
نعم نريد من أي اتحاد عربي أن يلم الشمل لا أن يفرقه ونريد من كل من يمثلوننا أن يترفعوا عن الأمور الصغيرة وأن ينظروا للأمور نظرة إيجابية وأن يعرفوا أن تصريحاتهم تؤثر فينا سلبا أم إيجابا وما نتمناه أن يكون الاتحادان العربي للألعاب الرياضية ولكرة القدم نموذجاً يحتذى في التلاحم والتراصف والتكاتف وهو كان كذلك منذ نشأته وأعتقد أنه سيبقى كذلك لأنه ولد ليعيش ويبقى وينمو ويبقى علينا أن ندعمه ونقف إلى جانبه مهما كانت الظروف.