|


مصطفى الآغا
الفرح المُحيّر
2009-04-03
رغم أن الغالبية العظمى من الإماراتيين والسعوديين كانوا يتوقعون فوز المنتخب السعودي في مباراة الأربعاء إلا أن كل لاعبي الأخضر ومدربهم عبروا صراحة عن تخوفهم من الأبيض الإماراتي وقالوها علنا بأن الإمارات أصعب من إيران.. طبعا ظن البعض أن هذا الكلام هو لتحفيز الهمم ونوع من احترام المنافس، أي مجرد كلام إعلامي ليس أكثر .. فمن شاهد المنتخب السعودي في إيران يأكل الأخضر واليابس ويهاجم ويسجل ويدافع كأنه لا يلعب أمام ما يفوق المئة ألف متفرج وأمام منتخب قوي لم يكن مقتنعا أن الإمارات التي لم تحقق سوى نقطة من 5 مباريات وهي بدون أدنى شك أضعف الفرق العشرة المتواجدة في التصفيات النهائية ستشكل أية عقبة تذكر أمام السعودية..
ولكن الحقائق على أرض الملعب قالت غير ذلك .. ما دعا الأمير نواف بن فيصل عقب الفوز ورغم تحقيق 3 نقاط غالية ومعادلة رصيد كوريا الشمالية.. إلى الحديث لـ(صدى الملاعب) وقال بالحرف "إنه في بعض اللحظات فكر لو يتوجه للسبعين ألف متفرج في الملعب فردا فردا يعتذر لهم عن أداء المنتخب".. إذاً الفوز لم ولن يحجب حقيقة أن المنتخب لم يكن في أفضل حالاته، لا بل في كثير من اللحظات شاهدناه في حالة سيئة تمريرا وتنظيما وشاهدنا إضاعة فرص سهلة ورعونة غير مبررة أمام المرمى والأهم شاهدنا تسرعا (وصل لدرجة التهور الهجومي) رغم أننا كنا مازلنا في الدقيقة 50 .. ولا ننسى أن الإمارات سجلت هدفين في مرمى وليد عبد الله في حين خلال خمس مباريات سجلت 4 أهداف.. والأهم أن الرقابة على إسماعيل مطر لم تكن كافية في أكثر من مناسبة رغم بداهة خطورته..
الواقع يقول إن النقاط هي الأهم والبعض يقول إن الأداء يمكن أن يتحسن لاحقا بعد انسجام المدرب مع التشكيلة أكثر وبعد عودة المصابين ... والواقع يقول إن من أراد أن يصل لكأس العالم عليه أن يهزم الكوريتين أو ينتظر نتائج البقية أيضا ... والواقع يقول إن الوصول لكأس العالم لم يعد ضرباً من الخيال كما اعتقد البعض إثر خسارتي كوريا وتعادل إيران .. والواقع يقول إن الأخضر يحتاج للكثير من العمل حتى يؤكد صوله لجنوب إفريقيا وبعدها يحتاج لخطة مختلفة كي يظهر بشكل مشرف يعيد ذكريات 1994 وليس 2002 مع كامل القناعة أن مجرد الوصول هو إنجاز وليس كما يُشاع أنه أمر بديهي ويتساءلون ماذا بعد الوصول..
الوصول إنجاز وتحقيق نتائج أمام كبار العالم هو قمة الإنجاز.