|


ناصر السيف
الذابح والمذبوح
2011-12-20

بكل تأكيد انشغل الإعلام الرياضي بقضية اللاعب الحارثي وانتقاله وتسجيله في نادي الهلال وردود الفعل لدى جماهير الناديين قبل التسجيل كان هناك في الهلال تباين في الآراء بين مؤيد معارض ولكلٍ له وجهة نظره فمن يقول إن الحارثي بقايا لاعب ليس له قدرة على العطاء خاصة أنه تعرض لإصابة رباط صليبي وتوقف عن النشاط الرياضي فترة من الزمن تعافى بعدها وعاد ولكن دون مستواه السابق، والفريق الآخر عكس ذلك فرؤيته بأن الحارثي سيجد نفسه في الهلال النادي الجماهيري وأن وضعه في النصر لم يلاقِ التعامل الجيد وفهم النفسية بعد الإصابة وإبعاده عن معظم المباريات والتأخير والوعود في تجديد عقده، في الحقيقة جميع الآراء قد تكون مقبولة ومعقولة ولكن يبقى شيء يجب أن أشير إليه فنياً قبل أي اعتبار آخر هو أن الحارثي كان لاعباً مميزاً سابقاً، ولكن الذابح سعد لم يعد الذابح فمستواه الآن مذبوح، فالإصابة أثرت عليه كذلك بعده عن معظم المباريات واختلافه مع ناديه وتقدمه في السن تلك العوامل لا تساعده على تقديم مستوى يرضي طموحات جماهير الهلال، كذلك أين موقعه من هجوم الفريق هل ستتاح له الفرصة أن يلعب كأساسي أم سوف يكون مصيره كالمحياني في دكة الاحتياط أو يزج به للعب من خمس دقائق إلى عشر، وهذا بلاشك لا ينفع اللاعب ولا الهلال، كذلك سوف يحتاج إلى وقت حتى يتأقلم مع اللاعبين وطريقة وأسلوب لعبهم، واحتمال أن ينجح أو العكس هنا أستغرب كمتابع للوضع الرياضي أن يقدم الهلال على هذه الخطوة بتسجيل الحارثي لأن الهلال كما هو معروف لا يستقطب إلا لاعبين مميزين سواء كانوا محليين أو خارجيين وجديرين بتقديم مستوى يلائم سمعة الهلال الجماهيرية، أما أن ينهج الهلال طريقة عقيمة في تسجيل الرجيع من الأندية فهذه سابقة تحصل لأول مرة في تاريخ الهلال وهذا الكلام ليس ضد اللاعب الحارثي فهو قد تم تسجيله وانتهى الموضوع، ولكن ليعلم الهلاليون ماذا حل بنادي النصر من جلبه بعض رجيع الأندية ولا داعي لذكر الأسماء، فها هو النصر محلك راوح لن يكون له طموح في تحقيق أي بطولة ما دام اعتماده على رجيع الأندية كذلك عدم توفيقه في اختيار لاعبيه الأجانب الذين يعتبرون أسوأ اللاعبين الأجانب في الأندية السعودية.
لي كلمة أخيرة هو أن يكون اعتماد الأندية السعودية على النشء والأشبال الصغار وأن يكون هناك مدرسة في كل ناد كمدرسة الهلال مثلاً التي لا أعلم هل هي مستمرة أم لا، هنا تكون لدى الأندية السعودية قاعدة صلبة ومتينة في إنجاب لاعبين شباب مميزين يفيدون ويعيدون سمعة ومكانة وتوهج الكرة السعودية، وهذا ما يجعلني أصر على الأندية البعد عن اللاعبين الكبار في السن الذين انتهى عطاؤهم وليس لهم قدرة على مواصلة الإبداع والتألق والأمثلة كثيرة على هؤلاء العواجيز الذين للأسف هم السبب في عدم بروز لاعبين شباب جدد لم يجدوا الفرصة تتاح لهم وذلك كما سبق وذكرت لاعتماد الأندية على العواجيز الذين لا حيل لهم ولا قوة.. وإلى لقاء.