|


بدر السعيد
قميص وقميص..!!
2018-07-07
بينما كان العالم يعيش ثورة المونديال وفورة منافساته.. وفي عز زحمة الصراع الإعلامي والاهتمام الجماهيري بمتابعة مجرياته ومفاجآته.. كان السباق يسير على أشده في نقل ونشر أخبار المنتخبات وتغطية أحداثها.. وفي لحظة توقف كل شيء.. تغيرت بوصلة الاهتمام وكاميرات المتابعة وأقلام الرصد.

لم يعد الخبر الأول في نشرات الأخبار يخص المونديال.. لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن صراعات وأرقام المنتخبات في روسيا.

كل شيء توقف للحظة بعد أن لاح في الأفق ما لا يملكون معه إلا الترقب والإمعان والكثير من الاهتمام والمتابعة.. فالحدث لافت وكفيل بثني رقاب كبار الإعلاميين وسلب اهتمامهم بكافة طواقمهم وأدواتهم الإعلامية.

بدأت نشرات الأخبار الرياضية مختلفة هذه المرة وبعيداً عن المونديال.. خبرها الأول كان محوره كبير أندية العالم وعلاقته بأفضل لاعب في العالم.. أو ليس ذلك كافياً للاهتمام.. الحدث يخص زعيم الفرق وكبيرها وعلاقته بمجنون كرة القدم الحديثة.. الريال وكريستيانو كانا على رأس هرم الاهتمام.. وقد يبدو من بالغ العبث أن يحاول كاتب ما أن يصل بوصفه إلى مجمل ما يحمله ويملكه ريال مدريد من صيت وتاريخ وشخصية وامتداد.. والأمر ذاته ينطبق على كل من حاول وصف البرتغالي الأشهر كريستيانو!

أيام طويلة مرت على عشاق الميرينجي.. مرت ساعاتها عليهم بشكل عجيب.. كان فيها صراع العقل والقلب على أشده.. ففي الوقت الذي يدركون فيه بكل جوارحهم أن “الملكي” هو من يصنع التاريخ وأنه الثابت مهما تغيرت عناصره وأسماء منافسيه.. إلا أن قلوبهم لم يهن عليها تخيل مشهد فراق فتاهم المدلل.. الفتى الذي لا يشيب.. لا يكبر معه عبر السنين سوى احترافيته وجودته.. الرجل الذي كان قاسماً مشتركاً ونجماً فوق العادة في البطولات القارية الأربع للميرينجي.. وفيما يبقى وسيبقى هذا الصراع على أشدة فإن الخبر اليقين يتنقل بين مكاتب مدريد وتورينو التي تعد العدة لحسم الأمر.

وبغض النظر عما ستنتهي له الأخبار المتداولة سيبقى قميص الريال كبيراً مهما تغيرت أسماء أصحابه وجنسياتهم.. وسيبقى قميص الدون حاضراً في أي ملعب ومنصة.. كبيران التقيا وحققا معاً كل ما لذ وطاب.. لم يبق من المتاح شيء لم يفرحوا به.. فهل آن الأوان لنقول توقفي يا رواية النجاح الأولى.. وهل آن لذلك القميص أن تتغير حروفه!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..