|


بدر السعيد
حين نخطط للفشل!
2018-09-01
وانتهت مشاركتنا في "آسياد آسيا 2018" بجاكرتا.. وفي اعتقادي أن الصورة الآن أصبحت واضحة جداً أمام أبسط متابع رياضي ليقف بشكل مباشر على "موقعنا" الرياضي "فنياً" بين دول القارة.. الصورة التي ستصدم المتابع البسيط إذ سيجد أننا توقفنا عند المركز الـ 25 في سلم الترتيب قبل ساعات من ختام المنافسات التي انتهت بالنسبة لنا وننتظر المحافظة على هذا المركز إذ إنه سيتغير إلى أدنى من ذلك في حال حققت الدول التي تلينا نتائج "قد" تنقلنا إلى ماهو أقل من ذلك!
لا أعتقد أن أفضل عمليات التجميل وأقوى عبارات التبرير ستغير شيئاً في سبيل تحسين صورة باهتة سيئة كهذه.. نعم يا كرام.. نحن نقع "رياضياً" في المركز الخامس والعشرين آسيوياً.. لاحظوا أني قلت آسيوياً ولم أقل "عالمياً"!
على مدى الخمسين يوماً الماضية كنت قد أشرت إلى هذه المشاركة من خلال مقالتين عنونت الأولى بـ"ماذا بعد السابع عشر..؟" في إشارة إلى آخر مركز وأضعف مركز حققناه خلال مشاركتنا في آسياد آسيا كان ذلك في 2014 بإنشون في كوريا الجنوبية.. تلتها مقالة أخرى بعنوان "مؤشر الآسياد" إذ أوضحت قيمة وأهمية الصراحة مع النفس عند قراءة النتائج والتعرف على موقعك في سلم الترتيب بعيداً عن فلاشات وعبارات المديح التي لن تغير من الموقف!
أعترف أني حاولت خلال المقالتين السابقتين أن أدفع بمفردات التفاؤل في الوقت ذاته الذي أشرت فيه إلى التراجع الملحوظ خلال العشرين عاماً الماضية. أعترف أني كنت أتابع وبشكل مستمر تحديث النتائج والمراكز يومياً وكنت أواجه الصدمة تلو الأخرى وأنا أشاهد ـ على سبيل المثال ـ ألعاب القوى السعودية وخروج أسمائها الواحد تلو الآخر لتنتهي مشاركتها ببرونزية "يتيمة" في"أم الألعاب".. لتنتهي المشاركة في جميع الألعاب بست ميداليات بينها ذهبية واحدة فقط. أي كلمات يمكنها وصف هذا التراجع يا كرام؟!
من حق رياضتنا علينا أن نكون صادقين في تقييم ونقد واقعها بالقدر ذاته من اندفاعنا وحماسنا ودعمنا لمنجزاتها دون إسراف في تلميع المنجز ودون تقليل من قيمته.. سأبارك لك بطلاً.. سأبارك لكل إنجازاً ونتيجة إيجابية.. لكن لا يمكن في المقابل أن أتجاوز إخفاقات البقية!
أحبتي مسؤولي الرياضة في بلادي كل فيما يخصه.. كل في موقعه وصلاحياته.. فلنتذكر جميعاً أن من يفشل في التخطيط فإنه "يخطط للفشل"!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.