|


فهد عافت
الأسئلة و«الطّهبلة»!
2018-09-10
الذين لا يبحثون عن إجابات، أو الذين لا يريدون الوصول إلى إجابات، يسألون "أيضًا" الأسئلة الكبيرة!. الأسئلة التي لا يمكن الحصول على جواب واحد، ولا حتى ألف جواب لها!.
ـ يستخدمها بعض الناس لتمضية الوقت بما يسمح لكثير من الهذر أنْ يحضر!، أو لتشتيت أنفسهم عن أسئلة أهم، لكن لأنها أسئلة دقيقة، يتعاملون معها على أنها أسئلة صغيرة، ينحّونها جانبًا، لأنّ الحصول على إجابات مقنعة عليها، أمر ممكن بقليل ـ أو بكثيرـ من الجهد والبحث والمقاربات والتدبّر!. هم لا يريدون، أو لا يقدرون على، بذل مثل ذلك الجهد!.
ـ المشكلة أنّ نفس هذه الأسئلة المفتوحة على الواسع، الميتافيزيقيّة غالبًا، هي التي ظلّت تشغل، على الدوام، كل عباقرة الفلسفة وعظماء الأدب!.
ـ ليست المشكلة في الأسئلة نفسها، المشكلة في السائل!. أي أنها ليست في "ماذا"، ولكن في كيف ومتى سأل!، في أين وفي مَن سأل!، وفي ماذا كان يريد من السؤال!.
ـ الفرق بين النبوغ والعبط يكمن في أنّ أصحاب السذاجة والبهتان والكسل يقفزون على كل النمنمات الصغيرة، قفزة غير قابلة للرجوع أو المراجعة، ويطرحون مثل هذه الأسئلة، لا يبحثون ولا يريدون إجابات لها، هي بالنسبة لهم فرصة للثرثرة ولمزيدٍ منها!، ثمّ أنها فرصة للتساوي، هي على الأقل تحقق المساواة الشكليّة غالبًا، بين المفكّر والمثرثِر!.
ـ أصحاب العقول النابهة، أهل الفكر والتدبّر، يسألون الأسئلة ذاتها، لكنهم يتدرّجون إليها، يصلونها خطوةً خطوة، وحتى إنْ هم قفزوا إليها مباشرةً، فإنهم سُرعان ما يرجعون إلى نقطة الصفر ويعيدون أمر الوصول بالتدرّج!.
ـ الفرق بين النبوغ والعَبَط، أن أهل النبوغ يقفزون إلى الأسئلة، بينما يقفز أهل العَبَط عليها!. القفزة هي القفزة، والأسئلة هي الأسئلة!، وهنا وهناك حرف جر!، يا للتشابه!. حَكّ آينشتاين شاربه، وقال مرّةً: أحيانًا، يُخيّل لي، أن الفرق بين أعلم عالِم وأجهل جاهل، لا يكاد يُذكَر!.