|


عوض الرقعان
بطولات وأسماء
2018-10-12
ونحن نعيش مناخ بطولة تجمع أعرق منتخبات أمريكا الجنوبية بحضور ومشاركة منتخبي البرازيل والأرجنتين، وكذلك منتخبي السعودية والعراق وهما الأعرق في قارة آسيا.
والتي تأتي من ضمن الأفكار الجيدة التي ترفع من مستوى المنتخب السعودي في الأداء والتجانس بين لاعبيه، وكذلك الاستفادة من أيام الـ”فيفا” عمليًّا ورقميًّا في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم،
وليتنا نكرر تنظيم مثل هذه التجمعات الدولية التي نحن أهل لها، بل من حقنا أن نحلم بتنظيم مونديال 2030م، وما المانع فكل إمكانيات الدولة العظمى متوفرة في بلادنا من حيث الإنسان والمال والخدمات والاستضافة والمواصلات والحضور الجماهيري، وعن بناء الملاعب فهذا الأمر ملحوق عليه.
ولكن كم كنت أتمنى أن يصاحب هذه البطولة التي نحن فيها الآن اسم مناسب خلاف الاسم الحالي “سوبر كلاسيكو”؛ فاللغة العربية وسعت كل شيء والمعاني بها أكثر.
فعلى سبيل المثال لو اختير لها أسماء مثل:
بطولة الشهداء ـ بطولة إعادة الأمل ـ بطولة الوحدة الوطنية ـ بطولة السعودية الجديدة، ولعل مثل هذه المسميات لها معنى جميل وأفق بعيد طالما البطولات في إطار اللقاءات الودية، ونقدم من خلال هذا المسمى رسائل للآخرين ذات معنى واضح ودقيق، وبالأخص للمتربصين.
وطبيعي أن تكون لمثل هذه المسميات ردود جازمة وحازمة أن بلادنا محصنة بأبنائها الرياضيين وغيرهم، وأن وحدة والتحام حكومة هذه البلاد وشعبها أمر مفروغ منه، ولا جدال فيه وستبقى كذلك إن شاء الله.
ولعل مشاركة منتخب العراق بهذه البطولة وقبلها ذهاب الأخضر واللعب في بلاد الرافدين أثبت للجميع من جديد أن السعودية هي مرفأ لكل الشعوب العربية على عكس ما كان يروج له بعضهم خلال فترات سابقة وستبقى بلادنا مضيفة لكل التجمعات الرياضية؛ لتجمع بين الشباب في العالم أجمع.
وهذا ليس غريبًا على بلادنا المعطاءة التي تشجع على مثل هذه الاستضافات والتجمعات الدولية الكبيرة، لهذا ومن جديد أتمنى أن نحرص كل الحرص في المستقبل على اختيارات أسماء ذات معانٍ عربية أصيلة لمثل هذه البطولات؛ فالجزيرة العربية أصل وموطن ومعنى للغة القرآن اللغة العربية.. التي قالها عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظًا وغايةً ...
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلةٍ ...
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ...
فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي