|


هيا الغامدي
مغامرة في زمن كورونا!
2020-05-17
إنه لحدث خارق مليء بالمخاطر انطلاق أول مسابقة كبرى بالعالم، بعد توقف شهرين لتفشي كورونا بالعالم، كرة القدم عادت من خلف الأبواب المغلقة ودون جمهور، ألمانيا التي عانت من الوباء قررت استئناف دوريها.
تقول الماركا الإسبانية: “كان أمرًا لطيفًا أن نعود لمشاهدة كرة القدم بألمانيا أو على كوكب المشتري، فيروس كورونا اللعين حول كرة القدم لشيء يشبه الرياضة لكنها ليست كذلك”!، وصف بليغ للحالة الجنائزية التي حول الملاعب عليها، وربما عصر جديد لكرة القدم الحديثة لا أحد يعلم ما الظروف، وما نعلمه أن تأثير كورونا على الكرة سيستمر طويلاً ويترك ندبًا من الصعب محيها!.
كرة قدم “جنائزية” أطلقتها ألمانيا التي سمح فيها بوجود لا يزيد عن 300 شخص بالملعب، مع إجراءات الوقاية من قياس درجات الحرارة، وارتداء الكمامات ودون مصافحة والتقاط صور، ولا أطفال يدخلون مع اللاعبين، والأشباح تملأ الملعب وربما خيالات البشر مشهد جنائزي مدرجات خالية أقنعة ملقاة على مقاعد البدلاء احتفال صامت بالأهداف ولا عناق!، سيسجل التاريخ للألمان الأسبقية بصناعة حدث خارق مليء بالمغامرة والمفاجآت، الانطلاقة الأولى لكرة القدم بعد زمن الشلل التام حدث والعالم يترقب بأعين من شك وريبة وحسد، لكنها ستبقى نموذجًا ملهمًا للعالم، فهل تكون كرة القدم الألمانية نموذجًا إيجابيًّا أم مجرد مغامرة وحسب؟!.
بعد أن شاهدنا خروج عن النص بلمحة احتفال لا شعورية لبعض اللاعبين بعد تسجيل هدف! صناعة كرة القدم الحديثة تتطلب خلق بيئة لعب صحية خالية من الأمراض!، فهل نستطيع التأكيد على مسألة التزام الجميع بالإجراءات الوقائية بالقوة والصرامة نفسهما، التي يسعى إليها الألمان المعروفون بالانضباط “الماكينات”!.
انطلاقة دوري الألمان ملهمة للإسبان والطليان والإنجليز الذين يتطلعون بشغف لكرة القدم، وهذه الدول مع ألمانيا أكثر من عانى أوروبيًّا من الوباء، وهل نعتبر انسحاب فرنسا وهولندا وبلجيكا من إكمال دورياتها ضعف وجبن أم حذر وذكاء باختصار الطريق وإنهاء الأمور بسلام، فكورونا لم يترك لها أي خيار، رغم أن الإلغاء يترك آثارًا اقتصادية كبيرة على أرزاق الناس...!
وتبقى مخاوف البشر من كرة القدم حاليًا متعلقة بصعوبة تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي عند اللعب والتحامات اللاعبين واشتراكهم بالكرات!، وعمل الحوارات التلفزيونية يتطلب مسافة لا تقل عن مترين بين المحاور والضيف...! واللعب دون جمهور مسألة مؤلمة للرياضي والجمهور، فكرة القدم الأوبرا التي يعزفها البشر جميعًا!.