|


بدر السعيد
إما الجناحان وإلا..
2021-01-23
ذات مساء كنت ضيفاً على أحد البرامج الرياضية التلفزيونية، وقبل نهاية الحلقة بثلاث دقائق فاجأني المذيع بسؤال عميق ومليء بالإجابات.. كان السؤال بعيداً عن محاور الحلقة وطابعها العام، حيث كان السؤال: متى سنحقق ميدالية أولمبية ذهبية؟
وعلى الرغم من منطقية السؤال، إلا أن إجابته تحتاج إلى العديد من الحلقات للإجابة عنه، وقد كان هذا هو التقديم الذي بدأت به قبل أن أجيب عن ذلك السؤال.. ولا أخفيكم أني شخصياً لم أكن أحتاج جهداً مضاعفاً أو الكثير من التفكير للإجابة عن هذا السؤال، لأني ببساطة كنت أسأل نفسي هذا السؤال منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها تجربتي الرياضية كسباح في منتصف الثمانينيات الميلادية..
في كل مرة كنت أطرح على نفسي ذلك السؤال، كانت الإجابات تتغير من مرحلة إلى أخرى، تزامناً مع طبيعة المرحلة وتراكم الخبرات واتساع دائرة الاطلاع في سوق العمل الرياضي محلياً وإقليمياً وعالمياً.. تمر السنون وتنحصر الإجابة على ذلك السؤال بدلاً من أن تتسع..
السؤال الذي تبحث عن إجابته كبرى منظمات الأعمال الرياضية السعودية منذ بداية العمل الرياضي السعودي.. السؤال الذي طالما بحث الإعلام “الصادق” عن إجابته.. السؤال الذي لا يستطيع الإجابة عنه إلا من عاش تجربة الرياضة وخاض تفاصيل العمل بين أروقتها، وتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين وربط العلم بالممارسة..
لم ينتظر المذيع طويلاً قبل أن يسمع إجابتي المتمثلة في مفردتين، هما بالنسبة لي كلمات السر في العمل الرياضي الناجح والجناحان اللذان يحلقان بالعمل الرياضي إلى منصات التتويج والبطولات.. أجبته بكل وضوح ومباشرة أن السر في “الاختصاص والاستمرارية”.. تلك الإجابة التي كانت أطول من ذلك بكثير، إلا أنها تقلصت بشكل مركز مع مرور الزمن وزيادة التعلم واتساع نطاق التجربة..
حين قلت “الاختصاص” فقد كنت أعني وجود “الرياضيين” الفعليين، وليس من يودون أن يكون لهم مكان في الرياضة دون أدنى تجربة أو علم أو ممارسة.. لأن الإعجاب بالمجال والرغبة في اقتحامه ليست أسبابًا كافية لتجعل من تلك الفئة إضافة يستفيد منها العمل الرياضي، بل على العكس من ذلك تماماً..
وحين قلت “الاستمرارية”، فقد كنت أقصد عدم قتل الخطط والبرامج طويلة المدى بإيقافها تارة واستبدالها تارة أخرى، وكأن العمل الرياضي ميدان لتجارب وأمزجة كل من أراد أن يغير لمجرد الرغبة في التغيير..
ارجعوا لقراءة تاريخنا الرياضي لتعرفوا كيف تعاملنا مع تلك المفردتين..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..