|


د. حافظ المدلج
علمني المونديال
2022-12-09
مَن يحضر محفلًا عالميًّا، ولا يفتح عينيه وأذنيه وعقله ليتعلَّم، فهو يضيع فرصةً عظيمةً قد لا تتكرَّر في حياته، فحين يجتمع العالم في “قطر”، وتتصدَّر أخبار “كأس العالم” نشرات الأخبار في كل وسائل الإعلام، علينا أن نتوقف ونتفكَّر ونتعلَّم، وحين يتابع ثلثي سكان الكرة الأرضية ما يحدث على أرض “الدوحة” فمن الواجب استثمار هذا الحدث لنشر صورة إيجابية عن البلد المضيف والمنطقة، وقد تمَّ ذلك بحمد الله، ويقيني أن الأثر الإيجابي الذي تركه المونديال في أذهان العالم، يستحقُّ كل ريال/دولار تم صرفه، لأن هذا الأثر لا يقدَّر بمال، كما “علمني المونديال”.
رأينا جماهير من كل أنحاء الدنيا يرتدون ملابسنا، ويشربون قهوتنا، ويرددون أهازيجنا، ويشعرون بالأمن والأمان الذي يفتقدونه في كثير من بلدانهم، وأصبحوا على يقين بأن ما يصوِّره الإعلام الغربي عن العرب والمسلمين بعيدٌ عن الواقع الذي عايشوه في “الدوحة”، وقد التقيت الكثيرين من مختلف الجنسيات، يحملون انطباعًا جميلًا عن بلادنا وشعوبنا بعد أن تغيَّرت الصورة الذهنية التي كانوا يحملونها عنا، وتلك قوةٌ ناعمة، نجحت “قطر” في تأسيسها مثلما “علمني المونديال”.
شاهدنا فرحة كل العرب بفوز “السعودية” على “الأرجنتين”، ثم عايشنا الفرحة ذاتها بتأهل “المغرب” إلى دور الثمانية، وكأن كرة القدم قد ألغت مقولة “اتفق العرب على ألَّا يتفقوا”، فقد وحَّدتنا الرياضة، وجعلت قلوبنا وعقولنا تهتف لكل منتخب عربي يلعب في كأس العالم، وسيبقى هذا الأثر الجميل وسيتكرَّر بإذن الله مع كل انتصار رياضي عربي. وعلى الرغم من ميولي لمنتخب “البرتغال” بقيادة “رونالدو” إلا أنني سأفرح إذا تأهل المنتخب العربي إلى نصف النهائي، وفي حال خسارة “المغرب”، سنرفع لهم العقال، لأنه حقق إنجازًا غير مسبوق مثلما رفعناه لمنتخبنا الوطني الذي شرَّف كل العرب بأول انتصار على “الأرجنتين”، أشاد به الجميع، كما “علمني المونديال”.

تغريدة tweet:
أملي كبيرٌ في أن يغيِّر هذا المونديال الرائع رأي مَن يستكثرون إنفاق الدولة على الرياضة، لأن الأثر الإيجابي للقوة الناعمة يتجاوز الملاعب والصالات، ليصل صداه الإعلامي إلى كل أنحاء العالم، لذا أنتظر بفارغ الصبر استضافة مزيد من البطولات والمحافل الرياضية في دول الخليج لننقل للعالم صورتنا الحقيقية الإيجابية، والحديث عن ذلك الأثر يحتاج إلى مقالات، تسلِّط الضوء عليه بإذن الله. وعلى منصات المونديال نلتقي.