|


حسن عبد القادر
صراع القارتين
2023-12-14
عطفًا على حسابات التاريخ والقيمة الفنية والسوقية، فإن الاتحاد مرشح على الورق لإسقاط منافسه الأهلي المصري في ملعب “الجوهرة”، والتقدم خطوة أخرى في مشواره العالمي.
الاتحاد، الذي يتسلَّح بعاملي الأرض والجمهور، سيجد نفسه أمام منافس يحمل الطموح والرغبة نفسهما لتسجيل حضوره في محفل عالمي، يختلف عن منافسه السابق أوكلاند سيتي، الذي يحضر من أجل أن يودع من الجولة الأولى، لأنه نادٍ بلا تاريخ ولا يملك من مواصفات فرق كرة القدم غير “تيشيرتات” لاعبيه.
الاتحاد السعودي والأهلي المصري في ليلة ساخنة، سيتابعها مئات الملايين في البلدين وخارجهما، لأن هناك قيمة فنية بوجود بنزيما وكانتي وفابينيو الذين يملكون إرثًا رياضيًّا كبيرًا وحضورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم في مختلف قارات العالم.
الأهلي المصري، الذي لا يزال يلملم أوراقه الفنية المبعثرة بعد نتائجه في دوري بلاده، وعدم وجود أسماء كبيرة في قائمة لاعبيه المحترفين الأجانب، لن يكون مثل أوكلاند سيتي، ففارق الطموح، وجودة اللاعبين المحليين، وهدير جماهيره التي أعلنت التحدي مبكرًا، ستصعّب من مهمة الاتحاد، لكنها لن تمنعه من مواصلة مشواره نحو نصف النهائي، خاصةً أن الاتحاد يحمل في سجلاته ما يشفع له بذلك، فالتاريخ يسجل للنمور سطوة الانتصار في لقاءات سابقة جمعتهما، مع أن التاريخ يبقى مجرد رقم في سجلات الناديين ولن يكون ذا قيمة في لقاء هذا المساء، فالأجيال اختلفت وتغيَّرت، ويبقى الرهان على الحاضر في مساء “الجوهرة”.
في الليالي الكبيرة يظهر الوجه الحقيقي للنجوم الكبار، لذا أتوقع أن يكون لحامل “البالون دور” كريم بنزيما، الذي حمل كأس هذه البطولة خمس مرات سابقة، دور في تفوق اتحادي، يقود به فريقه إلى نصف النهائي، وهذا ما يكتب على الورق حسب الأفضلية الفنية، ويبقى حديث الملعب وتفاصيل اللقاء الأساس لتحديد بطل هذه الليلة وفارسها في لقاء عربي بين فريقين من قارتين مختلفتين، يملكان في سجلات التاريخ حضورًا قاريًّا وعالميًّا.
ومع فوارق الإمكانات الفنية بين الفريقين، لكنني أتوقعها مباراة الهدف الواحد، فكل الطرق إلى مرمى الفريقين وعرة وصعب تجاوز مَن يدافع عنها ومَن يحميها.
ننتظر ليلة كروية كبيرة بنكهة عالمية لممثل الكرة السعودية ومنافسه حامل لواء الكرة المصرية الدائم.
ومبارك للفائز مقدمًا.