دافع عضو مجلس إدارة نادي الاتحاد وأمين الصندوق ومسئول الاستثمار المهندس فراس التركي عن نفسه ضد الحملة التي طالته مؤخرا، وأوضح للرياضية في أول حوار صحفي له أنه جاء يحمل أفكارا استثمارية وفكرا شبابيا متجددا حظي بمباركة من كبار أعضاء شرف النادي، وتطرق التركي إلى قضيته مع قائد الفريق محمد نور وعلاقته بمدير الكرة حمد الصنيع وحقيقة كونه العضو المدلل لرئيس النادي الحالي الدكتور خالد المرزوقي فإلى الحوار:

• ماذا قدمت للاتحاد حتى الآن كمسئول عن الاستثمار في النادي؟
  بداية دخولي ضمن الإدارة الاتحادية كان تقريبا منذ سنة ونصف وكانت البداية مع إدارة المهندس جمال أبو عمارة وكان مجلس إدارة وقتها مكلفا، وجاهدت لكي أثبت وجودي واستفدت حقيقة من زملائي أعضاء مجلس الإدارة في البداية، ووجدت الدعم من رئيس أعضاء الشرف السابق الأمير خالد بن فهد والرئيسين السابقين منصور البلوي وجمال أبو عمارة، وكان هدف رجال الاتحاد في تلك الفترة هو دعم مجلس الإدارة بشباب واعد، وتم اختياري مع طارق لنجاوي وبندر رواس على أن نكون نواة لمجلس الإدارة في المستقبل.
  وفي بداية المشوار تم تكليفي بمتابعة الملفات الاستثمارية بالنادي واتضح لي أن الكتابة في المجال الرياضي أمر سهل بصفتي كنت أحد الكتاب في إحدى الصحف اليومية، ولكن الدخول في مجال العمل في الإدارات يحتاج إلى مجهود كبير.
  وأضاف قائلا: اكتشفت في بداية الأمر أن نادي الاتحاد لم يوقع عقدا رسميا مع الاتصالات السعودية بشكل مباشر ولكن مع ثلاث شركات هي إسهام وصاب وصلة، رغم أن معظم الأندية السعودية وقعت مباشرة مع الاتصالات السعودية وبهذا الشكل فإن جميع حقوق الاتحاد التجارية مباعة للشركاء الثلاث، وأي عضو مجلس إدارة أو شخص مسؤول عن الاستثمار في النادي لايحق له تأجير أي موقع في النادي أو إصدار منتجات أو توقيع عقود مع قنوات رياضية مباشرة دون الرجوع للشركات الثلاث، وكانت هذه أول معادلة صعبة أجدها في تكليفي بالمجال الاستثماري في النادي.
  أما المعادلة الثانية فكانت قلة مداخيل النقل التلفزيوني للأندية، حيث إنه لايمثل سوى %5 من دخل النادي رغم أن هذا الأمر يمثل ما يقرب من %70 في أندية العالم الأخرى.


• ولكن لم تجب على السؤال حتى الآن؟
  بالفعل سأستطرد في الحديث عن هذه النقطة وإن كنت كشخص لا أحبذ الحديث عما أقدمه ولكن اقتضت الحاجة في هذا الوقت بالتحديد أن أتكلم عن هذا الأمر بعد الانتقادات التي وجهت لي شخصيا، وبإيجاز شديد فإن ما قدمته هو إنني وبمساندة مجلس الإدارة استطعت أن أوفر على الاتحاد مبلغ 5 ملايين ريال كانت ستسدد عن مشاركة الاتحاد في بطولة السلام الدولية التي أقيمت في إسبانيا وهي أول بطولة دولية يشارك فيها الاتحاد بهذا الحجم رغم أنه كانت هناك معارضة من الجهاز الفني ومن مدير الكرة في ذلك الوقت حامد البلوي بخصوص المشاركة في بطولة قوية في بداية الإعداد إلا أنني وجدت المساندة الحقيقية من منصور البلوي الذي كان صاحب فكرة المشاركة في بطولة السلام بالإضافة إلى تسويق بطاقات أعضاء الشرف بشكلها الجديد وزيادة دخلها لما يقارب ثلاثة ملايين ريال والاستفادة من إقامة مباريات ودية خارج العقود بما يقارب المليون ريال، وكذلك توقيع عقد مع راديو وتلفزيون العرب في عهد رئاسة المهندس جمال أبو عمارة كأكبر عقد لا يستطيع أي ناد سعودي أن يتجاوز فيه نادي الاتحاد، بالإضافة إلى الأمور الإدارية المتمثلة في حصول نادي الاتحاد على لقب أفضل ناد آسيوي لتسويق بطولة دوري أبطال آسيا، وتم تكريم اسم النادي في مقر الاتحاد الآسيوي، كما قمنا بتنظيم رواتب اللاعبين والعاملين بنظام تحويل الرواتب كأول ناد سعودي يطبق هذا النظام، وإنشاء موقع رسمي للنادي، وإنشاء شبكة إنترنت داخلية في النادي، والنجاح في تنظيم مهرجان اعتزال حمزة إدريس، وهناك أيضا فكرة إقامة مهرجان اعتزال للنجم أحمد جميل.


• إذاً من وراء حملة الاتهامات الموجهة ضدك في النادي وخاصة من بعض أعضاء مجلس الإدارة؟
  هذا الموضوع أخذ الكثير من حقه في الحديث ويكفيني ما قاله رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي حول هذا الموضوع الذي أغلق تماما، وهدفنا الآن العمل وليس البحث عن الانتقادات والمشاكل، كما أنه لا يوجد هناك خلاف بيني وبين زملائي في مجلس الإدارة ولكن مع الأسف ما حدث في الفترة الأخيرة من حملة إعلامية موجهة ضدي شخصيا ليس انتقادا بل هجوم وحملة مغرضة بدأت بعد قبول استقالة حامد البلوي رغم أنني اعتبره من أفضل مدراء الكرة وهو محترف في عمله وكان حريصا على الدوام يوميا في النادي ولكن بعد قبول استقالته بدأت الحملة الصحفية ضدي ولو كانت انتقادات هادفة لكنت سعدت بها، وطالما إنني دخلت الوسط الرياضي أتقبل النقد الهادف، أما التجريح وبعض الأوصاف التي طالتني فلا أنظر إليها إطلاقا.


• ولكنك متهم بأنك العضو المدلل لدى الدكتور خالد المرزوقي؟
  هذا اللقب جديد علي وكان في السابق يقال الذراع اليمين للدكتور، وهنا لابد من التأكيد على أن الشيء الذي نتفق عليه هو أن ديننا الإسلامي الحنيف حثنا على الإجادة في العمل، وبالنسبة لي فأنا أحب أن أكسب رضا رئيسي في العمل وبالتالي احترام الجماهير، وسواء كان الدكتور خالد رئيسا للنادي أو غيره فإن شاغلي الأهم هو إثبات نجاحي في العمل، وللمعلومية فأنا لم أتعرف على الدكتور خالد إلا من خلال نادي الاتحاد، وأقولها بكل صراحة إن عضو الشرف منصور البلوي كلفني بعمل برنامج انتخابي متكامل للرئيس الجديد المرشح حسب طلبه مني، وبعد ذلك علمت أنه سلم هذا البرنامج الانتخابي للدكتور خالد المرزوقي، وبصراحة هذا الرجل أحببت فيه مكانته وتعامله الراقي لي كأحد أبنائه والأهم من ذلك أني فخور بأن أكون عضو مجلس إدارة تحت قيادة المرزوقي.


• هل معنى ذلك أن البلوي كان داعما للمرزوقي في ترشحه للرئاسة؟
  أرجو إعفائي عن الإجابة على هذا السؤال لأن مهمتي كانت إعداد الملف وتسليمه للبلوي.


• دعنا ننتقل لموضوع آخر وهو ماذكر عن وجود أزمة مالية في النادي فماذا تقول؟
  بصفتي المسئول عن أمانة الصندوق أقولها بكل صراحة لا توجد أزمة مالية في النادي، والذي ذكر عن هذا الموضوع باستثناء ما قاله الدكتور خالد هي أزمة مفتعلة وهناك إعانات تسلم كل ثلاثة أشهر يتم الاستفادة منها بالإضافة إلى وجود التزامات مالية أهمها رواتب العاملين وعقد الاسثمار مع الاتصالات وهو عقد شامل، ومع الأسف فإن بعض الصحف الموجهة لا تتحدث عن هذا الأمر.


• معنى ذلك أنك تتحدث عن عقود الشراكة التي ذكرتها في السابق بالتوقيع مع ثلاثة شركاء؟
  بالفعل مجلس الإدارة السابق سواء في عهد منصور البلوي أو أبو عمارة هو من وقع على اتفاقيات الشراكة مع صلة وصاب وإسهام، وعندما وقع أبو عمارة عقد الاتصالات لم يكن ليوقع ذلك إلا بموافقة الشركاء الثلاثة وهو سلسلة من التعاقدات ومدة العقد خمس سنوات الباقي منها ثلاثة مواسم أو سنوات.


• هل خنقت هذه الاتفاقية الاتحاد ماليا؟
  لا أستطيع أن أقول ذلك ولكنها قيدت إدارة النادي فيما يخص جلب موارد جديدة ونعاني من المبلغ الثابت الذي يسدد لهم، وسيتم من خلال الاجتماعات المستمرة مع الشركاء زيادة عقد الموسم بعد المقبل بنسبة %20 عن العقد الرسمي، ورغم ذلك فإنني لا أقلل مما تقدمه شركة إسهام، فمالكها شخص قدير لا أريد أن أذكر اسمه وكذلك صاب يملكها عضو شرف اتحادي من الداعمين للنادي.


• ما هي موارد الدعم المادي لنادي الاتحاد وهل هناك أعضاء شرف يدعمون في الفترة الحالية؟
  لا يوجد دعم للنادي إلا من جهتين فقط هما العضو الداعم وشركة الاتصالات، وأجدها مناسبة لشكر شركة الاتصالات التي تلعب دورا هاما في دعم الأندية رغم الاتهامات التي توجه لها من بعض الأقلام الاتحادية، أما بالنسبة للجزء الثاني من السؤال فلا يمكن أن نقارن دعم عضو شرف يدفع 50 مليون ريال في الموسم الواحد مع عضو شرف يدفع 200 ألف ريال في الموسم، ومن يدفع الآن هم خمسة أشخاص فقط عن طريق رسوم العضوية الشرفية، ولو تمت مراجعة ميزانية النادي من أي محاسب قانوني لوجد أن %80 من الدعم هو من العضو الداعم والاتصالات السعودية، وبالمناسبة في بداية السنة الحالية وعد عضوا شرف بدعم النادي بمبلغ 33 مليون ريال وكان ذلك في الصحافة المقروءة والإعلام المرئي وللأسف لم يقدما هذا الدعم باستثناء قيام أحدهما بدفع 70 ألف يورو وتم تحويلها لأحد أعضاء الإدارة السابقة دون أن تدخل خزينة النادي، أما العضو الآخر فسدد ما بين 600 إلى 700 ألف ريال فقط.


• قبل أن نقفل ملف الاستثمار، ما هو الحلم الذي يراودك؟
  الاستثمار في نظري رحلة مع الزمن تمتد لأربع سنوات ولايمكن اختصارها في سنة واحدة، وأحد أحلامي وخطواتي المقبلة التي أجد الدعم القوي فيها من الدكتور خالد المرزوقي تتمثل في استثمار مرافق النادي كالواجهات الرئيسية (غير مشمولة في عقد الشراكة) وتهيئة وتأجير مواقع بيع داخل النادي وفي مواقع (مشمولة في عقد الشراكة)، إضافة إلى التخطيط لإصدار مجلة لنادي الاتحاد تكون صوتا للنادي وتقوم بتغطية فعالياته، وبدأنا بالفعل في التنسيق مع الزميل عضو مجلس الإدارة محمد اليامي بعمل المخططات اللازمة والرفع بها للرئاسة العامة لرعاية الشباب للحصول على الموافقة ومن ثم إيجاد مستثمر لأن هذا المشروع سيكلف مبلغا ماديا كبيرا، وهذه الخطوة سبقنا فيها نادي الشباب والنادي الأهلي، كما أن الخطة الأخرى هي إعداد ملف خاص للنقل التلفزيوني الذي يجب إعادة النظر فيه لأن الأندية الكبيرة تعاني من قلة المبالغ المدفوعة ولا يمكن أن يقارن ناد ينافس على البطولة بفريق آخر في مؤخرة الدوري، خاصة أن الدوري السعودي منتج رائع للبيع، والمبلغ الذي دفع في الدوري السعودي قليل للغاية وطريقة توزيع المبالغ على الأندية لابد من إعادة النظر فيها ولابد أن يتم التوزيع وفق طريقة أخرى.


• ماسبب تدخلك في أمور كرة القدم رغم أن مسمى عملك في المجلس أمين الصندوق ومسئول الاستثمار؟
  أنا لا أتدخل بشكل مباشر في فريق كرة القدم لأن هناك أشخاصا لهم الحق في ذلك وأنا أقدرهم وأحترمهم وهم المشرف على الفريق محمد الباز ومدير الكرة حمد الصنيع، ولكن هناك بعض الأمور التي تجعل هناك ارتباطا بين العملين ومنها الغرامات التي توقع على النادي من فريق كرة القدم وأيضا عقود الإعلانات، ومع الأسف فإن بعض المغرضين يريدون الإيقاع بيني وبين لاعبي الفريق، وعلى سبيل المثال موضوع محمد نور في جائزة أفضل لاعب آسيوي فأنا أحترم وأقدر هذا اللاعب مثله كأي اتحادي يعشق العميد، حيث كان نور ولايزال أحد أبرز لاعبي الفريق الأول، وأستغرب إقحامي في كل شأن سلبي يتعلق باللاعب، حيث غفل الجميع عن وقفتي مع نور أثناء استلامه الجزء الثاني من عقده وهو حق له وذلك من واجبي كاتحادي وكمسئول، كما نسي الجميع تعاوني مع عضو الشرف أحمد فتيحي في حل مشكلة تواجد نور في معسكر الفريق في إسبانيا، وللعلم فإن كل ما يذكر عن مواقفي مع نور ليس له أصل أو مستند، ففي قضية العقوبة التي طالت النادي لدي صورة من الخطاب الموجه لمدير الفريق الصنيع بتاريخه وموعد استلامه وانتهت مسئوليتي بذلك، أما عن قضية إبعاد نور من الترشيحات الآسيوية فهي قضية منتهية من قبل الاتحاد الآسيوي الذي ورد منه التوضيح النهائي أن نور خسر بالنقاط بحسب خطاب مدير العلاقات والإعلام من الاتحاد الآسيوي، الذي أكد أن حضور اللاعب غير مؤثر في نتيجة الاختيار بقدر استمراريته في المباريات ونقاطه التي جمعها والمحدد آلياتها للأندية المشاركة مسبقا، وحتى لا نرمي الاتهامات جزافا من قريب أو بعيد في هذا الموضوع فإن من أرسل الرسالة الإلكترونية هو المنسق الإعلامي للفريق الأول في ذلك الوقت ماجد المالكي، ولو كنت أرسلت الإيميل لقلتها بكل شجاعة.


• بصراحة يقال إن حمد الصنيع هو من رشحك لمجلس الإدارة ورددت له الجميل بإعادته لمنصب مدير فريق كرة القدم؟
  هذا كلام غير صحيح، فحمد الصنيع لم يحضرني أو يرشحني لمجلس الإدارة، ولو كان حمد يملك هذا الأمر لدخل هو بنفسه مجلس الإدارة، فقد كنت كاتب مقال في إحدى الصحف اليومية وبسبب ما كنت أطرحه في ذلك الوقت طلب مني المهندس جمال أبوعمارة الاجتماع معه ورشحني لمجلس الإدارة، وأثنى على عملي وأفكاري بعد ذلك، كما وصفني منصور البلوي بأنني مستقبل الاتحاد في الاستثمار، وقال ذلك في إحدى لقاءاته في راديو وتلفزيون العرب ورددها لي أيضا الأمير خالد بن فهد، وطلبا أن أكون أنا وشخصان آخران في أي إدارة جديدة مقبلة للاتحاد، أما بالنسبة لموضوع عودة حمد الصنيع فإنني أترفع أن أرد على مثل هذه الاتهامات لأن جهاز الكرة يتولى مهمته الأخ محمد الباز، ولا أريد أن أقول عليه ديكتاتوراً في عمله، ولكنه شخص لا يقبل أن يتدخل أحد في عمله وهو يعمل مع نادي الاتحاد منذ عام 1417هـ وحمد الصنيع كان اسما مطروحا من بين ثلاثة أسماء وتم اختياره بموجب قرار أعضاء مجلس الإدارة.


• هل هناك كلمة أخيرة لديك؟
  كلمتي أوجهها إلى الذين ينتقدون الناس بدون الوقوف على الحقيقة فيكون النقد وفق أكاذيب يختلقها الكاتب ومع الأسف يحاول أن يزرع الخطأ في نفوس القراء الذين يعتبرون معظمهم من الجيل الصاعد، وأود أن أوضح أن هذا الحوار هو أول حوار صحفي لي في أي جريدة سعودية، ولم أكن أريد أن ألجأ لذلك لولا أنني أردت أن أكشف كل الحقائق عبر مصداقية جريدة الرياضية.