الرياضية تنشر الحوار الصحفي الأخير لفقيد الإعلام الرياضي .. محمد السقا
حصلت صحيفة "الرياضية" على حوار صحفي يعتبر الأخير للزميل الإعلامي محمد السقا الذي وافاه الأجل أمس الأول وصلي عليه ودفن أمس في الرياض، وكانت الصدفة قد قادت إلى أحد الصحفيين الشبان الهواة داخل جامع الملك خالد وقبل أداء الصلاة حيث كان يقف إلى جوار الزميل المذيع التلفزيوني عبدالله الشهري وخلال تبادلهما الحديث أفاد أنه يملك حديثاً صحفياً هو الأخير للراحل ويود نشره في أحد المواقع أو الصحف فتم التفاهم معه على نشره في "الرياضية" على هذه الصفحة.
ذكر الإعلامــــي محمد السقا ،أنه منذ الصغر كان يحب (المايك) وكان يمسك عصا المكنسة ويقوم بالتعليق أمام المرآه، قبل أن تحوله ظروف اعتذار المذيعات في إذاعة الرياض عن العمل لظروف (حرب الخليج) لتأتي له الفرصة للخروج في أول نشرة إخبارية في مشواره، كما سرد السقا في الحوار الذي أجراه معه إسلام اليوسف(أحد الهواة) ، الكثير من المواقف المحرجة والمحزنة والمضحكة التي مرت عليه خلال عمله المهني، كاشفاً النقاب عن ميوله الهلالية وأنه يعتز بتقديمه حفل مهرجان اعتزال سامي الجابر ونواف التمياط وسط حشد كبير من الجماهير الرياضية، منوهاً إلى أهمية أن يحب المبدع عمله لكي ينجح ويقدم الكثير.. التفاصيل خلال السطور التالية:
ـ كيف كونت شخصيتك إعلاميا ؟
ـ المسألة أن تشعر بأنك تجد نفسك في هذا المجال ، وتحب الإبداع به،والإعلام وجدت نفسي فيه ، من ناحية أنني أحببت عملي متواصلا مع الناس ،ومن صغري أحب (المايكات) ، وأنا صغير كنت امسك المكنسة وأعلق أمام المرآة ، ولكن بدايتي الحقيقية كانت من خلال إذاعة الرياض ،وأتذكرأول نشرة أخبار بتاريخ 16ـ1ـ1991م ، وقد كان تقديمي لها اضطرارا ، حيث اعتذرت كافة الأخوات العاملات بالتلفزيون عن العمل لـظروف (حرب الخليج) وقتها ، فاستدعوني ووافقت.
ـ ماذا عن خوفك ، ألم يكن هناك نوع من الرهبة ؟
ـ إطلاقا ، لم يكن هناك رهبة بالنسبة لي فقد كنت ( بايعها ) قالها (ضاحكا).
ـ كيف طورت من مهاراتك الشخصية ، وكيف يطور الشخص عموما من مهاراته ليبرز ويستغل مهارته؟
ـ بالنسبة لنبرتي الصوتية ، فقد أتت مع التدريب ، حتى خرجت بالصورة الحالية والحمد لله ، وليست هي النبرة الأصلية ، وهذه معلومة تخفى على البعض،وقد أخذت أثناء دراستي بالجامعة مادة فن الإلقاء لأجل رفع المعدل وفتحت الباب ، المادة كانت مع الدكتور عمر الخطيب(رحمه الله) ، وقد كانت من أروع المواد ، مع أني أخذتها تكميلية ، وقد تميز الدكتور في طرحه حيث كان يتعامل معنا بشكل عملي ، وكأننا مذيعون ولابد أن نتميز ، كنا نطبق ، ونكتب ونستخرج ، وهذا هو جو التدريب الإعلامي الحقيقي ، فقامت هذه المادة مقام الدورة المكثفة بالنسبة لي فقد كانت محطة شحن انطلقت منها ، ولا زلت أستفيد منها حتى اليوم .
تطوير مهارات الشخص الذي رسم لنفسه مستقبلا وهدفا ، يكون بالتدريب المستمر ، قراءة ، محاولة محاكاة قراءة المذيعين المتميزين بالساحة الإعلامية ، الحرص على التمرين ، والحصول على حصيلة لغوية جيدة أثناء التدريب ، والآن الأمور ميسرة من ناحية الدورات ، فبالإمكان للراغب تكثيف نفسه من خلالها أيضا ،القاعدة الأساسية والذهبية في هذا الأمر ، أن لا تضع أهدافك قريبة بل ضع مجموعة أهداف كل هدف منها ينقلك لهدف آخر أبعد من السابق وهكذا .
ـ ماذا عن الترجمة الفورية ؟
ـ أمر صعب ومعقد جدا، طورتها من دون أن أحصل على دورات ، دخلت مؤتمرات ، وندوات ، وتعلمتها تلقينا من أساتذة المجال .
ـ حدثنا عن سجل أعمالك ؟
ـ من أقوى البرامج الحالية على الإذاعة الانجليزية، وهو مايذاع حاليا Saying of the proghet ( أقوال الرسول ) ،كنا مستمتعين بالعمل عبر هذا البرنامج ، وكان يجمع بين الحديث وترجمته مفسرا عبر اللغة الانجليزية ،وجاءتنا من خلاله إشادات عجيبة في كثافتها وأجرنا على الله ، أوقف تسجيله منذ فترة قريبة بسبب بيروقراطية ـ فالبيروقراطية عدو الإبداعـ بحجة أنه لابد أن يكون من يعده أستاذ في الشريعة الإسلامية ، مع أننا كنا فقط نقرأ ما هو موجود في كتب الصحيحين .
كنت مذيعا في إذاعة الرياض ، ثم قدمت في التلفزيون السعودي ، قدمت الأخبار والبرامج على مدى 10 سنوات ،وركزت بعد فترة على البرامج الرياضية ،برنامجي على أوربت ( المركز الرياضي )، أوقف مؤقتا انتظارا لحقوق الدوري السعودي ، الذي تسعى أوربت لامتلاكه (وهي من أخرجت فكرة بيع الحقوق )،و نسعى لامتلاكه بعد سنة من الآن ، ولمدة 5 سنوات مقبلة، والآن أحد نشاطاتي ما يسمى بعريف الحفل ، وهو من يربط فقرات الحفل يرحب ويعرف إلخ...،وأكبر عدد وقفت أمامه (كعريف للحفل) ، 75 ألف متفرج يوم اعتزال الكابتن سامي الجابر ، أحسست بألفة حينها بيني وبين الناس، وهذا ما يحفزني هو حبي للتواصل مع الناس ،وكذلك تقديمي في اعتزال نواف التمياط ،والقاعدة في هذا التعامل مع الناس إعلاميا ، وكسبهم ، أنه يعطي الواحد منا لكل مقام مقاله الذي يناسبه ، وعلى هذا الأساس يجب أن يتعامل الإنسان مع الناس بالعموم ،ومن عمالقة الإعلاميين في هذا المجال الشيخ علي الطنطاوي(رحمه الله).
ـ ماذا عن تميزك في الانجليزية؟
ـ من أهم عوامله ، أني أعيش أجواء ما أقرأ ، وأعطي اللهجه أريحية حتى تصل لإذن السامع بهدوء وسلاسة ، ويستطيع تمييز الكلام ، سواء كانت لغته قوية أو ضعيفة ،وقد عملت مترجما ترجمة فورية ، للأمير فيصل بن فهد ، عام1987م في مؤتمرات صحفية بعد المباريات.
ـ وماهوشعورك حين تستمع لصوتك في جوال صديق مقفل اتصلت به؟
ـ في البداية كانت مثيرة ،أما الآن تعودت ،فحتى الناس تستسمحني تقول سامحنا غلطنا عليك (معليش ). قالها (ضاحكا)،وأضاف:كسبت حسنات من وقع الناس وسبهم فيني من خلال الرسالة الصوتية.
ـ أين ترى نفسك غير الأنشطة المتعلقة بالتقديم؟
ـ مؤخرا دخلت مجال تقديم دورات تدريبية في الموارد البشرية ، وقدمت دورة في جامعة الملك سعود (جامعتي) ، وقد رأيت في نفوس الطلاب همما تعانق السحاب ، وجيلا واعدا يبشر بخير ،وتستهويني بالعموم الأفكار المميزة في الدعايات وأشارك فيها بصوتي . كمثال قلدت صوت (قرنديزر ).
ـ ماهي هواياتك اليومية ؟
ـ الحركية أحب الرياضة ، لعب الكرة و السباحة ،وأحب القراءة وأتابع التلفزيون ، وأحب البرامج الحوارية كثيرا ،وأحرص على متابعتها
وأعشق المباريات العالمية الكبيرة ، وأحرص على أن أتابعها باستمرار.
ـ وماذا عن التشجيع ؟
ـ أنا هلالي منذ الصغر محليا ، و لكن أحب جميع الأندية السعودية ، ومن خلال عملي كإعلامي أحببت كافة الزملاء اللاعبين وربطتني بهم علاقات حميمية.
ـ حدثنا عن أنشطتك داخل دائرة المجتمع ..جمعيات الإعاقة ، جمعية إنسان ؟
ـ أتعاون مع جمعية إنسان وجمعيات الإعاقة كتقديم حفلات وأنشطة ، كمثال ، جمعية فرط الحركة وتشتت الانتباه ،وأنا جاهز للتعاون مع كافة الجهات الخيرية وأسأل الله القبول .
ـ الجرأة في اللقاءات والمهرجانات ، ما سرها ، وهل تغضب البعض؟
ـ التوفيق من الله أولا ،السر ربما يكمن في الإعداد المسبق الجيد ،وهذا دوره كبير ، وأيضا الخبرة لها دورها الكبير في معرفة ما يريده الجمهور أو الشخص الذي تلتقي معه ، وفرز ما يريده عما لايريده، جرأتي تحرج البعض أحيانا ، وعندما ألتمس الحرج ممن ألتقي به أبتعد عنه واحترم رأيه كضيف ، وقد أسترسل معه أحيانا (كما حدث) ، وهنا تحدث إحراجات كثيرة ، وبالعموم الاحترام هو أساس التعامل مع الضيف .
ـ موقف مضحك ومحرج ومبكي ؟
ـ محزن عند وفاة الأمير عبدالرحمن بن سعود ، كنت بالاستديو وقتها مع الكابتن يوسف خميس، وكان يذكر موقف له أن الأمير جاءه شخصيا لبيته في مرض أصابه ، وأخذه للمستشفى (حيث صعوبة المواصلات وقتها)، وبكى بحرقة يوسف وقتها ، وكانت لفته ذكرتنا بالراحل (رحمه الله ). أما المحرج لقائي بالأمير عبدالرحمن بن سعود ، وكان النصر مهزوما وقتها من الهلال في نهائي إحدى البطولات ،فأجريت المقابلة وبعدها من الغد نشرت مقابلتي معه كاملة في إحدى الصحف المحلية ، وكنت تجرأت وقتها في الأسئلة قليلا فأحسست بأنه ممكن يغضب الأمير ، عندها نصحني المقربون بتوضيح الأمر للأمير شخصيا ،ووضحته له في لقاء بعدها مباشرة ، وقبل اعتذاري متكرما،أما المضحك لما أكون على الهواء ويخبرني المخرج بأن كل اللقاء الذي أجريته ميدانيا لم يبث أي جزء منه ، ويطلب مني أعيده كاملا ، وقد حصل ، عندها أخبر من ألتقي معه بأن الصوت كان منخفضا وأطلب منه أن يعيد النقاط الهامة التي ذكرها ، فيتجاوب هو ويسرد كل ما قاله (باعتبار كل حديثه هام) ، وأخرج أنا من المأزق.
ـ كثرة الظهور وتنوع المضمون الذي تظهر من خلاله وتظهره للجمهور هل يزيد أو ينقص من قوة ونجاح محمد أم العكس؟
ـ المبدأ هو الاستمتاع في كافة أعمالي التي أقوم بها ، والقاعدة الذهبية في النجاح الاستمتاع بالعمل ،وشخصيا أحس بازدياد النجاح كل يوم عن سابقه ولله الحمد.
ـ هل ترى من خلال تعاملك وخبرتك في القطاعات الحكومية والخاصة هل تعتقد أنها قدمت الشيء الكافي للمواطن الشاب أم أن هناك قصورا ؟
ـ أعتقد أن هناك قصورا من الطرفين ، من طرف الجهة التي تقدم الخدمات للمجتمع ، ومن جهة أخرى تكمن في ذات المتلقين سواء كانوا أفرادا أو أسرا ، وكمثال في مجال التوظيف ربما هناك قصور من بعض الجهات ، وربما هناك قصور كبير أيضا من المواطنين الأفراد في تفعيل أنفسهم ليكونوا مؤهلين لمواكبة ولإشغال الأماكن الشاغرة ،والمسألة تحتاج لجناحين لابد أن يتوازنا ، المبادرة (من ذات الفرد) ، والشعور بالمسؤولية (من ذات الجهة) .
ـ كلمة أخيرة تهديها للقراء ؟
ـ تشرفت بهذا اللقاء ، وشكرا جزيلا لكم.