كشف أسرار إبعاده والأجواء الحارة التي قلبت المعادلة .. المهلل

أكد لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب الدولي السابق فهد المهلل (مهاجم) أنه قضى أجمل أيامه الكروية في المشوار التأهيلي لمنافسات كأس العالم، لكن في ذات الوقت ذاق مرارة القسوة في مونديال (94) للتصرفات التي وجدها من المدرب الأرجنتيني (سولاري). وقال إن هذا المدرب وجد عناصر جاهزة تملك الخبرة الكافية وبالتالي كسب الضوء نظير الجاهزية التامة التي كان عليها المنتخب السعودي بداية من اهتمام المسؤولين من الناحية النفسية وتوفير جميع الإمكانيات إلى جانب أن العناصر التي كانت تمثل الأخضر في مونديال (94) تملك الخبرة الكافية التي منحت الأخضر التفوق في جميع المباريات التي خاضها، وزاد بأن حرارة الجو ساعدت الأخضر للتفوق أمام هولندا وبلجيكا باعتبار أن هذين المنتخبين اعتادا على اللعب في الأجواء الباردة، المهلل تحدث لـ”الرياضية” عن ذكرياته في مونديالي (94 و98) فماذا قال ؟!
ـ كنت أحد النجوم البارزة في التصفيات التأهيلية لمونديال (94) غير أن المهلل غاب عن جميع المباريات التي خاضها الأخضر؟
صحيح، فطوال التصفيات قدمت مستوى رائعاً مع زملائي وكانت لي بصمة في أكثر من مباراة، وأذكر الهدف الغالي الذي سجلته في مرمى كوريا الشمالية وكان هدف تعادل رفع معنوياتنا للحفاظ على المقدمة، وأمام الكويت عندما شاركت مررت لماجد الهدف الثاني الذي سجله، وفي لقاء إيران الأخير أيضاً سجلت الهدف الثاني الذي جاء ليؤكد التفوق السعودي، ولكن الذي حدث إنه بعد إلغاء عقد المدرب البرازيلي كندينو ومن ثم الهولندي بنهاكر جاءت الأمور على طبق من ذهب للأرجنتيني (سولاري) الذي وجد منتخباً مجهزاً على أكمل وجه ولاعبين أصحاب مهارات، المهاجمون منهم هدافون لفرقهم، ولاعبو الوسط يملكون مهارات عالية، والمدافعون لديهم خبرة عالية، والحراسة لا يعلى عليها، فعندما اجتمعت هذه المعطيات لم يجد سولاري صعوبة في النجاح، وعن عدم مشاركتي لم تأتِ بسبب أشياء فنية وإنما كانت شخصية، فسولاري وقف ضدي في جميع المباريات وحاول عدم إشراكي، بل إن هناك وساطات تدخلت في سبيل تسوية الأمور لكنه رفض وقال إذا شارك هذا اللاعب فإنني سأضطر للمغادرة، وفعلاً حقق مرادهم بسبب تعنت هذا المدرب الذي لم يضف شيئاً للمنتخب وإنما المنتخب السعودي هو الذي أضاف له، والدليل إنه لم يحقق أي إنجاز بعد المجد الذي منحه له المنتخب السعودي.
ـ أرى أنك متحامل على (سولاري) هل لأنه لم يشركك، بودنا أن توضح الخلاف الشخصي بينكما؟
قبل انطلاق المونديال كانت هناك مباراة ودية بين المنتخب السعودي وأمريكا، وكنت على دكة الاحتياط وطلب مني التسخين وبدأت أجري عملية الإحماء وخلال فترة التسخين التي استمرت مدة طويلة وأنا أجري عملية الإحماء أشرك ثلاثة عناصر وفي خط الهجوم وأنا خارج حساباته، وبعد المباراة اشتد النقاش بيننا وكان هدفي توضيح وجهة نظري فيما كان يعمله معي من تصرفات لأن مثل هذه الإجراءات تثير حفيظة اللاعب، المهم أن المدرب وضعني في رأسه ورفض مشاركتي في جميع المباريات رغم إنني كنت احتياطياً في كل المواجهات التي خاضها الأخضر.
ـ هناك لاعبون يؤكدون أن سولاري مدرب كبير ويعرف من أين تؤكل الكتف؟
صدقني إن العناصر الفعالة التي كانت تمثل الأخضر في ذلك الوقت السبب في تحقيق النتائج، بدليل إن أقل لاعب كان يمثل الأخضر خاض مع فريقه أكثر من خمس سنوات إلى عشر والبعض يفوق هذا الزمن، وعموماً تلك الخبرات أضافت الشيء الكثير على العطاء واستطاع الأخضر تجاوز بلجيكا والمغرب وخسرنا بشرف أمام هولندا، ثمة جانب آخر ساعدنا للتفوق على بلجيكا وتقديم عطاء جميل أمام هولندا وهو حرارة الجو، فالدول الأوروبية لم تعتد اللعب في مثل هذه الأجواء وزملائي على العكس وبالتالي صب ذلك في مصلحتنا.
ـ ما هي أجمل الذكريات التي خرجت بها في مونديال (94)؟
لم تكن ذكريات جميلة بقدر الآهات والسبب المدرب (سولاري) الذي لم يضف أي لمحة لعطاء الأخضر، ولكن ربي وفقني في مونديال (98) رغم إنني أصبت قبل بدء التصفيات وشاركت في آخر مواجهة أمام جنوب أفريقيا حيث تعادلنا (2 ـ 2)، وأتذكر أن المدرب (كارلوس البرتو) طالب أن أكون ضمن المجموعة حتى لو كنت مصاباً، وفعلاً لعبت أمام جنوب أفريقيا، وأتذكر لعبت بثلاثة (أبوات) بسبب إصابة المفصل التي كنت أعاني منها ولم يحدث ذلك في تاريخي أن غيرت البوت إلا في تلك المباراة.
ـ ما الفرق بين كندينيو وكارلوس البرتو وبنهاكر؟
جميعهم مدربو إعداد وخطط، ويعرفون إمكانيات اللاعبين الفنية وبالتالي يزجون بهم عطفاً على تلك الإمكانيات، في حين أن المدرب سولاري كان يدربنا (طائرة) ولم ألمس منه أنه كان يميل إلى وضع الخطط ورسم العطاء داخل الميدان، وعموماً سولاري سرق جهد كندينو وبنهاكر في الظهور الرائع للأخضر في مونديال (94)، أما كارلوس البرتو فهو مدرب كبير ويكفي تاريخه الطويل مع منتخب البرازيل وبعض المنتخبات الآسيوية والأفريقية.
ـ لنعود للوراء قليلاً بودنا أن تصف لنا التمريرة التي سجل منها ماجد الهدف الثاني في مرمى الكويت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم (94)؟
كنت ضمن لاعبي الاحتياط وأشركني كندينيو في آخر الدقائق وطلب مني الحفاظ على الكرة في سبيل إضاعة الوقت باعتبار أننا متقدمين بهدف العويران، وفي اللحظة التي استلم ماجد الكرة فتحت على الطرف ومرر الكرة لزميلي (خالد مسعد) ولكن الكرة طالت عليه ووصلتني واستلمتها بكل هدوء وخفت أن احتفظ بالكرة فتنقطع ويسجل الكويت التعادل الذي سيضعنا في محك صعب وحسابات طويلة وبالتالي حاولت التمويه وشاهدت ماجد تحرك ولعبت له الكرة بالمقاس وسجل الهدف الثاني بالتخصص.
ـ بصراحة هل حققت طموحاتك في كأس العالم بالمشاركة وتسجيل الحضور؟
صدقني لو كتب لي أن شاركت في مونديال (94) لوضعت بصمة سعودية لاتقل عن الآخرين، لأنني كنت في ذلك الوقت أملك الخبرة وروح الشباب والعطاء المتكامل، ولكن الأمور جاءت مخالفة للأماني التي كنت أنشدها وجاءت مشاركتي في (98) وأنا مصاب بالمفصل ولم أحقق الهدف الذي أنشده، وعلى أي حال ما قدمه منتخب بلدي وزملائي هو نجاح لي لأن الهدف ليس تحقيق أمجاد شخصية بقدر ما هو إضافة معطيات للكرة السعودية في المحافل الكروية.