الممثل أحمد السلمان بعد أن قسم حياته إلى ثلاثة

نجح الممثل أحمد السلمان مؤخراً في الدراما الخليجية وأصبح يلعب دوراً مهماً في نجاح أي عمل درامي وهو الذي سكن خشبة المسرح بأعماله لفترة تزيد عن 26 عاماً غير أنه لم يحقق النجومية إلا أن شهرته اكتسبها من بلاتوه التلفزيون وتحديداً من أدوار الشر التي برع فيها، استضافته "الرياضية" في حديث ممتع، فهو يتمتع بود وحضور كبيرين ويزيل الكلفة بينه وبين محدثه في دقائق ليتناول موضوعات شتى ونفاجأ بأمور نعرفها عنه للمرة الأولى فإلى ذلك.
ـ خبرتك في المسرح طويلة ورغم ذلك جاءت شهرتك من عملك التلفزيوني وفي سنوات قليلة فما السبب في رأيك؟
إذا قدرنا جمهور المسرح في الكويت بحوالي 30 ألف مشاهد بعد أن نستثني كبار السن، ومن يفضلون مشاهدة المسرحيات على أشرطة فيديو، غير الرافضين للفنون أيضاً فهذا هو عدد الجمهور المتوقع، أما المسلسلات فهي تدخل كل بيت ويراها الجميع أي المليون كويتي لهذا جاءت الشهرة من التلفزيون وليس المسرح، وأستطيع أن أقسم حياتي الفنية لثلاثة أقسام، الأولى منها بدأت في الثمانينيات وكانت بمثابة مرحلة تأسيسية وقدمت فيها الأعمال المسرحية النوعية مثل الأدب العالمي ومسرحيات باللغة العربية الفصحى، وتناولنا قضايا تهم الشأن العالمي والوطني والقومي حينها، والمرحلة الثانية من عام 91 إلى 2000 وهي بداية مشاركاتي التلفزيونية، وكنت أتلمس فيها خطأي عند مشاهدي التلفزيون، وقدمت أعمالاً بسيطة، ثم المرحلة الثالثة بدأت من عام 2001 إلى الآن وكان من حسن حظي تعاوني مع شركة سكوب سنتر والكاتبة فجر السعيد وأثبت وجودي وحصدت شهرة وجماهيرية وتوالت الأعمال مثل (ثمن عمري) و(الحريم) وغيرها.
ـ هناك نقد مستمر بأن المسلسلات الكويتية تكرر نفسها وتوجد نادرة بين العاملين في المجال الفني أن المسلسلات هي عبارة عن (بيتين ومفخر ومستشفى ووزارة)، نريد رأيك بصراحة؟
أرى أن المشكلة في عدم توفر المؤلف والقصة، والموجودون حالياً يكررون أنفسهم علاوة على كثرة الإنتاج فهناك حوالي 15 عملا سنويا في الكويت، وبالتالي مع قلة المؤلفين نجد تكراراً في الموضوعات وفي طريقة طرحها وكلامك صحيح فالمسلسلات هي بيتين ومستشفى, ما نحتاجه هو التنويع في الطرح، وأنا مستبشر خيراً في العمل الجديد الذي أعمل فيه حالياً وهو لمؤلف جديد هو عبدالكريم الميعان، ولكن أخاف أن يكرر نفسه في الأعمال القادمة، انظر إلى مصر، فنجم مثل عادل إمام عندما خاف من التكرار تعامل مع مؤلفين ومخرجين غير الذين اعتاد العمل معهم مثل وحيد حامد وشريف عرفة، والآن لدينا المؤلفة فاطمة الصولة متفائل بوجودها خيراً إن شاء الله، فهي تطرح موضوعات جديدة ولا تحتكر نفسها في إطار معين، لأن المشاهد ذكي ويزهد في الأعمال المكررة في الطرح وأصبح لديه فطنة لإدراكها سريعاً بسبب التنوع في القنوات الفضائية التي يتحكم فيها بالريموت كنترول ومسلسل الفرية للفنانة حياة الفهد عمل حلو وكتبته، فالعمل الدرامي الناجح له عناصر تتشابك أهمها هي القصة ولدينا مخرجون كويتيون مميزون لكن أين هم؟ مع تلفزيون دبي وتلفزيونات دول الخليج؟
ـ كلامك هذا يقودنا لوزارة الإعلام وما يقال عنها دوماً من أنها (تطفش) المبدعين الكويتيين فما قولك؟
مشكلة وزارة الإعلام أن المسؤولين فيها ليسوا فنانين بل إداريون ونحن في المسرح الكويتي عندما كان رئيس مجلس الإدارة إداريا وليس فناناً كانت تواجهنا مشاكل كبيرة، فالفنان يخدم فنه وليس الوزارة، الفنان يدرك قيمة النص والرؤية الإبداعية وقيمة المبدعين.
لقد اختلفوا مع حياة الفهد على ألف دينار لمسلسل (الفرية) فاشتراه تلفزيون دبي بزيادة عشرة آلاف دينار، إنهم قدروا قيمة حياة الفهد، لدينا نجوم مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج لابد من معرفة قدرهم ولا يعاملون من إداريين في الوزارة بدون دراسة لقيمتهم الفنية.
ـ هل هناك حسد من بعض المسؤولين على شهرة ومكانة الفنان؟
الحسد موجود لكن الأهم منه كمسبب فيما تتحدث عنه هو التنفيع المتبادل والبيزنس على حساب الفن والقيمة الفنية.
ـ هناك موضوع آخر أود أن أسألك عنه وهو أن البعض وخاصة الفتيات استنكرن ظهور نماذج منحرفة أو نماذج متحررة في المسلسلات، لأن ذلك عممها رغم أنها حالات فردية، ولكن عرضها بتفاصيلها يرى البعض أنها إثارة سلبية فما هو تعليقك؟
فعلاً هذا حقيقي فالطرح لهذه الحالات المنحرفة أو الخارجة عن العادات والتقاليد في المجتمع تكون سلاحاً ذا حدين، فطريقة عرض الشخصية في إطار المسلسل قد ينبه لأمر خطأ ويكون الهدف العلاج، وقد يعمل على زيادة هذا النموذج، واضرب لك مثلاً هو تركيز مسلسلاتنا في فترة سابقة على المخدرات، كانت النتيجة أن الناس اعتادت القضية، وأين هي الآثار الإيجابية لهذا الطرح، بل على العكس زادت نسبة المدمنين على سبيل التجربة ودخلوها.
ـ أنت رئيس المسرح الكويتي ورئيس المسارح الأهلية وأمين سر اللجنة الدائمة لمهرجان الخرافي للإبداع وفنان خبرتك الفنية تزيد عن ثلاثين عاماً بماذا تشعر عندما ترى موديلا جميلا تصبح فنانة أو شابا من أول دور له أو ظهوره في مسابقة ما يلقب بالنجم بدون أن يعوا أبجديات الفن وأنه رسالة؟
أقول إن العصر الحالي الذي نعيشه عصر الصورة وهناك تشويش فني لدى الجمهور أيضاً خاصة الشباب الذين يطبلون للصورة الحلوة، وساعدهم المنتجون على ذلك فهم يبحثون عن الأوفر مادياً، فلقد فؤجئت بممثلة لدور ما في أحد المسلسلات كنت رأيتها عارضة في جمعية، ولكن المنتج اقتنع بها لأنها حلوة وأجرها قليل.
وإذا كان هذا ما يحدث في التلفزيون وقطاع الإنتاج الخاص فالأمر مختلف لدينا في المسرح الحكومي، فهناك فتاة تقدمت إلينا ورفضنا أن تصبح ممثلة في المسرح لأنها لا تصلح، ونحن نعطي للمتقدم فترة اختبار ستة أشهر وهنا لا يكون أداؤه فقط هو المعيار بل أخلاقه لأنه واجهة للفن، والغريب أن تلك الفتاة تمثل الآن وتلقب نفسها بالفنانة لأن منتجاً سمح لها بذلك.
ـ أخلاق وصورة الفن تحدث فيها كبار الفنانين من قبل وطالبوا بمنع أي فنان أو فنانة تثبت عليه أي جرائم أخلاقية من التمثيل في مسلسلات الكويت فهل توافق؟
طبعاً لأن الفن رسالة مقدسة، والسلوك الشائن لن يضر صاحبه فقط بل الوسط كله وسيزيد صورة المجتمع الرافض لدخول أبنائه للفن، ولكن حتى إذا قامت وزارة الإعلام بوضع هذا الشرط فإنهم سيذهبون لتلفزيونات الخليج وشركات الإنتاج الخاصة.
ـ أبو فهد حدثنا عن أسرتك وأبنائك ورأيهم في أدوارك الشريرة؟
يضحك، زوجتي كانت تقول لي حرام عليك عندما كنت أضرب حياة الفهد في المسلسل، وأبنائي طلبوا مني ألا أمثل دور الشرير وفعلاً ابتعدت مؤخراً عن أدوار الشر.
ـ هل أحد أبنائك له ميول فنية؟
لا، هم يكرهون الفن والسبب أنه حرمني منهم فطوال 15 عاماً لم أحضر عيداً معهم وفي رمضان طوال الوقت بروفات، وهذا العام قررت ألا أعمل في أي من المسرحيات من أجلهم وفعلاً استمتعت برمضان في بيتي ومع أبنائي، ولكن للأسف طلبوا مني عرض مسرحية العام الماضي يا واش يا واش في قطر ولم استطع أن اعتذر، لذلك أبنائي يكرهون الفن.
ـ نفهم من ذلك أن أم فهد هي التي تحملت المسؤولية الأكبر في تربية الأبناء؟
نعم وأدين لها بالشكر فهي من أوصلت أبنائي وبتفوق للجامعة ففاطمة مهندسة وشيخة كيميائية وكانا من الأوائل على الثانوية في الكويت وابني فهد في الصف الثاني الثانوي ومن المتفوقين.
ـ وكيف هي علاقتك مع بناتك؟
بناتي يتحملن مسؤولية شهرة أبيهم فتكون حركاتهما تحت المجهر من المحيطين، لذلك دائماً أقول لهما تذكرا أن أي عمل تقومان به سيعود لي والحمد لله بناتي محجبات وملتزمات.