|


ذكر أن الجزائريين انتهكوا الأعراف الأخلاقية التي ترسخها مبادئ (فيفا)

القاهرة ـ (أ ف ب) 2009.11.21 | 06:00 pm

جرح 35 شخصاً بينهم 11 ضابطاً في الشرطة عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الأمن بالحجارة والزجاجات الحارقة أمام السفارة الجزائرية في القاهرة وسط توتر بين البلدين بسبب أعمال عنف وهجمات إعلامية رافقت مباراة منتخبيهما المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان "مجموعات من المواطنين حاولت التوجه إلى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الأعلام المصرية بأسلوب متحضر وملتزم إعرابا عن غضبهم واستنكارهم للأحداث المؤسفة التي أقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم".
وأضافت أن عددا من المتظاهرين "جنحوا إلى إلقاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما أسفر عن إصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الأفراد".
وأضافت أن "تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات أربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشرة لوحة للإعلانات".
وجاءت التظاهرة التي بدأت مساء أمس الأول الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة حسب الوزارة، بعد يومين من تأهل الجزائر لمونديال 2010 بعد فوزها على مصر في مباراة فاصلة استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم.
وقال البيان إن "قوات الشرطة اضطرت لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي أعمال الشغب"، موضحة أن "التحقيق جار" في الحوادث.
ودعت الوزارة المصريين إلى "الالتزام بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم" وأن "لا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لإثارة أعمال الشغب أو تحقيق أهداف خاصة".
وعمدت شرطة مكافحة الشغب مرات عدة إلى صد المتظاهرين الذين أحرقوا أعلاما جزائرية ورددوا هتافات معادية للجزائر.
وأكد مشجعون مصريون أن حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في أثناء العودة إلى مطار الخرطوم بعد خسارة فريقهم المباراة الفاصلة.
واستدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات.
وهذه المرة الثانية في أسبوع التي يستدعى فيها السفير عبد القادر حجار. وقد استدعي إلى وزارة الخارجية الأسبوع الماضي عقب مهاجمة مشجعين جزائريين لمؤسسات ومنازل مصريين في العاصمة الجزائرية.
وكانت أعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الأسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الأول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء، ما استدعى إقامة المباراة الحاسمة في الخرطوم بعد تعادل الفريقين بعدد النقاط والأهداف في صدارة مجموعتهما المؤهلة إلى كأس العالم.
وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتباً لشركة محلية تابعة لشركة أوراسكوم المصرية للاتصالات كما قام بأعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر.
ودفعت الهجمات شركة أوراسكوم إلى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.
من جهته، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى المصريين والجزائريين إلى الهدوء بعد التوتر الذي نجم عن مواجهتي منتخبيهما.
وقال موسى على هامش افتتاح مؤتمر في دبي ينظمه المنتدى الاقتصادي العالمي "أدعو إلى الهدوء ووضع الأمور في حدودها وفي إطارها".
كما دعا "الشارع العربي إلى العودة إلى العقل" معتبرا أن ما حصل هو "فتنة أدت إلى فورة أعصاب في بلدين كبيرين".



اتحاد الكرة يهدد
إلى ذلك هدد الاتحاد المصري لكرة القدم بوقف النشاط الرياضي لمدة عامين على الأقل "احتجاجا على ما حدث من اعتداء على الجماهير المصرية الرياضية ولاعبيها ومسؤوليها بالسودان في حالة عدم تدخل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بشكل صارم". وأوضح الاتحاد المصري في بيان على موقعه على شبكة الانترنت أنه سيرفع شكوى إلى (فيفا) متضمنة كافة الأحداث التي واكبت مباريات مصر والجزائر سواء التي كانت بالجزائر والقاهرة ومأساة المباراة الفاصلة بالسودان ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات العالم 2010 في جنوب إفريقيا.
وتابع البيان أن "الشكوى تتناول انتهاك الأعراف الأخلاقية التي ترسخها مبادئ (فيفا) من الالتزام الرياضي والانضباط الأخلاقي وروح المنافسة الشريفة وهي اللوائح المتعارف عليها عالميا (اللعب النظيف) سواء بين الجماهير أو اللاعبين والتي انتهكتها تماما الجماهير الجزائرية ومسؤولوها ولاعبوها سواء في الجزائر أو مصر أو بالمباراة الفاصلة بالسودان والتي وصلت إلى حد إرهاب الجماهير الرياضية المصرية ومسؤوليها ولاعبيها وتعريض حياتهم للخطر قبل وبعد المباراة (بالأسلحة البيضاء ـ خناجر ـ سيوف ـ الصواريخ النارية)".
وأضاف أن "المأساة تجسدت واكتملت بعد انتهاء مباراة السودان وتحولت إلى مأساة أخلاقية إرهابية في عالم الرياضة يرفضها تماما المجتمع الرياضي والدولي ومسؤولوه والجماهير الرياضية المصرية بجميع فئاتها كما يستشهد بتقرير الشرطة السودانية في محاضرها ومتابعتها لأحداث اللقاء وأيضا تسجيلات الفيديو للجماهير الجزائرية ولاعبيها ومسؤوليها".
وطالب الاتحاد المصري في هذه الشكوى بوقفة جادة وصارمة من (فيفا) في هذه الأحداث لإعادة الانضباط الأخلاقي في عالم كرة القدم وقد يصل الأمر بالاتحاد المصري إلى وقف النشاط الرياضي لكرة القدم على الأقل لمدة عامين احتجاجا على ما حدث من اعتداء على جماهير مصر الرياضية ولاعبيها ومسؤوليها بالسودان في حالة عدم تدخل (فيفا) بشكل صارم".
وتابع البيان "دائما نثق ونعرف أن (فيفا) يسعى دائما للحفاظ على أرواح اللاعبين والجماهير والوقوف بقوة ضد كل من يحاول تشويه أخلاقيات ومبادئ عالم كرة القدم"، مشيرا إلى أنه سيتم عقد اجتماع بين رئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر ورئيس الاتحاد سمير زاهر ونائبه لدراسة الاحتجاج الموجه لـ(فيفا) اليوم السبت.



أحداث القاهرة
وشهدت المباراتان الأخيرتان بين مصر والجزائر في القاهرة وأم درمان على التوالي أحداث شغب بين أنصار المنتخبين، حيث تعرضت حافلة المنتخب الجزائري إلى هجوم بالحجارة بعد وصولها إلى القاهرة في الطريق الرابطة بين المطار والفندق. وأصيب ثلاثة لاعبين عقب هذا الحادث بحسب ممثل للاتحاد الدولي في المكان. وبعدها بيومين فازت مصر على الجزائر 2ـ0 وفرضت الاحتكام إلى مباراة فاصلة أقيمت الأربعاء الماضي في السودان وكان الفوز من نصيب الجزائر 1ـ0 وبلغت المونديال للمرة الأولى منذ 24 عاما وتحديدا منذ مونديال 1986 في المكسيك، والثالثة في تاريخها بعد عام 1982 في إسبانيا.
وبعد مباراة القاهرة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتباً لشركة محلية تابعة لشركة أوراسكوم المصرية للاتصالات كما قاموا بأعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات بشركة أوراسكوم إلى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.
وتجدد التوتر عقب مباراة الأربعاء بعد مهاجمة مشجعين مصريين في الخرطوم، حيث روى مشجعون مصريون أن حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في أثناء العودة إلى مطار الخرطوم.
وكان الاتحاد الدولي أعلن أمس الأول الخميس أنه قرر اتخاذ إجراء تأديبي بحق الاتحاد المصري بعد الهجوم الذي تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة بيومين قبل المواجهة الحاسمة بينهما في العاصمة المصرية ضمن الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة في تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.
وأوضح بيان للاتحاد الدولي "وفقا لمعلومات رسمية توصل بها الاتحاد الدولي في 12 نوفمبر، حصلت أحداث تعرض لها المنتخب الجزائري على الطريق بين المطار والفندق"، مضيفا "لذلك، تم الشروع في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الاتحاد المصري".