|


حفلات الترفيه.. بين الإقبال الجماهيري والاحتكار الفني

الرياض ـ سلمان المسدر 2017.07.31 | 05:44 am

على الرغم من الحراك الفــــني الواضح، والبهجة الكبيرة التي أشاعتها عودة الحفلات الغنائية في المملكة بدعم وجهد واضحين من قبل الهيئة العامة للترفيه منذ شهر يناير الماضي، إلا أن الملاحظ هو اعتمادها على متعهد واحد لإنتاج وتنظيم هذه الحفلات، فلا يبدو في المشهد سوى شركة روتانا للصوتيات، التي تولت إنتاج وتنظيم جميع الحفلات منذ عودتها وحتى الآن، "الرياضية" بدورها استطلعت آراء المختصين من الإعلاميين والمهتمين بصناعة الحفلات الغنائية.

روح المنافسة
أشار علي الخضيري الإعلامي والمذيع في إذاعة mbcـ fm إلى أن قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه كان مفصلياً ومهماً في كيفيته وتوقيته، مضيفاً لـ"الرياضية": الملاحظ أن "روتانا" أقامت حفلات للنجوم التابعين لها فقط، ولم تقم لبقية الفنانين المبدعين على الساحة الفنية والذين يحظون بقاعدة جماهيرية كبيرة وطرحت التذاكر بأسعار مرتفعة، ولم تحتو على فئات مناسبة في متناول الطبقة المتوسطة من الجماهير". ويواصل الخضيري: "كنت أتمنى من هيئة الترفيه لو قامت بتوزيع هذه الحفلات على عدة متعهدين، للاستمتاع بأكبر قدر من النجوم في الساحة الفنية، وكذلك لإشعال روح المنافسة بينهم من حيث أسعار التذاكر وتنوع الفنانين".

توسيع دائرة المتعهدين
وتساءل يحيى مفرح زريقان، الناقد الفني والمذيع بإذاعة الرياض، عن سبب تغييب نجوم الصفين الثاني والثالث في الأغنية السعودية، وعدّ وجودهم مهماً لإثراء الحركة الفنية، وأضاف: "نشد على يد هيئة الترفيه، ونقف خلفها في دعم الحركة الفنية في المملكة ورفدها بكل أشكال الفنون والترفيه، والتي تأتي الحفلات الغنائية على رأس قائمتها، كنت أتمنى وجود أحد المتخصصين في الشأن الفني والغنائي تحديدا لتولي مهمة الحفلات في الهيئة الوليدة، وتوسيع دائرة المتعهدين، لدينا العديد من الأسماء القادرة على إدارة وتنظيم مثل هذه الحفلات، خالد ناقرو، أحمد أبو بكر سالم، عبد الله رشاد وسعود سالم، كلها أسماء تستطيع إدارة الحفلات الفنية باقتدار وغيرهم الكثير". وتابع زريقان: "قصر الحفلات الغنائية على فناني الصف الأول فقط، خطأ كبير ومضر بالحركة الفنية، لا أعتقد أن شركة وطنية مثل "روتانا" ستمتنع عن التعاون مع متعهدين آخرين في حال طلب عدد من فناني الشركة إقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، وهذا يؤدي لديمومة العمل الفني واستمراره".

كراسة الشروط
اعتبر فهيد اليامي، الناقد الفني، أن حل احتكار الحفلات الغنائية يكمن في طرحها على طريقة المنافسات والمناقصات الحكومية بحسب رأيه، مضيفاً: "لا أعتقد أن ثمة شركة محترفة وجاهزة لإقامة الحفلات الغنائية سوى روتانا، لا يوجد متعهد محلي يمتلك الخبرة التراكمية والمهارة، وزاد اليامي: "الحل يكمن في نظام المناقصات الحكومية، أتمنى أن تقوم هيئة الترفيه بإعداد كراسة الشروط لكل حفلة وتطرح كمنافسة عامة، من يستوفي الشروط كاملة ويفوز بالعرض الفني يحصل على المناقصة". ولفت اليامي إلى غياب هيئة الإذاعة والتلفزيون عن مشهد الحفلات الغنائية، فلا إنتاج ولا نقل مباشر ولا تسجيل، واستشهد بتلفزيون الكويت الذي يشترط نقل جميع الحفلات التي تقام في الكويت بشكل متزامن أو تسجيلها وبثها في وقت لاحق.

أسعار عالية
طالب محمد الغامدي، رئيس مجلس إدارة جمعية المنتجين والموزعين السعوديين، الهيئة العامة للترفيه بضخ المزيد من الفعاليات في جميع مناطق المملكة، مشيراً إلى أنها قامت بعمل "ممتاز" حتى الآن قياساً بحداثة تجربتها، وأضاف: "لا يمكن إنكار حجم العمل الذي قامت به الهيئة خلال مدة وجيزة، تعرفت على بعض كوادرها خلال إقامة مسرحية "صبح صبح" الأسبوع قبل الماضي، أعجبني حماستهم وتفانيهم في أداء أعمالهم، أتمنى من الهيئة الانتباه إلى الأسعار "العالية" لتذاكر حفــــلات روتانا ومحاولة ضبطها لتمكين جميع شرائح المجتمع من الحضور والاستمتاع".