|


صقور التفاريخ

2017.11.07 | 07:13 am

تعتمد ممارسة هواية أو رياضة الصيد بالصقور على العامل الأساسي فيها وهو الصقر، ويسعى الصقار دائما للحصول على أفضل الصقور من ناحية الحجم وسرعة الانقضاض وغيرها من الصفات والقدرات التي تميز الصقور فيما بينها، وحيث إن هذه القدرات تتطور لدى الصقور أثناء نموها في الطبيعة فإن الصقار يفضل دائما الحصول على الطيور التي تكاثرت في الطبيعة أو ما يعرف لدى الصقارين بصقور الوحش، وكما هو معروف فإن إيجاد صقر يتحلى بالصفات المناسبة أو الصفات الأفضل لممارسة هذه الهواية أو الرياضة لا يعتبر أمرا سهلا، ويتطلب الكثير من الجهد.
كما أن المشكلة الأولى حاليا فيما يتعلق بالحصول على صقور الوحش هي ندرتها وتناقص أعدادها في الطبيعة بسبب العديد من العوامل السلبية التي أدت إلى تناقص أعدادها "كالتسمم بالمبيدات ونقص الغذاء وغيرها"، والتي منها إمساك الصقور والاتجار بها، وحيث دعت الحاجة إلى إيجاد بدائل مناسبه لتلبية الطلب المتزايد على الصقور وتقليل الضغط المتزايد عليها في الطبيعة لذلك فقد بدأ بعض المختصين والمهتمين في هذا المجال بإكثار الصقور في مراكز الإكثار"المزارع" لحماية الصقور من الانقراض ولاستمرار ممارسة هذه الهواية، وذلك عن طريق إكثار الأنواع الأكثر استخداماً في هذا المجال "حر، شاهين، جير"، وتوسع هذا الأمر إلى أن أصبحت بعض مراكز الإكثار تنتج الصقور بأعداد جيدة تساعد على تقليل الطلب على الأنواع التي تعيش في الطبيعة، وأصبحت وسيلة جيدة لاستمرار هذه الهواية، وأصبح لدى الصقارين توجه لاقتناء هذه الصقور والتي تسمى بصقور المزارع "التفاريخ".
ومع تطور العلم في كافة المجالات والتوصل إلى تقنيات متطورة في مجال الإكثار فقد توجهت بعض مراكز الإكثار إلى إنتاج أنواع جديدة من الصقور من خلال تهجينها عن طريق تزاوج الأنواع فيما بينها "وهو أمر لا يحدث في الطبيعة" كتزاوج صقر الجير مع صقر الحر، والذي ينتج منه نوع جديد قد يمتلك أفضل الصفات الموجودة لدى النوعين وهو أمر يساعد الصقار للحصول على صقر ذي صفات جيدة ويمتلك صفات لا توجد لدى الصقور في الطبيعة دون عناء البحث عنه.
ولكن من وجهة نظر علمية ومن وجهة نظر المحافظة على الصقور فإن هذا النوع من الإنتاج يعتبر أمرا سلبياً لكون الأنواع الهجينة لا توجد في أي بيئة من البيئات الخاصة بالصقور على مستوى العالم، وفي حال إعادة إطلاقها للطبيعة من قبل مالكها أو في حال فقدها أثناء الصيد فإنها ستشكل خطراً على أنواع الصقور التي تعيش في الطبيعة، وقد تتسبب في إزاحتها من الطبيعة، ولذلك فقد يكون من الأنسب أن يعاد النظر من قبل الصقارين في السعي لاقتناء الأنواع المكاثرة في المراكز دون تهجين "أو ما يسمى البيور" والتوقف أو التقليل من اقتناء الصقور المهجنة للمساهمة في المحافظة على الصقور في الطبيعة.