|


مثل نيمار.. بن شرقي يستمع لقلبه ويلتحق بالهلال من أجل المونديال

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.02.08 | 03:20 am

بعدما قرر نيمار مغادرة فريق برشلونة الإسباني الصيف الفائت، برر للصحافيين الفرنسيين سبب رغبته بارتداء قميص باريس سان جرمان خلال المؤتمر الصحفي التقديمي بقوله: "لم أفعلها من أجل المال، قلبي أخبرني بأن أفعلها من أجل التحديات والألقاب الجديدة". ولكن النجم البرازيلي لم يعترف لوسائل الإعلام بأن الطريق إلى جائزة الكرة الذهبية سيكون أقصراً عبر عاصمة الحب والموضة والعطور.



قبل أسبوعين فقط، فتح الإعلام المغربي النيران على سعيد النصاري رئيس نادي الوداد البيضاوي إثر موافقته على انتقال المهاجم الشاب أشرف بن شرقي إلى صفوف الهلال السعودي بدلاً من انتقال اللاعب إلى دوري أوروبي يستطيع من خلاله تحسين مهاراته الكروية ومستواه البدني؛ ولكن عرض أزرق الرياض كان مغرياً جداً إذ لم يستطع المغاربة رفض مبلغ 46 مليون درهما مغربياً دفعة واحدة.



لم يكن يعلم والد ووالدة "أشرف بن شرقي" أن رحيلهما من مدينة كازابلانكا قبل عشرين عاما باتجاه مدينة فاس، سيفتح أبواب كرة القدم أمام ابنهم الصغير الذي سرعان ما تسلل من منزلهم المتواضع في حي "لالة سكينة" إلى الشارع ومنه عرف طريق مدرسة نادي المغرب الفاسي الذي برز في صفوفه عام 2014.



خشي رئيس نادي المغرب الفاسي، أحمد المرنيسي، من رحيل أشرف إلى الرجاء أو الوداد دون مقابل مالي مجزٍ، فقام بالتجديد مع لاعبه الشاب لمدة 4 أعوام في صيف 2015. بعدها خرج الرئيس في لقاء تلفزيوني قائلاً: "لن نتنازل عن مليوني دولار مقابل لاعبنا". ولكن إدارة الوداد فعلتها وكسرت عقد بن شرقي الجزائي مقابل 340 ألف دولار فقط.



فوجئ صاحب الـ23 عاما بعد انتقاله إلى الوداد بالجلوس على دكة البدلاء مع تفضيل المدرب عموته اللعب بالمهاجم الليبيري وليام جيبور كمهاجم أساسي، ولكن انتقال الأخير إلى صفوف النصر السعودي ساهم في انفجار موهبة بن شرقي هذا الموسمم إثر قيادته "وداد الأمة" لتحقيق دوري أبطال أفريقيا واللعب في مونديال الأندية؛ الأمر الذي شجع الفرنسي هيرفي رينار مدرب منتخب المغرب على استدعاء الصغير أشرف لخوض مواجهة ساحل العاج المصيرية والتي زفّت أسود الأطلس إلى نهائيات روسيا 2018.



حينما علم رينار بمفاوضات الهلال والوداد حول النجم بن شرقي، ركب الفرنسي الأشقر سيارته مسرعا باتجاه العاصمة حيث معسكر المنتخب المغربي الذي كان أثنائها يخوض كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين. هناك وجد رينار لاعبه المنشود الراغب بالرحيل، اجتمع به عقب المران ونصحه بالبقاء في الدوري المغربي كي يعزز من حظوظه في التواجد بتشكيلة المغرب المونديالية.



بيد أن أحلام أشرف بن شرقي كانت أكبر من البقاء في المغرب ما جعله يطبق المثل المغربي الشهير: "اللي بغى الزين، يصبر لتقيب لودنين". وبناء على ذلك فقد قرر اللاعب بعد الاجتماع أن يرمي بنصيحة الفرنسي رينار عرض الحائط ويزيد من إصراره على الالتحاق بنادي الهلال واللعب في صفوفه، وهو ما ثبت باعترافه علانية لوسائل الإعلام السعودية في مطار الملك خالد الدولي: "أصررت على الاحتراف في الهلال لأنه سيقودني للمنتخب المغربي واللعب في مونديال روسيا".