|


بوسكيتس وعطيف.. بالخفّة والذكاء أسقطا يايا توريه والخيبري

الرياض - عبدالرحمن عابد 2018.04.07 | 02:26 am

كتب الصحافي الإسباني غابرييلي ماركوتي مقالاً عام 2000 بعنوان: لقد انتهى عصر لاعب الوسط الممرر، وبالأخص الطريقة التي يلعبها لاعب برشلونة بيب غوارديولا، فيما برر الكاتب فكرته آنذاك بسبب اعتماد كرة القدم على لاعب الوسط صاحب البنية الجسدية القوية الذي يجيد العرقلة، مستشهداً بالنجم الفرنسي كلود ماكيليلي.



رغم أن غوارديولا دافع عن برشلونة 12 عاماً خاض خلالها 479 مباراة محققاً 12 بطولة، إلا أن وقته انتهى في كتالونيا عام ،2001 وغادر باتجاه فريق بريشيا الإيطالي، وحينما عاد كمدرب عام 2008، حمل روح الانتقام بداخله، ولم ينس خروجه المهين من النادي وكيف آلت مسيرته الكروية بشكل متواضع إلى روما الإيطالي ومنه إلى الدوري القطري والمكسيكي.



كان أول ما فعله غوارديولا مع برشلونة هو تصعيد سيرجو بوسكيتس من أكاديمية لاماسيا وسط دهشة الجميع، إذ لا يملك الأخير قوة بدنية أو سرعة فائقة حتى يجاري خصومه، ولكن ما فعله الشاب في نهائي أبطال أوروبا عام 2009 أمام مانشستر يونايتد، جعل المطالبين بالنجم الإيفوراي يايا توريه يختفون، والفضل يعود إلى تشافي وإنييستا بمساعدتهما بوسكيتس، الذي كان يسترد الكرة بسرعة ويمررها إلى الأمام بشكل مذهل.



اضطر يايا توريه مغاردة برشلونة والرحيل إلى صفوف مانشستر سيتي الإنجليزي صيف 2010، بعدما استحوذ بوسكيتس صاحب الـ29 ربيعاً على خانة المحور، بفضل قدرته على كسر خطوط الضغط بذكاء منقطع النظير مع التمركز بين قلبي الدفاع عند بناء الهجمة، ضمن مفهوم جديد لمركز اللاعب المحور، وهو ما دعا غوارديولا للحديث عنه قائلاً: "إذا شاهدت المباراة قد لا تراه، لكن إذا راقبته سترى المباراة بكامل تفاصيلها".



تملك السعودية بوسكيتس آخر، إنه عبد الله عطيف لاعب وسط فريق الهلال، الذي ينتمي إلى أسرة كروية حيث لعب شقيقه عبده مع الشباب والنصر والاتحاد، بينما يلعب أحمد حالياً مع الشباب وصقر مع الرائد، ولكن ما يميّز عبد الله عن أشقائه الثلاثة، الخفة والذكاء واللمسة البديعة والوقوف في المكان الصحيح وافتكاك الكرة بشكل ناعم دون إيذاء المنافس.



بدأ عبدالله مسيرته الكروية مع الشباب قبل 10 أعوام، ولكن حياته الكروية تغيرت إلى الأفضل، بعدما قاد المنتخب السعودي في كأس العالم للشباب عام 2011 إلى دور الستة عشر، ورغم الخسارة القاسية أمام البرازيل على ملعب "ميتروبوليتانو" في كولومبيا، إلا أن عطيف نال بعدها عرضاً من فريق لوليتيانو البرتغالي، وانضم إليه صيف 2012 وسط خلافات كبيرة مع إدارة خالد البلطان.



آمن مدرب الهلال السابق سامي الجابر بموهبة عطيف، وطلب من إدارة النادي التعاقد معه، وفي فندق عاصمي شتاء 2013، اتفق الأمير عبد الرحمن بن مساعد مع خالد البلطان على نقل عطيف من الشباب إلى الهلال مقابل 10 ملايين ريال، حتى لا تتعارض الصفقة مع ميثاق الشرف بين الناديين، بينما قال اللاعب بعدما ارتدى القميص الأزرق: "اخترت الهلال لأنه بمثابة الحلم الكبير وفرصة لا تعوض أبداً".



صنّف مدرب السعودية السابق لوبيز كارو، عبدالله عطيف بأحد أهم 3 لاعبين سيحملون لواء الكرة السعودية في المستقبل، بجانب لاعب النصر عبد الله مادو ولاعب الأهلي علي الزبيدي، بيد أن الأول ما زال احتياطياً في أغلب المباريات، بينما لم يعد يشارك الثاني بسبب ضعف انضباطيته التدريبية.



لم يحظ عبدالله بفرصة اللعب كثيراً في ظل تواجد كريري والفرج وهرماش وبنتلي، حتى وصل المدرب الأرجنتيني رامون دياز، الذي بدأ يشركه الموسم الماضي تدريجياً، حيث كان عبدالملك الخيبري يسيطر على خانة المحور في الهلال والمنتخب السعودي، والفضل يعود إلى إمكانياته التي تتسم بالقوة والسرعة واللياقة العالية.



قصة بوسكيتس وتوريه تكررت في الموسم الجاري، حينما استعان دياز بعطيف في كافة مباريات الهلال ضمن مباريات الدوري، وسط تساؤلات المشجعين والنقاد عن مصير عبدالملك الخيبري، الذي اكتفى بـ255 دقيقة لعب، وهو ما شجّع مدرب الأخضر السابق فان مارفيك على الزج بعطيف (25 عاماً) أساسيا في مواجهة اليابان المونديالية الحاسمة بجدة.



يعتبر عطيف النجم بوسكيتس قدوته الرياضية، وفي أواخر 2012 سجل عطيف هدفاً في مرمى اليمن، ورفع قميصه لتظهر صورة بوسكيتس الذي كتب عبر صفحته بانستجرام: "إنها مفاجأة جميلة، ولم يسبق أن حدث ذلك". فيما أرسل بعدها الدولي الإسباني قميصه الرياضي إلى نظيره السعودي كهدية تقديرية، والتقى الثنائي لاحقاً بمدينة خوان غامبر الرياضية مطلع 2016، فيما علقت صحيفة "الموندو" قائلة: "أخيراً تحقق الحلم".