كنت ومعي الكثير غير مقتنعين بانتقال الثلاثي الدولي للدوري الإسباني في فترة الانتقالات الشتوية.. لاعتبارات كثيرة, أهمها قصر الفترة الاحترافية وكبر عمر اللاعبين وعدم قدرتهم حجز خانات أساسية في فرقهم.
لكن هذا الثلاثي ظهر بصورة مختلفة جدا في المباريات الودية للمنتخب، خصوصا الأخيرة ضد المنتخب الإيطالي، وذلك بفضل “التعايش” مع الأجواء الأوروبية وكسر حاجز الرهبة والغرابة، بل والقدرة على الاحتكاك والالتحام باللاعبين الأقوياء جسديا، ولم يكن هذا ليكون لولا التدريبات القوية والمكثفة التي مارسوها في أندية “الليجا”، هذا عدا اليوم الرياضي الطويل الذي يعيشونه بعيدا عن الروتين المحلي القائم على عادات سلوكية وغذائية خاطئة كالسهر، وبنظرة بسيطة على أجساد اللاعبين الثلاثة “سالم ويحيى وفهد” نلاحظ الفرق الكبير بين السابق والحالي، تأثير اللاعببن الفني ظهر في الشوط الثاني من اللقاء ضد “الطليان”، خصوصا بعد مشاركة “سالم وفهد مع بقاء يحيى”.
وفي لقطة الهدف تحديدا حينما زاحم سالم مدافعا إيطاليا في صراع خاطف على الكرة، خطفها سالم وبردة فعل رائعة مرر بسرعة فائقة قبل أن يقع يحيى في التسلل لينفرد بالحارس ويراوغه خارج الصندوق، وبعد أن تجاوزه انكشف المرمى أمامه، لكن الكرة كانت على قدمه اليمنى الضعيفة فلم يستعجل بالتسديد بل تمهل قليلا ثم مهد الكرة لقدمه اليسرى المستخدمة فوضعها بهدوء في المرمى. والملفت أن “سالم وفهد” لم يكتفيا بالفرجة بل انطلقا خلف الهجمة والكرة تحسبا لأية تحولات قد تطرأ وفتح مجالات وخيارات متعددة لحامل الكرة، وللأمانة عندما تابعت ردود فعل مسؤولي “فياريال” بعد عودة سالم من التجربة القصيرة وإنهم سيضعونه تحت مجهر مراقبتهم في مباريات المنتخب الاستعدادية وفي المونديال لم آخذه بمحمل الجد، لكن بعد أن شاهدته وشاهدت تحركاته أمام “الطليان” عرفت سبب حرصهم، مع يقيني التام بأنه في حال المواصلة بنفس “الرغبة والعطاء، فستكون له بصمة واضحة في المونديال بالإضافة إلى يحيى وفهد.
الهاء الرابعة
ما نلتفت في علوم ملفقين العلوم
والناس نعرف مخارجها ومدخالها
مايمدحون الرخوم إلا عيال الرخوم
ولا تطيح الطيور إلا على أشكالها