|


فهد الروقي
«حزم الرياضة»
2018-05-14

قبل انطلاقة نهائيات كأس العالم عام 2006 والتي أقيمت في ألمانيا ظهرت في وسائل الإعلام الإيطالية أولاً ثم العالمية قضية فساد أطرافها مسؤولو أندية إيطالية شهيرة كبطل الدوري "جوفنتوس" ومعه "الميلان" وبعض حكام كرة القدم هناك، وفور ظهورها استبعد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حكماً إيطالياً كان يؤدي حصة تدريبية من بقية الحكام المرشحين لإدارة المونديال.



حوّلت القضية إلى الجهات الرسمية وانطلقت كأس العالم التي حققت إيطاليا بطولتها بعد أن قدمت مستويات مبهرة ولم تؤثر عليهم أحداث القضية سلباً، علماً بأن جل اللاعبين من الناديين المشبوهين.



ثم أعلنت نتائج التحقيق وكانت قرارات حازمة وصادمة إذ سحب لقب من اليوفي ثم تم تهبيطه إلى الدرجة الأدنى مع الميلان وخصمت نقاط منهما في الدرجة إياها مع منح لقب الدوري للإنتر.



حينها صفق العالم للإيطاليين لشجاعتهم في تطبيق القانون وفرض العدالة، بل تساءل الكثير من إعلامنا علناً أو جهراً بـ "متى يأتي اليوم الذي تشهد فيه رياضتنا مثل هذا الحزم والقوة؟".



كانت أمنية مستحيلة التطبيق في حينها أكثر منها استفساراً لكنه حضر مع بدء المرحلة الانتقالية "مشروع دولة" فقبل نهائي كأس الملك الذي أقيم مساء أمس الأول وصلت لأصحاب القرار الرياضي "قضية شبهة فساد" بعدما قام حكم اللقاء المرشح بالاتصال برئيس الاتحاد النادي وقدم خدماته له في المباراة مقابل مبلغ مالي.



كان بالإمكان إخفاء القضية واستبعاد الحكم بهدوء بأي حجة فهو الأول محلياً ومن حكام النخبة عالمياً وسيشارك في إدارة المونديال الروسي بعد شهر من الآن ومن الجيد مشاركة حكم "سعودي" في المحفل "العالمي" وقتها كنا سنحقق فائدة "وقتية" لكننا سنخسر خسارة "مستديمة" وستكون المرحلة الانتقالية على المحك لكن "الحزم" حضر بقوة وتم تحويل القضية إلى المباحث الإدارية مع تنحية الحكم عن إدارة المباراة وتكليف طاقم آخر نجح بامتياز.



ولأن الإنسان بطبعه لا يرغب في المستجدات ولأن ساحتنا الرياضية تقدم "النية السيئة" وتؤمن بفكر المؤامرة فقد حفلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي بأطروحات معترضة بل وبرسائل "نسخ ولصق" مجهولة المصدر تم تناقلها لقدرتها على "دغدغة العواطف" لكنها لا تحاكي المنطق ولا الواقع وهذه العقليات وعلى مر العصور تمثل عقبة عثرة في طريق التقدم والتجديد لكن التاريخ لا يذكرهم بخير وليس لهم تأثير إذا كان المجددون يملكون خاصية "الحزم".



الهاء الرابعة

‏تبيني أعلّمك بأردى الرجاجيل

               اللي خـذا هـرج القفـا له وظيفة

‏إن زلّوا أصحابه عيونه درابيل

               وإن طابوا أصحابه عيونه كفيفة