قال تعالى "الذي علم بالقلم" .. سبحانه وجل جلاله ..
حرصت أن أستهل أول مقالاتي عبر المتفردة "الرياضية" بتلك الآية إيماناً مني بأن الكتابة هو الوسيلة التي كانت وما زالت وستظل هي الطريقة التي تنقل المعرفة .. وإن تحول شكل القلم إلى لوحة مفاتيح فإنها ستظل أحد أشكال "القلم" ..
حرصت أن يكون لي مقال أقدم فيه رأيي الشخصي .. ومعرفتي البسيطة .. وخبراتي المتواضعة .. لأسباب ودوافع ستكون هي موضوعي في إطلالتي الأولى عبر "الرياضية" ..
سأكتب لأنني .. أدرك حجم التأثير الإعلامي في تشكيل الرأي العام والمساهمة في إعادة صياغة أيديولوجيا الأجيال الحالية والقادمة، ورغبت أن يكون لي مكان بين زحمة الأقلام .. ولدي الثقة والعزيمة في إيجاد مكان بين جنبات ذلك الازدحام في أحيان .. أو بعيداً عنه في أحيان أخرى.
سأكتب لأنني .. أدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن تجاه وطنه باختلاف المشارب .. ولعلي أستطيع أن أساهم في إضافة جزء يسير لمشروع التغيير "غير المعلن" الذي يسعى له صناع القرار والغيورون في وطني .. ومن ذلك المنطلق رأيت أن يكون لدلوي فرصته .. وسأدلي به..
سأكتب لأنني .. وجدت قصوراً في فهم بعض المواضيع الرياضية لدى الوسط الرياضي ومنها موضوع "الرقابة على المنشطات" .. وبالتالي فأنا ملزم بنقل جزء من معرفتي وخبرتي في هذا الجانب والتي امتدت من العام 1998 م ولله الحمد والمنة .. وسأحرص أن أقدم مختلف المفاهيم والحقائق حول ذلك الموضوع الهام والحيوي في المجال الرياضي ..
سأكتب لأنني .. أرغب في تعزيز الصوت الواقعي الناقل للحقيقة .. وهو الصوت الذي تكاد أن تخفيه "ثقافة الضجيج" التي طغت على الساحة الإعلامية بمختلف أشكالها بعد أن فتحت أبوابها لعقليات أوشك العقل والمنطق أن يتبرأ منها.
سأكتب لأنني .. أعيش كغيري في وسط رياضي يمر بمرحلة صراع علني بين الحق والباطل .. التنظيم والفوضى .. العدل والظلم .. التطوير والرجعية .. ولدي يقين بأن مرحلة "المخاض" هذه ستشكل مستقبل علاقتنا كسعوديين مع الرياضة في مستقبل أجيالنا .. وهي مرحلة لن يغلب فيها صوت العقل ما لم يكن لأصحابه دور وحضور ..
سأكتب لأنني .. أعيش في بلد كفل للإنسان حقه في التعبير عن رأيه .. ووطن أحوج ما يكون لأبنائه في هذا الوقت بالذات .. وطن ينتظر منا الكثير .. وطن لن ينهض إلا بتوفيق الله أولاً ثم عزم الرجال ..
سأكتب لأنني .. حبر لما أملكه من رأي ومعلومة ..
سأكتب لأنني .. أؤمن بأن التغيير حاصل لا محالة .. وأن للنفق نهاية يبدو لي أنها مضيئة ..
سأكتب لأنني .. عشت وتعايشت مع الرياضة منذ صغري باختلاف الأماكن والمسميات ولا أزال .. وكان حقها علي أن أكتب لها وعنها ..
كل ما سبق يا كرام .. كان "جزء" من الدوافع التي ستجعلني بمشيئة الله ألتقيكم أسبوعياً عبر "المسار التاسع" .. فلا تنسوني من دعواتكم وملاحظاتكم ..
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.