|


No Author
محمد الناصر - (شجع وأنت ساكت)
2016-03-29

أتى بقدميه الحافيتين العالقة بها آثار الملاعب الترابية هارباً من روتين الحياة وضغوطاتها لصخب الرياضة ومتعتها، فقد عرفها متنفساً بريئا تهذب الأخلاق وترفع التنافسية وتشبع غرور الانتماء.
يقتطع من مصروفه الخاص قيمة تذكرة حضوره، ومن وقته المهم وقت لحضور مباريات فريقه وآخر لدعمه ومتابعة تفاصيله.
مشجع بسيط كل حلمه أن يتنفس فريقه الفرح ويعتاد الذهب.
لم يأبه يوماً لاسم رئيس اتحاد أو أعضاء لجنة منتخبات، ولم يلق بالاً لخلاف أعضاء مجلس إدارة أو أحزاباً تنشأ أو تكتلات تتفتت.
ما يعرفه ويتقنه دوره كمشجع فقط ابتداءً من حضوره وليس انتهاء بمتابعة تفاصيل ناديه.
هو وقود نجاح كل إدارة ورهان كل اتحاد.
هو من يصنع مواد الإعلام وعناوين البرامج ويزيد من نسب المتابعة ويجلب المعلن ومع هذا كله خذلته واستخفت بذائقته.
صنع نجومية اللاعب وأوصله للثراء وعبّد له طريق الشهرة قبل أن يتلاعب بمشاعره ويهوي بطموحه كمحب ويتلاعب بتاريخ ناديه ومجد منتخبه.
هذا المشجع هو الذي يتنقل خلف ناديه ومنتخبه من ماله الخاص، ليتفاجأ بقمصان بلاروح تسحب أرجلها وتدفع بآماله وآمال فريقه خارج حسابات الذهب بلامبالاة.
يفتش في وسائل التواصل عن مستجدات ناديه ورياضة وطنه فيغرق بين سيل الشتائم وعواصف الاتهامات.
إن تداخل في موضوع يعني ناديه ويهم منتخب بلده اتهموه، وإن تكلم مقترحا شككوا بولائه، وإن نطق معاتبا سلبوه ميوله، وإن ارتفع صوته قالوا له شجع وأنت ساكت.
لك المجد أيها المشجع، ولهم جميعاً ريح عقلانية تقتلعهم وتعيد لك متعتك وتنصف انتماءك.
أنت ما ينفع الناس وستظل الرقم الصعب، وهم الزبد الذي سيذهب جفاءً في يوم ما.
يا صناع الرياضة فقط تخيلوا كل هذا الوسط بدون هذا المشجع.
وتذكروا إنكم به (كل شيء) وبدونه (لاشيء).
لذا أبعدوه عن خلافاتكم وانأوا به عن تفاهاتكم واحترموا ذائقته وأعيدوا له عشقه ومتعته، فهو يستحق الفرح وبه كنتم.
تحملوا نقده فهو محب.
وغضبه فهو عاشق.
وخطأه فهو مجتهد.
فقط إفرحوه وإفرحوا به.