امتداداً للمقالين السابقين.. ها نحن نواصل الجري في مسارنا التاسع في نفس الاتجاه.. اتجاه المستقبل القريب البعيد.. المستقبل الذي نأمل أن يكون هو الحلم الذي طال انتظاره.. المستقبل الذي انتظرناه طويلا لنقول للعالم "رياضتنا أكبر بكثير مما شاهدتم وسمعتم"..
وفي الجزء الثالث من هذه السلسلة سأتحدث عن الفرص الاقتصادية التي من المتوقع أن تحدثها النقلة النوعية في مجال الرياضة بمشيئة الله تعالى وتوفيقه.. فسوق العمل الرياضي بات أحد أهم روافد الدخل القومي لعدد من الدول والأقاليم في العالم.. وبات الاستثمار فيه أحد أهم مصادر الربح المباشر..
ولعل ما سيشجع على استقطاب المستثمرين في المجال الرياضي هو إتاحة الفرصة لهم وتشجيعهم لتقديم المنتجات الخدمية في سوق العمل الرياضي والذي يستهدف الممارسين قبل المحترفين.. على أن يتم وضع المعايير والضوابط اللازمة والكفيلة بجعل ذلك الاستثمار سبباً في إيجاد المنشآت المتوسطة والكبيرة التي ستكون مصدراً لزيادة رقعة الممارسين واتساع فرص العمل للشباب السعودي الطموح..
وفي الاتجاه الآخر تظهر لنا فرص الاستثمار الرياضي في مجال تنظيم الأحداث الرياضية وهو المجال الذي باتت دول كثيرة تعتبره وسيلة مثالية للتسويق لنفسها ونشر ثقافاتها بين شعوب العالم.. ولنا في الأشقاء في الإمارات وقطر خير مثال، ففي الماضي القريب كانت كلتا الدولتين تسعيان لجذب الأنظار والاهتمام الدولي تجاهها باستضافة عدد من الأحداث الرياضية في رياضات غير نمطية أو تقليدية كرياضة التنس وسباقات السيارات والدراجات النارية والقوارب الشراعية وغيرها الكثير من الأنشطة الرياضية والألعاب التي استهدفت حينها قطاع المحترفين من مختلف دول العالم فأنتج ذلك الأمر سيلاً من الاستثمارات في تلك المجالات وفتح العديد من الفرص الاستثمارية في تلك الدول ولا تزال حتى يومنا هذا تعتبر مقصداً لعدد من الاتحادات والمنظمات الرياضية الدولية لإقامة أحداثها وأنشطتها.. وجاءت مؤخراً مملكة البحرين لتدخل في ذات السباق والمنافسة فأنشأت الحلبة الشهيرة لسباقات الفورميلا 1 وتلاها تنظيم بطولات الترايثلون على مستوى دولي وتسعى الآن للتوسع في الرياضات البحرية بشكل عام..
وبالنظر إلى المكتسبات التي تحققت لأشقائنا.. فإننا وفي الوقت الذي نسعد فيه برؤية نجاحاتهم فإننا في الوقت ذاته نتساءل بكل براءة.. ما الذي ينقصنا لكي نكون مقصداً دولياً لعدد من الأنشطة الرياضية ؟ فعلى سبيل المثال فإن المتابع لتاريخ انطلاق رالي حائل وما صاحبه من تحديات في البداية حتى وصل إلى النجاحات التي تحققت لهم مؤخراً يجد نفسه أمام مشهد إيجابي نود أن يتكرر في أكثر من مدينة ومحافظة ومنطقة جغرافية في وطننا.. الكبير بمساحته وتعدد ثقافاته.. وقلوب مواطنيه العامرة بحب العمل ونقل صورة إيجابية عن وطنها..
وسيكون لي بإذن الله تعالى عودة لاستكمال طرح الفرص الاقتصادية المتاحة في المجال الرياضي بالمملكة العربية السعودية.. ولكن قبل ذلك علينا أن نكون واقعيين مع أنفسنا.. إذ لا يمكن لأي من تلك الفرص والطموحات أن تتحقق ما لم يتحول مجال العمل الرياضي إلى بيئة جاذبة للكل بلا استثناء.. الهواة والمحترفين.. الرعاة والمسوقين.. المختصين والمستثمرين..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.