|


No Author
بدر السعيد ــ رياضتنا الوطنية و2030 ـ (4)
2016-05-23
استكمالاً لما سبق.. ومروراً بالمقالات الثلاث.. أواصل معكم الركض في المسار التاسع.. بنفس الاتجاه.. نحو قراءة مستقبلنا الرياضي في رؤيتنا الوطنية 2030.. والتي نأمل أن نكون حينها قد وصلنا إلى حيث يأمل كل مواطن شريف أن يرى رياضة وطنه.. ولن نكتفي في آمالنا بالوصول إلى القمة.. ولكننا نأمل أن نحافظ عليها.. وهو أمر لن يحصل ما لم تكن خططنا ذات جودة عالية.. واستمرارية في الأداء المتوازن لضمان الثبات في القمة..
كنت وإياكم في المقال السابق قد مررنا على الفرص الاقتصادية الوطنية المواتية عن طريق الرياضة.. ومنها تكثيف استضافة الأحداث الرياضية الإقليمية والدولية.. وما لها من مردود ثقافي ومالي ورياضي.. وحتى يتم ذلك الأمر علينا أن ندفع المستثمرين باتجاه البدء في تنظيم الأحداث الرياضية على المستوى المحلي واستقطاب مختلف شرائح المجتمع وكذلك المقيمين للمشاركة.. ولتكن تلك الأحداث الرياضية بمثابة الكرنفالات متعددة الأهداف.. تستقطب مختلف الشرائح وتلبي احتياجاتهم ورغباتهم.. فيتحقق لهم العديد من الفوائد على المستوى البدني والعقلي.. ولنا تجارب ناجحة في مجالات غير رياضية أثبتت نجاحنا وقدرتنا على تنظيم الأحداث التي تتسع لعشرات الآلاف من الزوار والمهتمين.. كما أن لدينا المنشآت والأماكن المتعددة الجاهزة لاحتضان الكثير من أنواع الرياضات.. سواء تلك التي تقام في الصالات المغطاة أو المناطق المكشوفة..
وقد أثبتت تجارب العديد من دول العالم نجاح تلك الأنشطة.. وكان السبب الأول في ذلك هو نوعية الأنشطة التي ينظمونها وشمولها على عدد من الفعاليات التي تقام على هامشها.. فحققت لهم تلك البرامج العديد من المكتسبات منها المحافظة على أوقات الشباب من الضياع في أمور تعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالسوء، ومنها ترسيخ مفاهيم الرياضة وتحولها إلى أسلوب حياة لمختلف الأعمار والأجناس وبالتالي المحافظة على صحتهم وعدم استنزاف أموالهم في برامج علاجية تستنزف مليارات الدولارات، بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل للشباب والشابات في خدمة تلك الأنشطة والأحداث، وكذلك استثمار وتسويق تلك الأحداث فيما يعود بالربح المادي بشكل مباشر وغير مباشر..
وقد أسهبت قليلاً في هذا الوصف حيث يصادف كتابتي لهذه المقالة تواجدي في مدينة كاليللا على الساحل الأسباني وحضوري لفعاليات سباق "الأيرون مان" في رياضات السباحة والدراجات والجري.. وهو امتداد لسلسلة من أنشطة مشابهة تقام في مختلف بقاع العالم "المتحضر".. يشارك فيها الصغار والكبار.. الهواة والمحترفون.. وتحظى بمتابعة وحضور شعبي واسع.. بالإضافة إلى حضور عدد من السياح الذين يجدون في تلك السباقات فرصة لمشاهدة منافسات رياضية في محيط مليء بالإيجابية.. وأجواء تنبض بالحياة وروح المنافسة الشريفة.. فالكل فائز في مثل هذه الأحداث الرياضية..
ومن تجربة شخصية في حضور عدد من تلك الأحداث.. وجدت نفسي مراراً أردد وأتساءل (لماذا لا تحظى بلادي بمثل ذلك ؟).. صدقوني إننا في بلد يملك الكثير من المقومات والفرص لتنظيم العديد من الأحداث المماثلة محلياً.. وسيليها بحول الله تنظيم أحداث دولية لرياضات سهلة وقابلة للممارسة لدى الكبار والصغار على حد سواء..
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.