|


No Author
دلال الدوسري - التصنيف الرياضي
2016-05-26
لا أعتقد أن هناك من لا يعرف تصنيف "فيفا" للمنتخبات أو للأندية، ولكن هل سمعتم من قبل بتصنيف ريسبونسبول (RESPONSIBALL)؟ وهو مصطلح اُستحدث ليجمع بين كلمتي مسؤولية وكرة قدم باللغة الإنجليزية، لجهةٍ مستقلة تقدّم تصنيفاً سنوياً لدوريات كرة القدم في العالم فيما يخصّ ممارستهم للمسؤولية الاجتماعية، وهو ما يصدر في شهر سبتمبر من كل عام عبر منصتها الإلكترونية، هادفاً لخلق التنافس ورفع مستوى الوعي بهذا المجال بين الأطراف المعنية. ويعتبر هذا التصنيف هو المرجعية "الوحيدة" لتقييم الدوريات من خلال مؤشرات الحوكمة، الدعم الاقتصادي، تنمية المجتمع والمحافظة على البيئة.
وفي العام الخامس للتصنيف، تصدّر تقييم الموسم 2014ـ2015 الدوري الهولندي خاطفاً المركز الأول من الدوري الدانماركي الذي جاء ثانياً، بينما تقدّم الدوري الإنجليزي للمركز الثالث بعد أن كان رابعاً في الموسم الماضي. ولأنّ " من سعى جنى" جاء دوري نجوم قطر في المركز الثامن عشر في أول دخول لدوري عربي في هذا التصنيف.
تناولي لهذا الموضوع ليس بغرض التعريف بهذا التصنيف العالمي وحسب، بل للاستدلال أيضاً أن الأداء الفني للدوريات والأندية ليس المعيار الوحيد للتميّز، وأنّ المسؤولية الاجتماعية أصبحت مجالاً جديداً للتنافس في سوق العمل الرياضي، وأنّ الرياضة في العالم العربي ليست ببعيدة عن تحقيق الإنجازات متى ما وُضع الهدف وابتدأت مسيرة العمل.
وأخرج بعدة نقاط قد تقودنا في المملكة للانطلاق بشكل صحيح في هذا المجال، أولاً: إنّ أغلب المقيّمين ومانحي الجوائز يعتمدون بشكل رئيسي على التقارير السنوية للمسؤولية الاجتماعية حسب معياري المبادرة العالمية للإبلاغ- GRI ومواصفة آيزو 2600 والمنشورة إلكترونياً. ثانياً: لابد أن نضع لنا مؤشر ( benchmark) لنقيس به تطور أدائنا، وقد نسترشد بتجربة الدول الثلاث الأوائل في التصنيف وإن كنت أميل أكثر للاستفادة من التجربة القطرية لتشابهنا معها في كثير من المعطيات. ثالثاً: وهو الأهم علينا أن نبدأ من نقطةٍ ما.. وخلال مراحل العمل نعمد للتطوير والتفكير خارج الصندوق، فمثلاً نستطيع بعد وضع المعيار المحلي للمسؤولية الاجتماعية في القطاع الرياضي وتدريب الجهات التابعة على تطبيقاته، أن نهتدي بفكرة دولة الإمارات في "نظام تصنيف النجوم" من نجمتين إلى سبع ولكن وفق ممارسة المؤسسات الرياضية للمسؤولية الاجتماعية بمشاركة مدققين خارجيين لضمان حيادية التقييم، ووضع النجوم خارج مبنى كل مؤسسة كحق لأطراف العلاقة في معرفة أداء هذه المؤسسات وكذلك وسيلة لتشجيع التنافسية في تقديم أثر عبر الرياضة.
وأختم مقال هذا الأسبوع بلفت نظر رواد الأعمال للفرص الجديدة في القطاع الرياضي كإنشاء جهات مستقلة للخروج بتصنيفات محلية أو إقليمية أو آسيوية مشابهة لتصنيف "ريسبونسبول"، أو إنشاء شركات لتقييم الممارسات المسؤولة عبر نظام النجوم أو إنشاء شركات اعتماد معايير التصنيفات العالمية، المهم أن نبدأ.