|


No Author
منصور البدر - الإنقاذ أولى من التنظير
2016-06-07
في ظل الديون والأزمات المالية التي تعانيها كثير من الأندية السعودية، يرى رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد أن مسؤولية الديون تقع على أربع جهات..
رعاية الشباب "سابقاً" التي لم تلزم الأندية بتطبيق اللوائح بشأن الجمعيات العمومية، حيث كان معظمها جمعيات شكلية، وكأن الجمعيات الحالية نظامية ومثالية وتقدم المرشح الأفضل.
وإدارات الأندية التي لم توازن بين الإيرادات والمصروفات، وقد حملها فقط جزءا من المسؤولية رغم أنها صاحب القرار والفعل في موضوع الديون.
والجماهير التي يرى أن دورها سلبي مقارنة بجماهير أندية أخرى كفناربخشة التركي والأهلي المصري حيث يمثلون الغالبية العظمى من أعضاء الجمعية العمومية عكس جماهير الأندية السعودية.
ثم الإعلام، حيث يرى أن يطالب دائما بتغيير المدربين واللاعبين المحترفين، مشيراً إلى تقارير ودراسات في أوروبا تؤكد أن أكثر ما يكلف النادي هو عملية تغيير المدرب وما يتبعه من تغيير في اللاعبين، وكأن الإعلام هو من يسن الأنظمة والقوانين ويستفيد منها وليس لجنة الاحتراف، أو كأنه ـ أي الإعلام ـ من يتعاقد مع المدربين واللاعبين ثم يلغي عقودهم.
جميل أن يبدأ الرئيس بتوجيه النقد للرئاسة "سابقا" التي هي الهيئة حاليا، ولكن هل المقصود بـ"سابقا" الجهة سواء كانت رئاسة أو هيئة، أم المسؤول عن هذه الجهة؟
إن كان المعني هو المسؤول (سابقا وحاليا) فالمسؤول الحالي (أبقى) من السابقين، وهو من بيده الحل والربط في سن التشريعات والأنظمة وإلزام الأندية بتطبيقها، فهل فعل؟
والحقيقة هي أن الرئاسة سابقا والهيئة حاليا (ومن يديرها سابقا وحاليا ولاحقا) هي المسؤول الأول والرئيس عن كل ما تعانيه الأندية السعودية ليس فقط من أزمات مالية، وإنما ما تعانيه بسبب فوضوية الوالجين للرياضة من بابها الواسع وخلافات وصراعات أعضاء الشرف الذين يعرفهم الأمير أكثر مني ومن غيري.
الرئاسة منذ عقود وضعت أنظمة ولوائح تساهلت في تطبيقها وأطلقت أيدي الرؤساء ليديروا الأندية بعيدا عن الأجهزة الرقابية والقانونية، هكذا كانت تسير الأمور ــ ومازالت ــ بل وسوف تظل هكذا طالما معظم الرؤساء إما صديق أو ابن عم.
إدارات الأندية التي حملها رئيس الهيئة (جزء) من المسؤولية هي الطرف "الفاعل" في تحميل الأندية بالديون واتخاذ القرارات الخاطئة التي لا يمكن أن يغامروا باتخاذها في أمور تخصهم شخصياً.
أما الجماهير فهي الجهة الوحيدة التي لا تملك حولاً ولا قوة ولا رأياً في الأندية، ودورها التشجيع والتصفيق فقط، أما السبب فهي الأنظمة للرئاسة سابقا والهيئة حاليا.
ويبقى الإعلام موضوعاً مختلفاً وقضية لم يتحملها الملف، ولكن إذا كانت إدارات الأندية ومدربوها يأتمرون بأمر الإعلام فما قيمتهم ودورهم، العكس هو الصحيح حاليا فمعظم الإعلاميين يتلقون التعليمات من إدارات الأندية.
ختاماً .. قد نتفق مع الأمير وقد نختلف والاختلاف هنا أقرب، ولكن السؤال الذي لا خلاف عليه هل هذا هو الوقت المناسب للتفسير والتبرير، أم للعمل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟.