|


No Author
د.محمد الناصر - (إلى رئيس لجنة الاحتراف مع خالص التحايا)
2016-06-09
عانت رياضتنا تراجعاً رهيباً في مستواها الفني وانخفاضاً ملحوظاً في عطاء لاعبيها مع شح في المواهب فتراجعت قوة الدوري وغابت الألقاب القارية عن المنتخب والأندية.
ولأن عملية تصحيح المسار وصناعة جيل محترف يعرف معنى الاحتراف ويلتزم به هي عملية تراكمية تبدأ من الفئات السنية ولا تتوقف في الفريق الأول ولكي نبدأ في بناء منتخب قوي علينا أن نبدأ أولاً بتقوية لبناته من اللاعبين والذين مازالوا للأسف الحلقة العصية على النقد والتطوير حيث يتم البحث في كل إخفاق عن كبش فداء غيرهم، فمرة يكون المدرب وأخرى الاتحاد وثالثة إدارة المنتخب ويتم غض الطرف دوماً عن اللاعبين.
وفي لقاء عارض مع رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان إبان عملي بنادي الشباب طلبت الجلوس معه لنقل مقترح كنت أرى أنه سيفيد رياضتنا ويرفع من مستوى احترافنا وقد رحب مشكوراً ودعاني لزيارته في مكتبه والنقاش حول ذلك إلا أن الظروف منعتني غير مرة ولعلي أنقل هذا المقترح من هنا وكلي ثقة في لجنة الاحتراف ورئيسها أن يتم دراسته وإمكانية تطبيقه.
حيث أتمنى لو تبنت لجنة الاحتراف (وهي المبادرة دوماً لكل ما فيه خدمة اللاعب وتطوير اللعبة) سن نظام يجبر اللاعب عند توقيع عقده الاحترافي الأول على استصدار بطاقة تسجيل مهني كلاعب محترف ولا يسمح له بدونها بتوقيع عقد أو انضمام للمنتخب أو تجديد عقد إلا شريطة أن تكون بطاقته سارية المفعول على أن تكون هذه البطاقة عضوية في جمعية تنشأ تسمى (جمعية اللاعبين المحترفين) والتي بدورها تقوم بتنظيم دورات تطويرية وتعليم مستمر ويكون التسجيل فيها مفتوحا لجميع اللاعبين من مختلف الأندية على أن يشترط لتجديد العضوية بعد انتهائها إمضاء ساعات تعليم مستمر محددة سلفاً.
كأن تكون ٤٠ ساعة تدريبية سنوياً.
وتكون الدورات في محاور رئيسية تهم اللاعب مثل التعامل مع المال ومع الجمهور ومع الإعلام بالإضافة لمحاضرات تثقيفية عن التحكيم والمنشطات وأخرى قانونية عن العقود وما تتضمنه من حقوق ومسؤوليات وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.
مثل هذه الخطوة ستصنع لاعباً محترفاً ملماً بواجباته وحقوقه وقادرا على التعامل مع كل الضغوط المحيطة به كما أنها ستخلق موارد مالية ضخمة مقابل رسوم هذه العضويات حيث يمكن البدء بها كعضوية اختيارية بسعر رمزي للاعبي الفئات السنية قبل أن تتحول لعضوية إلزامية مع توقيع اللاعب لعقده الاحترافي الأول.
كما يجب أن يميز لاحقا اللاعب الدولي الذي يتم اختياره للمنتخب عن غيره ويكون هذا التميز مالياً كأن يكون السقف الأعلى للمحترف الدولي أكثر منه لغيره، فمثل هذه الامتيازات ترفع الروح التنافسية وتشجع اللاعب على تطوير مستواه وحرصه على الانضمام لمنتخبه.
ومثل هذه الخطوات والتحركات وخلال سنوات قليلة ستصنع لك الفارق وستخلق لك لاعباً واعياً وتنتج منتخباً منافساً قوياً.