أسطوانة متكررة.. تلوح معالمها في الأفق بمجرد قرب انتهاء الموسم الرياضي الكروي.. ومن غيرها.. أسطوانة الاستقطاب والانتقالات وهي الصورة الأولية للعالم "الضبابي" للصفقات.. حيث يظهر في هذا المشهد العديد من الصور والأحداث التي تستدعي التوقف عندها.. فما يحدث في ذلك المشهد من ممارسات وتجاوزات وغياب شبه تام للعمل الرياضي الاحترافي يشير بوضوح إلى أن ما يحصل هو بحد ذاته أحد أهم أسباب تراجع كرتنا المحلية بشكل مخيف!!
إن طبيعة التعامل المحلي مع سوق الانتقالات لهو أمر يدعو للتعجب مرة.. والشفقة مرة أخرى.. والحسرة مرات عديدة.. إدارات تسلم رأيها لإعلام يطالب بهذا الاسم وإبعاد الآخر.. يحركها اللعب على وتر عاطفة الجماهير التي تم إشباع عقلها الباطن ببعض المسلمات غير منطقية.. كيف لا وقد منحوا أنفسهم الصلاحيات الكاملة في الحكم على تجربة معينة حققت فرضيتهم في محصلتها.. دون أن يراعوا طبيعة تلك التجربة وكل ما صاحبها من ظروف وأحكام واشتراطات وقيود تجعل من الصعب علينا الحكم عليها بشكل مطلق..
وفي مشهد كهذا.. تجد أن "بعض" إدارات الأندية قد استسلمت لتبعية الإعلام وصوت المدرج.. تنفذ مطالبهم ليس لقناعتها بتلك المطالب بقدر خوفها من تجييش الجماهير تحت موجة غضب عاطفية لا تملك أكثر من مفردة "ارحل".. فتقف تلك الإدارات العاجزة عن تقرير مصيرها في وجه تيارات جماهيرية إعلامية صدامية عنوانها "إما.. أو" !!
ونتيجة لذلك فإن بعض الأندية تتعامل مع عمليات الاستقطاب بشكل أقرب إلى الاجتهاد الغائب عن المنطق والعشوائية البعيدة عن التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى.. وبالتالي فإن تلك الادارات تبتعد شيئاً فشيئاً عن منهجها المعد مسبقاً.. هذا إذا افترضنا أن هناك منهجا في الأساس!!
ومن المؤكد أنه لا يمكن لأي إدارة ومهما بلغت قدراتها الفنية والمالية والإدارية أن تحقق الرضا التام لجماهيرها وإعلامها.. فبمجرد أن تنتهي فترة الاستقطابات فإن أصوات النقد "الحاد" و"الهجومي" ستبدأ وبشكل متسلسل وموجه ويبدأ العزف على وتر "قايل لكم"!!
و وسط تلك الموجات من الشد والجذب.. والمطالبات والرغبات.. والحملات الإعلامية الموجهة.. فإنه لا وسيلة لإدارات الأندية للخروج من تلك العاصفة إلا بالحل العلمي المنطقي وهو رسم خارطة استراتيجية بعيدة المدى يتم خلالها مراعاة الاحتياجات والرغبات مع الإمكانيات والمدخلات المتوفرة.. مع الاستعانة بالقوي الأمين الناصح..
جميع ما سبق لا يلغي غيرة الجماهير على فريقها.. ولا يهمش فرضية فهم بعض العشاق لبعض الجوانب الفنية.. ولا يعني تغييب الصوت الإعلامي المخلص والساعي لمصلحة الفريق.. فالوسط مليء والحمد لله بالعقلاء الذين يدركون حجم وصعوبة إدارة العمل الرياضي داخل الأندية وما يصاحبه من عقبات وتحديات مالية.. وفنية.. وإدارية.. وقانونية.. وغيرها.. ولكن للأسف فإن هؤلاء العقلاء لا تظهر أصواتهم بل ولا تؤثر على الأحداث في الغالب.. إما لقلتها أو لعزوف أصحابها عن المنابر وإبداء آرائهم العقلانية..
وفي المقال القادم بحول الله.. سنمضي معاً لنستكمل هذا المشهد.. وعبر مساركم.. المسار التاسع..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..
إن طبيعة التعامل المحلي مع سوق الانتقالات لهو أمر يدعو للتعجب مرة.. والشفقة مرة أخرى.. والحسرة مرات عديدة.. إدارات تسلم رأيها لإعلام يطالب بهذا الاسم وإبعاد الآخر.. يحركها اللعب على وتر عاطفة الجماهير التي تم إشباع عقلها الباطن ببعض المسلمات غير منطقية.. كيف لا وقد منحوا أنفسهم الصلاحيات الكاملة في الحكم على تجربة معينة حققت فرضيتهم في محصلتها.. دون أن يراعوا طبيعة تلك التجربة وكل ما صاحبها من ظروف وأحكام واشتراطات وقيود تجعل من الصعب علينا الحكم عليها بشكل مطلق..
وفي مشهد كهذا.. تجد أن "بعض" إدارات الأندية قد استسلمت لتبعية الإعلام وصوت المدرج.. تنفذ مطالبهم ليس لقناعتها بتلك المطالب بقدر خوفها من تجييش الجماهير تحت موجة غضب عاطفية لا تملك أكثر من مفردة "ارحل".. فتقف تلك الإدارات العاجزة عن تقرير مصيرها في وجه تيارات جماهيرية إعلامية صدامية عنوانها "إما.. أو" !!
ونتيجة لذلك فإن بعض الأندية تتعامل مع عمليات الاستقطاب بشكل أقرب إلى الاجتهاد الغائب عن المنطق والعشوائية البعيدة عن التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى.. وبالتالي فإن تلك الادارات تبتعد شيئاً فشيئاً عن منهجها المعد مسبقاً.. هذا إذا افترضنا أن هناك منهجا في الأساس!!
ومن المؤكد أنه لا يمكن لأي إدارة ومهما بلغت قدراتها الفنية والمالية والإدارية أن تحقق الرضا التام لجماهيرها وإعلامها.. فبمجرد أن تنتهي فترة الاستقطابات فإن أصوات النقد "الحاد" و"الهجومي" ستبدأ وبشكل متسلسل وموجه ويبدأ العزف على وتر "قايل لكم"!!
و وسط تلك الموجات من الشد والجذب.. والمطالبات والرغبات.. والحملات الإعلامية الموجهة.. فإنه لا وسيلة لإدارات الأندية للخروج من تلك العاصفة إلا بالحل العلمي المنطقي وهو رسم خارطة استراتيجية بعيدة المدى يتم خلالها مراعاة الاحتياجات والرغبات مع الإمكانيات والمدخلات المتوفرة.. مع الاستعانة بالقوي الأمين الناصح..
جميع ما سبق لا يلغي غيرة الجماهير على فريقها.. ولا يهمش فرضية فهم بعض العشاق لبعض الجوانب الفنية.. ولا يعني تغييب الصوت الإعلامي المخلص والساعي لمصلحة الفريق.. فالوسط مليء والحمد لله بالعقلاء الذين يدركون حجم وصعوبة إدارة العمل الرياضي داخل الأندية وما يصاحبه من عقبات وتحديات مالية.. وفنية.. وإدارية.. وقانونية.. وغيرها.. ولكن للأسف فإن هؤلاء العقلاء لا تظهر أصواتهم بل ولا تؤثر على الأحداث في الغالب.. إما لقلتها أو لعزوف أصحابها عن المنابر وإبداء آرائهم العقلانية..
وفي المقال القادم بحول الله.. سنمضي معاً لنستكمل هذا المشهد.. وعبر مساركم.. المسار التاسع..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..