|


فهد الروقي
المدح بما يشبه الذم
2017-11-02

 

 

 

 

فجأة ودون مقدمات، تحوّلت ساحتنا الرياضية "طبيعية" ولن أقول مثالية، فالوضع السابق كان موغلا في الجنوح حتى أصبحت "النية السيئة" مقدمة على كل شيء.

 

هذا التحوّل لم يكن وليد صدفة أو لوجود رجل خارق، بل هو نتيجة "مشروع وطن" خطط له بعناية من جهات عليا، واختير لتنفيذه رجل يملك كل المواصفات المطلوبة. 

 

التحول شمل كل شيء بقرارات متسارعة حاسمة وصارمة وفق قاعدة من "السهل الممتنع"، وهي باختصار شديد "الثواب للناجح والعقاب للمخطئ"، مهما صغر حجم الناجح أو كبر حجم المخطئ، وهي قاعدة مستمدة من حديث خادم الحرمين الشريفين "اهدوا لي عيوبي"، ومن حديث ولي العهد الأمين "لن يسلم الفاسد من العقاب أميرا كان أو وزيرا"، ثم بدأت حملة التنظيف الداخلية وشملت كل شيء سواء أفراد أو كيانات أو قطاعات رؤساء ومرؤوسين، فتحركت المشاريع المتعثرة، وبدأت تهيئة الملاعب كبيئة جاذبة، وعدلت الأنظمة الإدارية، وأقيلت أسماء واستقطبت أسماء، ورحل آخرون وقدم غيرهم، وتغيّرت آلية التعاطي الإعلامي، وأسس لأصحابه اتحادا كمظلة رسمية لهم، تساعد الناجح وتعاقب المتجاوز أو تستبعده، ولوفرة القرارات والإصلاحات من الصعوبة حصرها في أحرف وكلمات محددة. 

 

هذا الحراك الكبير والكبير جدا بل وصوله الخارج، والبدء في تنظيف اتحاد القارة، وإعادة الرياضة السعودية إلى مكانها الطبيعي، انهالت على "رئيس الهيئة" أكاليل من ورود المدح ومعلقات الثناء، وهو مدح مستحق في أغلب ضروبه، لكنه يشبه القدح لتواتره من جهة والمبالغة فيه من جهة أخرى، خصوصا عندما يكون القرار مستقبلياً من الاستحالة الجزم بنجاحه، ثم ولأننا في مجتمع يكره "المداحين" ويمجد لمتصدي الأخطاء، وهذه طبيعة بشرية لا يسلم منها إلا الندرة ممن يتمتعون بسلامة الفؤاد والجوارح، ثم إن العقل والمنطق يفرض باعتدال المدح فيكون موجها للنصوص وليس الشخوص، وأعني بذلك العمل وليس صاحبه، فالعمل الناجح تقف خلفه عقول ناجحة والعكس أيضا صحيح. 

 

هذه النمطية يجب أن يعاد النظر فيها حتى لا يتحول المدح قدحاً. 

 

الهاء الرابعة: 

 

ستر المواجع داخل القلب راحـه

‏لـو يمتلي صــدري بها ماتكلمت

‏ماهو جديد القلب يخفي جراحه

‏ولاهو غريب الضحك مهما تألمت