أحسن اتحاد الكرة السعودي صنعاً في إسناد إدارة مباراة الأهلي والشباب في جدة اليوم وهي الأخيرة والحاسمة لمشوار الدوري الطويل والشاق والتي يدخلها الشباب متصدراً بـ63 نقطة متقدماً على المنافس الوحيد الأهلي بفارق نقطتين لطاقم تحكيم إيطالي على مستوى كبير من الخبرة في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة .. وسبق لي وأن رفضت علناً فكرة إسناد المباراة لطاقم تحكيم محلي منعاً للإحراج لحكامنا المحليين وإبعادا لهم عن الضغط الإعلامي والجماهيري الرهيب وهذا ليس انتقاصاً من قدرات الحكام المحليين والدليل أن الحكم المونديالي خليل جلال وقع تحت هذا الضغط عندما أدار مباراة الشباب والاتفاق في الشرقية والتي انتهت سلبية .. وبالمناسبة فإن هذه المباراة كانت فرصة تاريخية لاتعوض لكي يخطف الشباب الدوري من الأهلي الذي خسر في نفس اليوم من الاتحاد .. لكن الشباب رفض الهدية الاتحادية في ليلة حبست فيها أنفاس الجماهير الأهلاوية إلى آخر لحظة من مباراة الشرقية التي تصدت فيها العارضة الاتفاقية لكرة ويندل البرازيلي الذي أهداه الاتحاديون للشباب في الفترة الشتوية .. ويومها قلت بأن عمرا جديدا انكتب للأهلي في المنافسة وهاهي الفرصة لا تأتي للشباب مرتين .. الأهلي اليوم على ملعبه وجماهيره وله حسب النظام 80% من نسبة المدرجات مقابل 20% لجماهير الشباب وهذا من حسن حظ دوري هذا الموسم وعلينا أن نتخيل لو أن هذه المباراة الأخيرة في ملعب الملك فهد بالرياض .. كيف سيكون شكل المدرجات وللشباب مثلاً نسبة الثمانين في المئة وللأهلي العشرين. عموماً سنقول كلمة مبروك للخاسر للبطولة اليوم أي كان لأنه لم يصل إلى نقطة الصفر والنهاية من فراغ .. أتكلم عن 63 نقطة للشباب و61 نقطة للأهلي رغم أن فرقة النادي الملكي الأهلاوي تحارب على جبهتين المحلية والآسيوية وهذا أرهق الأهلي أكثر من الشباب المتفرغ فقط للمنافسة المحلية وكان الأهلي هو المتسبب في ذلك في الموسم الماضي عندما حقق كأس الملك أمام الاتحاد وتأهل على حساب الشباب .. ومن أراد أن يقلل من تأهل الأهلي من بوابة الشباب في الموسم الماضي بقرار من اتحاد الكرة وأن التأهل الأهلاوي كان من المكاتب وليس من الملاعب فإن السد القطري تأهل لأربعة آسيا في دوري المحترفين بقرار من المكاتب على حساب الفريق الإيراني وبعدها حقق السد كأس الدوري الآسيوي وتأهل لبطولة أندية العالم وحقق فيها المركز الثالث .. وبقرار من المكاتب أيضاً تأهل المنتخب العماني الأولمبي على حساب نظيره القطري في التصفيات الأخيرة وقبلها في الموسم ما قبل الماضي احتج الشبابيون على مشاركة محمد نور أمامهم في الآسيوية. ماعلينا خلونا في مباراة اليوم والتي أتوقعها كرنفالا جماهيريا أهلاويا بمشاركة الجماهير الشبابية التي ستأخذ مكانها في مدرج الاتحاد على يسار المقصورة .. جميع المؤشرات الفنية تبشر بأن تكون المباراة من الناحية الفنية عالية المستوى فالعناصر الموجودة في الفريقين من الحراسة ومروراً بالدفاع .. وخطي الوسط والمهاجمين كلها تنذر بمواجهة من الوزن الثقيل وإن كان الإرهاق البدني سيكون واضحاً على الفريقين من خلال المجهود الكبير طوال الدوري الأقوى والأمتع حتى آخر لحظة فيه .. ولاعزاء لمن يحاول أن يخدع الجماهير بأن دوري هذا الموسم متواضع .. ومنهم من يخجل قليلاً ويقول الدوري جيد .. وإذا كان الهلال والاتحاد قد ابتعدا هذا الموسم عن المنافسة فهذه مشكلتهما وليست مشكلة الأهلي أو الشباب كرة القدم تعطي من يعطيها. في الأهلي هجوم كاسح متمثل في السفاح فيكتور والعمدة عماد الحوسني ومن خلفهما وسط فعال بقيادة الماستر كي كماتشو .. ونجم هذا الموسم بلا منازعة تيسير الجاسم والنجم الواعد محسن العيسى والمحور الكولومبي بالومينو إن كان جاهزاً للمشاركة .. ودفاع أهلاوي يجب عليه أن يلعب بتوازن خاصة وأن الشباب صاحب الفرصتين لكن الأهلي مدعوم بمواهب شابة مثل ياسر الفهمي ووليد باخشوين والجيزاوي. وعلى الجانب الشبابي فإن هناك حارسا كبيرا بحجم وليد عبدالله يقابله حارس عملاق في الأهلي ياسر المسيليم الذي قاد الأهلي للفوز بكأس الملك العام الماضي عندما تصدى لضربة ترجيح من كريري الاتحاد .. ودفاع متمرس بقيادة البرازيلي المخضرم تفاريس والمنسقين من الأهلي نايف القاضي ووليد عبد ربه .. ومن أمامهما المحور المنسق من الهلال عمر الغامدي وإلى جانبه المحور الموهوب أحمد عطيف .. وتتمثل قوة الوسط الشبابي في الأوزبكي جيباروف والبرازيلي فرناندو .. ويبقى المهاجم شمراني هو الورقة الرابحة إلى جانب ويندل .. ولاشك أن الهجوم الشبابي سيكون مدعوماً بالظهير الأيمن حسن معاذ الذي يبدو أنه في طريقه للانتقال من الشباب إما للأهلي أو الهلال أو الاتحاد بعد أن أظهرت إدارة الشباب عدم الرغبة في التجديد معه على غرار عبده عطيف الذي ذهب للاتحاد. أقول بأن كل المؤشرات الفنية تؤهل المباراة إلى المتعة والإثارة ولكن الفرصة الأهلاوية الوحيدة وهي الفوز قد تجبر جاروليم الأهلي للهجوم المبكر بكل أوراقه فلاعب متميز بحجم تيسير الجاسم سيكون مهاجماً ثالثاً إلى جانب فيكتور والحوسني وهذا ما سيحرج الدفاع الشبابي خاصة وأن الحارس الطويل وليد عبدالله انكشفت أخطاؤه الفادحة في مباراة المنتخب السعودي الأخيرة امام استراليا في تصفيات كأس العالم وقبلها في الخسارة الكبيرة الخماسية التي تعرض لها المنتخب السعودي في كاس آسيا الأخيرة في قطر. إن فاز الشباب أو تعادل فهو يستحق البطولة بلغة المنطق والأرقام .. وإن فاز الأهلي وليس أمامه إلا الفوز فإنه يستحق لقب بطل الدوري بلغة الأرقام التي لاتكذب .. ومهما ذهبت الإثارة الإعلامية خارج المستطيل الأخضر فإن التصريحات لاتمنح البطولة لأي فريق ولكن الأداء والأهداف داخل الملعب هي من يحدد الأجدر باللقب .. وهاهو الدوري السعودي يرد على كل من يحاول أن يقلل منه .. وأتمنى لكم المتعة في متابعة مباراة اليوم وهي قبل أن تكون للتاريخ فالأهلي يسعى للعودة بعد غياب 12 سنة عن الدوري والشباب يحاول أن يحقق بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه بنظام النقاط بعد أن حققه خمس مرات بنظام المربع الذهبي .. وبعد المباراة نلتقي على خير .. والله لايجيب الزعل.