جاءت عودة الفريق الأهلاوي الملكي لطرق أبواب كأس الدوري الآسيوي للمحترفين هذا الموسم وهو الفريق الذي يسجل باسمه أنه أول فريق سعودي لعب على نهائي كأس آسيوية للأندية عندما قابل دايو الكوري الجنوبي في جدة وخسرها الأهلي على ملعبه في جدة.. وبعدها توالت المشاركات السعودية الآسيوية لبقية الأندية الهلال والاتحاد والنصر والشباب والقادسية الذي سبق له أن حقق كأس الكؤوس الآسيوية أيام كانت القادسية قادسية بالفعل في فترة رئاسة علي بادغيش.. أعود للأهلي مرة أخرى وأن هذا الفريق هو الوحيد القادر على إشعال الغيرة المحمودة في بقية الأندية، فالجميع تابع المستوى العالمي الذي قدمه الفريق الأهلاوي أمام الجزيرة الإماراتي وتأهل الأهلي من خلالها بعد مباراة ماراثونية ترجيحية حبست الأنفاس حتى آخر ثانية عندما أعلن فيكتور سيموس فوز الأهلي على الفريق الأقوى في دور الستة عشر وصعد بالأهلي لدور الثمانية في موسم أهلاوي غير عادي كان ذلك مساء يوم الثلاثاء.. وبعده تحركت مشاعر الجماهير الاتحادية والهلالية والتي أرادت أن تقلد الجماهير الأهلاوية في الحضور والمتابعة فسجلت أروع المواقف وأحلى أنواع التشجيع في جدة حيث زفت الجماهير الاتحادية فريقها إلى الثمانية الآسيوية على حساب بيروزي الإيراني بثلاثية رائعة.. وفي نفس الليلة الأربعاء الماضي قدمت الجماهير الهلالية ملحمة زرقاء جميلة توجها نجوم الزعيم بنتيجة تاريخية سباعية مزقت شباك بني ياس الإماراتي ذكرت الاتحاد الآسيوي بسباعية الاتحاد العميد في مرمى ناجويا الياباني في بطولة 2009م في جدة.. ورغم أن الدخول لمباراتي الاتحاد في جدة والهلال كان مجانياً الأولى بمبادرة من الرمز الاتحادي الكبير الأمير طلال بن منصور، والثانية بمبادرة من شركة موبايلي الراعي الرسمي للهلال إلا أن هذا لايقلل من المشاركة الإيجابية للجماهير الاتحادية والهلالية التي استفادت من تجربة الجماهير الأهلاوية في إعادة الفريق للبطولات من جديد. وعلى الصعيد الفني فإن التأهل الأهلاوي لاشك أنه كان هو الأصعب والأقسى من خارج الأرض، فالفريق الإماراتي الجزيرة كان صاحب الفرصة الأكبر لكن ترسانة النجوم الأهلاوية في الوسط والهجوم وحتى في الدفاع كانوا نجوما بدون تحديد.. وتسلم الحارس الواعد عبدالله معيوف المسؤولية بكل شهامة ورجولة في ضربات الترجيح حيث تصدى لضربة ترجيحية جزراوية وسجل ضربته ببراعة وتكفل القائم بصد الضربة الإماراتية الأخيرة قبل أن يزف فيكتور الخبر السعيد.. حقاً لقد كانت مباراة الموسم. الاتحاد في جدة مارس لعبته المفضلة في الآسيوية وأقصى بيروزي بكامل نجومه وعتاده في ليلة استعاد فيها العميد بعضاً من وهجه الذهبي.. والهلال حتى وإن كان كالديرون مدربا تعيسا وسبق له وأن أخرج الهلال من الآسيوية ومن كأس الملك أيضاً العام الماضي عندما كان مدرباً للهلال من أمام الاتحاد بثلاثية مكررة لايقلل من الإبداع الهلالي ولاشك أن القادم أصعب وأتمنى أن لاينام الهلال على وسادة سباعية بني ياس. أما الأهلي فإنه كان وسيظل بيت القصيد في معلقة الكرة السعودية.. وعندما يقول الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله إن الأهلي قدم أفضل موسم في الكرة السعودية فإن كل العذر معه، فالأمير خالد أعرف شخصيته عن قرب فهو رجل رياضي ينصف كل الفرق والأندية لكنه من حقه أن يفخر بما قدمه من جهد وعمل وصبر انعكس على أداء الأهلي داخل الملعب بالفعل وليس بالكلام أو التصريحات، فالأمير خالد رجل زاهد في الإعلام الرياضي، ورجل كثير الصمت لكنه عندما يتكلم يبدع ويقنع.. ودائماً ما يكون كلامه واقعياً ولايخرجه الصغار عن رزانته لأن كلام الكبار محسوب عليهم وكلام الرموز يسجل بماء الذهب.. الرجل قال الحق وأن الأهلي هو الأفضل لأنه نافس على جميع البطولات المحلية والخارجية وهو ماشهد به كل النقاد وجماهير الأندية الأخرى.. ولاعزاء للمتعصبين الذين يصنفون المنافسات على مزاجهم.. وعندما تنافس الأهلي مع الشباب في الدوري قالوا عذراً أسوأ من ذنب، وأن تواضع مستوى الهلال والاتحاد هو سبب نجومية الشباب والأهلي.. ولم نسمع منهم نفس الأسطوانة المشروخة عندما كان الهلال والاتحاد يتنافسان على الدوري بأن السبب هو تواضع مستوى الأهلي والشباب. انتهى الموسم الكروي السعودي الطويل والشاق والمرهق وفاز من فاز.. فالشباب حقق الدوري لأنه صاحب النقاط الأكثر رغم أنه لم يستطع الفوز على الأهلي مرتين حتى عندما لعب الأهلي بتسعة لاعبين في الربع ساعة الأخيرة من مباراة جدة وخلافي مع الشبابيين لم يكن بسبب انتقاص من أحقيتهم الفنية في الدوري بل جاء بسبب تصريحات البلطان الخارجة عن النص.. حتى النصر الذي كانت مشاركته في الدوري شرفية رفض أن يخرج من المولد بلا حمص وسجل حضوره في أغلى النهائيات لكن موقفه الفني كان صعباً على اعتبار أنه اصطدم بأفضل فريق في الموسم وهو الأهلي الذي حقق كأس الملك للمرة الثانية عشرة برباعية كان بطلها المهاجم الواعد عبدالرحيم الجيزاوي ونجمها جمهور الأهلي ومخرجها الرمز خالد بن عبدالله. سقوط ناصر الأحمد ـ هل يعقل أن يردد المعلق السعودي ناصر الأحمد عبارة الفريقين عينان في رأس وهو يعلق على مباراة الأهلي السعودي مع الجزيرة الإماراتي.. وهل يعقل أن يكون ناصر الأحمد متحمساً بهذه الطريقة مع هجمات الجزيرة.. وبارداً أو نائماً مع هجمات الأهلي؟.. حتى مع هدف فيكتور الثالث الذي مدد المباراة للترجيح كان ناصر في قمة بروده.. والأدهى والأمر أنه لم يتفاعل مع ضربات الترجيح ومع الفوز الأهلاوي وكأنه يعلق على مباراة ناشئين أو براعم.. أحترم ناصر الأحمد كصديق وكمعلق كان له شأن في يوم ما ولكنه من الصعب أن يأخذ زمانه وزمان غيره.. ولا أدري هل كان ناصر الأحمد سيتعامل مع المباراة بكل أحداثها لو أن فريقه المفضل الهلال كان طرفاً فيها؟.