كلما حدثت مصيبة أو مشكلة في الوسط الرياضي أو الكروي علقوها على شماعة الإعلام، والجميع يعرف أن قضيتي منذ سنوات طويلة هي الدفاع عن الإعلام الرياضي ليس لأنني أحد منسوبيه ولكن لأنني مللت من أسطوانة الإعلام الرياضي هو سبب جميع مشاكلنا الكروية، والآن هل من شجاع يواجهني مباشرة ويفهمني على اعتبار أن فهمي بطيء أو يعاملني على قدر عقلي؟ هل الإعلام الرياضي السعودي هو سبب المهازل المخجلة التي تحدث حالياً في منظومة اتحاد الكرة؟ بداية من إقالة اللجنة المكلفة بتسيير أعمال الاتحاد برئاسة أحمد عيد للمحامي الدكتور ماجد قاروب متعدد المناصب والمواهب في بيان حمل عبارة إعفاء بموافقة جميع الأعضاء، وجاء الرد ساخناً وقوياً من القاروب ووزع على جميع وسائل الإعلام على طريقة (اللي ما يشتري يتفرج).. وكان فيه من عبارات الردح وكشف الأسرار الخاصة باتحاد الكرة، الأمر الذي استغربه النقاد والإعلام الرياضي نفسه، خاصة أنه جاء من مستشار اتحاد الكرة القانوني وكاتم أسرار اتحاد الكرة، وبعد صمت لأكثر من خمسة أيام جاء رد لجنة أحمد عيد المؤقتة مؤكداً حق اتحاد الكرة في رد اعتباره، وأن القاروب أصبح خارج منظومة اتحاد الكرة. والواضح أن المعركة وتصفية الحسابات بين أحمد عيد وصديقه السابق قاروب بدأت من البيان الصحفي الذي أصدره قاروب ضد رئيس الوحدة السابق جمال تونسي بعد صعود الوحدة للأضواء بيومين فقط، وبطريقة انتقامية وكيدية لدرجة أن البيان اتهم التونسي بأنه يعمل لفك اللحمة الوطنية إلى جانب غرامة مالية 172.500 ريال ومنعه من العمل في الرياضة لمدة خمس سنوات، وأغرب ما في هذه العقوبة أنها جاءت بعد مقابلة التونسي مع الزميل ضيف الله الصقر في قناة لاين سبورت بأكثر من أربعة أشهر، وهو البيان الذي تبرأ منه أحمد عيد وأنه لم يطلع عليه، وهو الأمر الذي اعتبرته لجنة الانضباط والقانونية تدخلاً في عملها، وتعاطف عدد من أعضاء اللجنتين مع قاروب مقدمين استقالاتهم، وأمام هذه الأخطاء التي كان ضحيتها التونسي وحطبها أحمد عيد وقاروب، حاول اتحاد الكرة (ترقيع) ما يمكن ترقيعه من خلال إصدار عفو شامل عن جميع الرياضيين الموقوفين وكأن التونسي هو المقصود بهذا العفو (المفصل) تفصيلاً على أبو رامي، والذي أكد أن دعوة المظلوم مستجابة وليس بينها وبين الله حجاب.. على اعتبار أن تهبيط الوحدة لم يكن له مايبرره من الأساس، وفوق ذلك لم يكتف اتحاد الكرة بإقالة الرجل من منصبه حتى جاء البيان الذي قصم ظهر اتحاد الكرة المؤقت. أعود لبداية سطوري.. وأسألكم بأمانة: هل الإعلام الرياضي السعودي هو من طلب من أحمد عيد إقالة قاروب أو هو الذي طلب من قاروب الرد على طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان)؟ ألم أقل لكم ألف مرة ومن كثر ما رددتها أصابني الملل بأن الإعلام الرياضي هو مرآة للأحداث وليس صانعاً للأحداث، المهم أن الانفلات الحاصل حالياً في اتحاد الكرة المؤقت شيء لا يليق بالكرة السعودية وتاريخها، ومع احترامي لخبرة أحمد عيد ورزانته وهدوئه أعتقد أن الأمور لا يجب أن تستمر بهذا الوضع، وأن الهيبة أصبحت مطلوبة على رأس هرم اتحاد الكرة السعودي، وعودة الأمير نواف بن فيصل بن فهد إلى هذا المنصب أصبحت أمراً لا يقبل التأجيل، لأن الواضح أن الديمقراطية اثبتت فشلها الذريع في العالم العربي، ولنا في الفوضى الحاصلة في عدد من الدول العربية أكبر مثال، وهو نفس السيناريو الذي يحدث حالياً في اتحاد الكرة السعودي الذي من المفترض أن يكون العاملون فيه قدوة للإعلام وللعاملين في الأندية، وإلا فلا لوم على الانفلات الرياضي إذا ما حدث من إدارات الأندية ومن بقية اتحادات الألعاب المختلفة. إذاً عودة (نواف) وأشدد عليها لابد أن تعود لوقف هذه المهازل التي يقودها أعضاء اللجنة المؤقتة باتحاد الكرة رئيساً وأعضاء، وهي أقرب إلى مسرحية هزلية بطلها أحمد عيد الذي رضي على نفسه أن يكون في هذا الموقف الضعيف، والعتب أكثر على قاروب لأنه رضي هو الآخر أن يكون شريكاً في بعض المهازل على اعتبار أنه القانوني الأول في منظومة اتحاد الكرة. وأنا شخصياً عندي عبارة قديمة يعرفها أحمد عيد وقاروب وكل المقربين مني وهي من يرضى على نفسه أن يكون (منشفة) فلايزعل إذا مسح الناس أيديهم بها بعد طعام العشاء. ولأنني عاشق للأمثلة اختتم هذه الزاوية بهذا المثل والشاطر يفهم.. واللي مايفهم ذنبه على جنبه (إذا كان رب البيت للدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص)، أتمنى من اتحاد الكرة أن يعرف الآن من هم سبب الانفلات هم أم الإعلام الرياضي المظلوم دائماً؟ ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب، حتى حافظ مدلج لم يعاقب ولو بلفت نظر عندما اتهم الإعلاميين السعوديين بالرشاوى، ولم يعاتبه أحد عندما تهكم في تاريخ الراحل عبدالله الدبل عندما شبه الرجل بـ(بابا نويل) الذي كان يوزع الهدايا في فيفا.. في إشارة فيها إساءة صريحة لتاريخ وإنجازات الكرة السعودية الآسيوية والعالمية. والواضح أن عبارة الفنانة رجاء الجداوي في مسرحية الواد سيد الشغال وهي تقول (يا شماتة أبله طازه فينا) قد انطبقت على اتحاد الكرة المؤقت.