|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
يدك حلوة يادعيع
2012-06-16

كما كان يحضر الحارس السعودي العملاق محمد الدعيع بين الخشبات الثلاث منذ أن كان حارساً لمنتخب الناشئين في اسكتلندا ويومها قاد المنتخب الأخضر الصغير للفوز ببطولة كأس العالم.. ومن بعدها انطلقت نجومية هذا الحارس العملاق الذي شهد له الحارس العالمي الإيطالي بوفون بأنه واحد من أفضل الحراس في العالم.. الدعيع الذي تواصلت إبداعاته مع الأخضر الكبير في المشاركات الآسيوية والعالمية ومع فريقه الهلال الذي أجبر فيه على الاعتزال وهو في قمة عطائه وحتى في آخر مشاركة له في نهائي الدوري أمام الاتحاد في جدة، قاد الهلال للفوز ببطولة الدوري وصد أهدافاً اتحادية محققة في المباراة التي سجل فيها ياسر القحطاني هدف الفوز الهلالي.. محمد الدعيع الحارس الذي تألق مع منتخبات الوطن وهو في ناديه الأصلي الطائي قبل أن ينتقل للهلال يبقى في ذاكرة الجماهير السعودية والهلالية ومن قبله شقيقه الأكبر عبدالله الدعيع وهما اللذان جمعا بين العطاء الفني الرفيع والأخلاق الرياضية العالية. في مراسم قرعة دوري أبطال آسيا التي أجريت أمس الأول في العاصمة الماليزية حضر محمد الدعيع ولكن مع الكرات الحمراء الصغيرة لدرجة أن المسؤول الآسيوي عن القرعة داعب الدعيع وقال بأنك متعود على مسك الكرات الكبيرة.. محمد الدعيع كما كان متألقاً في المرمى وكانت الملايين تتابع تحركات يديه مع الكرات الصعبة والخطرة.. هو محمد الدعيع نفسه الذي حضر في ماليزيا بدعوة من الاتحاد الآسيوي وكانت البركة في يده وهو يختار من الكرات الثماني التي ضمت ثلاثة فرق سعودية هي الاتحاد والأهلي والهلال، وقد وفق الدعيع في إبعاد الفرق السعودية عن المواجهات المباشرة ليبقى أمل الفرق الثلاثة كبيراً في التأهل لدور الأربعة، فالاتحاد الذي وقع مع الفريق الصيني ذهاباً في جدة وإياباً في بلاد الصين لاشك أن المهمة صعبة.. وهي صعبة أيضاً على الهلال الذي أوقعته يد الدعيع مع ولسان الكوري الجنوبي.. أما الأهلي الملكي العائد من جديد للمشاركات الآسيوية فقد وضعته القرعة مع سابهان الإيراني وهو الفريق الذي يعرفه الأهلي ومدربه جاروليم من خلال مقابلته مرتين في دوري المجموعات، لكن سابهان الثمانية لاشك أنه سيختلف عن سابهان الدور الأول.. والأهلي لا شك أنه محظوظ بمقابلة سابهان من حيث قرب المسافة قياساً بالصين أو كوريا وعلى طريقة (اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفه). أعود وأقول إن الجماهير السعودية تنفست الصعداء بعدم وجود أي مواجهة مباشرة مع بعضها البعض، وأهنئ النجم الكبير والأسطوري محمد الدعيع وأقول له يدك حلوة يا دعيع في القرعة كما كانت يدك حلوة في المرمى السعودي والمرمى الهلالي. ومن باب التفاؤل المبكر، ولنفرض أن الاتحاد تأهل من بوابة الصين الحصينة، والأهلي اقتحم الأربعة من ملعب أزادي الكبير، فإن المواجهة الأهلاوية الاتحادية ستكون أمراً لابد منه في دور الأربعة، ويومها ستكون المواجهة التاريخية المؤهلة للنهائي القاري.. ويومها ستكون مواجهة القرن بين الملكي والعميد، فيما يتمنى الجميع أن يتجاوز الهلال الكوري الصعب لمقابلة الفائز من الأسترالي والأوزبكي، بصراحة مهمة الهلال ليست سهلة. هذا ما أسفرت عنه قرعة أبطال آسيا والتي نفذت الأندية السعودية الثلاثة منها كالشعرة من العجين، فالأمل كبير في تواجد الثلاثة في دور الأربعة، والواضح أن الفرق السعودية هي من شرف الكرة الآسيوية في ظل غياب المنتخب السعودي الأول، وأن مهمة اتحاد الكرة المؤقت أصبح مجرد اتحاد يقدم التبريكات والتهاني، ومع ذلك لا يزال صديقنا محمد المسحل رئيس لجنة المنتخبات السعودية ينتقد العمل داخل الأندية التي يجب أن نشكر العاملين فيها من متطوعين وإداريين ولاعبين وجماهير وأعضاء شرف متطوعين قدموا الملايين من الدولارات، فأصبحت الأندية هي من تصرف على اتحاد الكرة وليس العكس ومع ذلك لا يتورع اتحاد الكرة في فرض عقوبات مالية وجباية أموال من الأندية، في وقت حققت فيه الأندية السعودية ما عجزت عنه اتحادات الرئاسة العامة لرعاية الشباب ليس في كرة القدم ولكن في جميع الألعاب. التشفير لماذا في العالم العربي فقط؟ ـ لا أدري ما هي قصة العالم العربي مع حكاية تشفير الأحداث الرياضية والكروية مثل كأس العالم وكأس أوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وأقصد بالتحديد كرة القدم معشوقة الملايين من سكان الكرة الأرضية وكأن المواطن العربي المغلوب على أمره على موعد مع الاحتكار والتشفير في كل شيء حتى في متعته الكروية التي تنسيه هموم العالم العربي اليومية والمحزنة على شاشات التلفزيون.. المواطن العربي كتب عليه الحرمان من أبسط حقوقه من أجل مصالح قنوات معينة، وعندما أقول بأنني ضد التشفير ومنذ سنوات وأنا أردد هذا الكلام.. هناك من وصفني بالجهل وأنني لا أفهم في النقل الحديث، ومنذ بداية ART ومن بعدها قنوات الجزيرة الرياضية مع سياسة التشفير والنقل المسبق الدفع بالبطاقات أقول (خذوني على قد عقلي)، وأكرر أنا أحترم الجهود التي واكبت نقل هذه الأحداث سواءً من قبل ART سابقاً والجزيرة حالياً وهو نقل مميز ولكن هناك من خدعنا وخدع الشعب العربي بالكامل بأن هناك حقوق نقل بملايين الدولارات لا تستطيع التلفزيونات العربية من دفعها حتى لو اجتمعت كلها من خلال ما يسمى باتحاد إذاعات الدول العربية، وبالمناسبة أنا لا أدري هل هذا الاتحاد لايزال موجوداً أو أنه انحل؟ وما هي الفكرة من استمراره أصلاً إذا لم يقدم للمواطن العربي هذه الخدمة بالمجان بدلاً من ابتزاز القنوات الخاصة له؟ وأنا سبق لي السفر كثيراً إلى دول آسيوية مثل الهند وسيرلانكا وبنغلاديش وتايلاند وفيتنام.. ولن أقول ماليزيا أو سنغافورة، فالدول السابقة فقيرة جداً قياساً بالعالم العربي من خليجه إلى محيطه، ومع ذلك فإن المواطن الهندي أو البنغالي أو السيرلانكي ينعم بما حرم منه المواطن العربي من المشاهدة المجانية والأرضية لجميع الأحداث الرياضية والكروية في العالم، ومنها ما يجري حالياً على غرار كأس الأمم الأوروبية التي يتمكن حتى من هم تحت خط الفقر الذين يسكنون تحت كباري تايلاند والهند من مشاهدة مباريات كأس أوروبا وكأس العالم وجميع البطولات مجاناً وعلى الأرضي.. أرجوكم يا أهل العلم (فهموني) لماذا لا يوجد تشفير في أفقر الدول في القارة الآسيوية ناهيك عن أفقر الدول في القارة الأفريقية وأقصد من هم خارج أسوار الوطن العربي والذين يشاهدون الكرة العالمية مجاناً.. أنا لست ضد الجزيرة الرياضية ولم أكن ضد راديو وتلفزيون العرب سابقاً لكن من حقي أن أطرح التساؤل الكبير: لماذا في الوطن العربي فقط نبيع الوهم ونحتكر حتى كرة القدم؟ وأبشركم وحسب آخر المعلومات أن بطولة دوري أبطال آسيا المقبلة في 2013 ستكون مشفرة للجزيرة على اعتبار أن صديقنا محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق قد باع حقوق هذه البطولة للجزيرة الرياضية. وإذا كان في الهند أو سيرلانكا فقراء فإن في العالم العربي من هم أشد منهم فقراً، وأن الديكتاتورية في العالم العربي قد حرمت المواطن العربي من كل شيء، وأعتقد أن أبسط حقوقهم أن يشاهدوا الكرة بالمجان.. ولولا مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية في توجيه القنوات الرياضية السعودية بنقل مسابقات الكرة السعودية مجاناً لكان المواطن الرياضي السعودي فريسة للتشفير.. وإن كنت أتمنى أن يصدر توجيه للقنوات الرياضية بأن تنقل المباريات النهائية في الكرة السعودية والتي يرعاها أولياء الأمر إلى جميع القنوات العربية مجاناً وأقصد النهائيات فقط لما فيه من انتشار أكبر للكرة السعودية. كاتب رياضي