يتفاخر الكثير من الاتحاديين من مشجعين وأعضاء شرف ورؤساء بأن ناديهم ديموقراطي، وأن تركيبة الاتحاد تسمح بتمرير وإعلان كل الآراء حتى وإن كانت خاطئة ولاتستند على حقائق أو قرائن وإثباتات وربما تكون تراشق اتهامات والدخول في ذمم رؤساء النادي والداعمين .. وأنا شخصياً لست ضد الديموقراطية الحقيقة وليست ديموقراطية الفوضى التي أطاحت بأكثر من رئيس وإدارة واستقالات بالعشرات في إدارة محمد بن داخل الأخيرة على سبيل المثال .. وقد يكون كلامي ثقيلاً على الاتحاديين ولايؤخذ بحسن نية رغم أنني أسعد بقوة الاتحاد وأن يكون عميد الأندية وأقدمها في قمة مستوياته لأن قوة الاتحاد هي قوة للكرة السعودية من خلال شعبية الفريق الجارفة وإن كنت أعتب على جماهير الاتحاد غيابها عن المدرجات لمجرد غياب الفريق عن المنافسة على بطولة الدوري الأخيرة رغم أن الفريق سجل حضوره الآسيوي بدرجة امتياز متفوقاً على كل ما يحيط بالأسوار الاتحادية من مشاكل مالية. ومن بين الاتحاديين الذين يرددون أسطوانة الديموقراطية المشروخة صديقنا العزيز مدني رحيمي في وقت هو الأكثر انتقاداً للأوضاع الاتحادية وهو من أكبر المنظرين على مايحدث من فوضى في الإدارات الاتحادية في السنوات الأخيرة .. وعندي سؤال بريء لمدني رحيمي .. إذا كنت معجباً بالديموقراطية الاتحادية فلماذا تنتقد الأوضاع أليس هذا تناقض منك يادكتور خاصة وأنك أكثر اتحادي يظهر ويشارك في البرامج الحوارية الفضائية .. وبدلاً من أن تقذف الناس بالحجارة لاتنس أن بيتك الاتحاد من زجاج والدليل أن التصريحات الاتحادية الأخيرة من الشرفيين والذين عملوا في الادارة مثل تصريحات الاتحادي العريق أحمد حسن فتيحي إلى جانب تصريحات المشرف على الكرة السابق عيد الجهني وقبلها المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس المكلف السابق أيمن نصيف والذي جاء لكشف الحقائق في الوقت بدل الضائع لتلميع موقف إدارة ابن داخل خاصة في الأمور المالية التي أحيط بها الكثير من الاتهامات بالسمسرة والتي تورط فيها أسماء اتحادية تعمل في الإدارة السابقة خاصة في موضوع التعاقد مع المهاجم الانجولي إوندوما والذي تحول سعره من 300 ألف دولار إلى 7 ملايين دولار بقدرة قادر .. والسؤال لماذا سكت نصيف طويلاً وتحدث بعد خراب مالطا؟ .. إلا إذا كان مدني رحيمي يعتبر هذه الفوضى ديموقراطية. ومن يعود قليلاً إلى تصريحات الاتحاديين المتناقضة يلاحظ ذلك خاصة وأن صراحة الفتيحي كشفت من خلال برنامج فوانيس الرمضاني على القناة الرياضية السعودية أن ديون الاتحاد في فترة ابن داخل بلغت 59 مليون ريال خلاف مايقوله نصيف الذي اشتبك في معركة صحفية مع عيد الجهني، فالمهندس أيمن يقول إن عيد لم يقدم إلا عدة ملايين بسيطة في الوقت الذي أكد فيه عيد الجهني أنه قدم 25 مليون لكن الطرفين لم يتفقا على أنها ديون مسجلة أو تبرعات .. وضاعت الطاسة الاتحادية وتفرق الدم الاتحادي على من يدعون عشقه أو ماسميتهم بـ(كذابين الزفة) الذين انكشفوا على حقيقتم بعد توقف العضو الداعم عبدالمحسن آل الشيخ عن الدعم السخي الذي كان يغطي كل المشاكل وينهي أي مشكلة تظهر في الاتحاد في أقل من نصف ساعة فقط .. أين الذين كانوا يدعون أنهم يدعمون الاتحاد تحت مسميات وشعارات أنهم اختفوا فجأة كقطعة ثلج وسط مياه ساخنة وتحولوا بسرعة إلى (فص ملح وذاب) .. وليتهم اكتفوا بعدم الدعم بل مارسوا أساليب التخريب على كل من جاء بعدهم ورفعوا شعار أنا ومن بعدي الطوفان وحاربوا كل الرؤساء على طريقة أن الهدم أسهل ألف مرة من البناء. سبق وأن قلت قد يكون كلامي ثقيلاً على قلوب الاتحاديين لأنهم لايقبلون الصراحة والواقع إلا من الأقلام الاتحادية فقط وسواء أعجبهم كلامي أو لم يعجبهم فهذا قدري ولامصلحة لي عند أحد .. ولن أتحول في يوم ما إلى بوق لأحد أو هاتف عمله .. أو أحمل أجندة فأنا أخاطب ضمير وعقول الجماهير الاتحادية الواعية .. ومن لايقبل فهذا شأنه ومن حقه أن يرفض آراء أي شخص. المهم كيف سيكون الاتحاد بعد مرحلة ابن داخل ونصيف وهي الادارة التي أسقطتها أيد خفية وأصابع تفرغت للتخريب بكل ماتملك من قوة .. وأتمنى أن لايرسخ الاتحاديون فكرة حصر ناديهم لبيوت وعائلات جدة فقط فالاتحاد هذا الثمانيني الشامخ يجب أن يكون لجميع عشاقه ومحبيه وهو النادي الذي يفخر أبناؤه ومنسوبؤه بمسمى نادي الوطن والذي يجب أن يكون كذلك اسماً على مسمى. ولاشك أن على الرئيس الجديد محمد الفايز (الفائز) بمنصب الرئاسة الاتحادية بالانتخابات الصورية أو الديموقراطية على طريقة (مدني رحيمي) .. فالانتخابات كانت موجهة ومكشوفة ومجرد مسرحية من خلال الفارق وكم حزنت على صديقي مدحت قاروب الذي لا أدري لماذا يضع نفسه (كومبارس) في الانتخابات لأكثر من مرة من خلال فوزه بصوتين فقط .. وفي كل الأحوال فهو يتفوق على صديقنا المشاغب عدنان جستنية الذي سبق وأن فاز بصوت واحد في انتخابات العام الماضي .. من هنا فإن على محمد فايز الاستفادة من الدروس السابقة التي تعرض لها المرزوقي وعلوان وابن داخل. والكيس الفطن من اعتبر بغيره .. وإن كنت أرى فرص النجاح إلى حد كبير تقف مع الفايز من خلال وجود داعمين جدد في ظل غياب (عبدالمحسن آل الشيخ) واختفاء (كذابين الزفة) وكذلك الاستفادة من فرصة التمديد التي منحتها لجنة الاحتراف للإدارة الاتحادية الجديدة لتسديد التزامات اللاعبين المحترفين السابقة وإن كنت أحمل الرئاسة العامة مسؤولية التأجيل غير المبرر لانعقاد الانتخابات الاتحادية والتي لو عقدت مبكراً لما كانت لجنة الاحتراف في حاجة إلى هذا الاستثناء .. وكم من الاستثناءات حصل عليها الاتحاد أكثر من غيره .. المهم أن ينجح الفايز في إعادة الهيبة الاتحادية.