|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
سامحنا يا (هاني).. نحن المعاقين
2012-09-15

في الوقت الذي كان فيه البطل الرياضي السعودي المصاب بشلل دماغي وعدم حركة في ثلاثة من أطرافه (هاني النخلي) ينافس على ذهبية رمي القرص في أولمبياد الاحتياجات الخاصة في لندن بحضور أكثر من 70 ألف متفرج في الملعب الأولمبي كان الإعلام الرياضي السعودي وخاصة الفضائيات بكل برامجها الرياضية اليومية تناقش مواضيع هامشية لا قيمة لها.. وتجاهلت البطل هاني الذي تحدى الإعاقة وكل ظروفه النفسية.. لكن الرد من هاني جاء عبر الفضائيات العالمية التي نقلت مشاركته الإيجابية وحصوله على الميدالية الفضية رغم أن الذين شاركوا معه في نفس المنافسة كانوا أقل صعوبة من إعاقته ومع ذلك رفع هاني العلم السعودي في المحفل الأولمبي الدولي الذي شهد حضوراً جماهيرياً ربما تفوق على الحضور في منافسات ألعاب القوى في أولمبياد الأصحاء. أقول للحبيب والبطل هاني.. سامحنا على التقصير معك في الإعلام الرياضي.. لدرجة أننا تعاملنا معك على أنك معاق في وقت لابد أن نعترف فيه أننا نحن المعاقين وليس أنت.. لقد فعلت لوطنك ما عجز عنه الأصحاء.. وأثبت للعالم أنك صاحب إصرار وقلب.. حتى في عباراتك المتقطعة وحروفك التي تخرج بصعوبة استشعرت أنك أفضل منا ألف مرة. سامحنا يا هاني النخلي حتى لحظة وصولك إلى أرض الوطن وأنت تحمل فضية الأولمبياد الخاص كنا في الإعلام الرياضي مشغولين في قضية تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد والتي جعل منها إعلامنا قضية القضايا، ولم يبق إلا أن نرفع موضوع تأجيل هذه المباراة إلى مجلس الأمن للحصول على قرار رفض منه لأنها ضد المصلحة العامة.. حتى جوال فهد المصيبيح نطق أخيراً وهو الجوال الذي كان مغلقاً منذ سنوات طويلة.. سامحنا يا هاني لأن موضوع تأجيل مباراة ديربي جدة كان أهم بكثير من إنجازك العالمي وحصولك على فضية أولمبياد لندن.. حتى فقرة صغيرة لمدة دقائق استكثرها عليك مقدمو ومعدو البرامج الرياضية السعودية في وقت كانت فيه القنوات العالمية تنقل الحدث على الهواء مباشرة.. ورغم التقصير إلا أن الشكر موصول للسفير السعودي الأمير محمد بن نواف على تواجده في الملعب الأولمبي في لندن وكان أول من احتضن البطل هاني النخلي وكرمه وقدم له التهنئة. إن ما حققه البطل السعودي المعاق آسف نحن المعاقين هاني النخلي هو رسالة لكل شاب ورياضي سعودي وعربي بأن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الإصرار والعزيمة.. لاشيء يمنع الإنسان من التفوق والإبداع إلا ضعف الإرادة.. ويسجل التاريخ أن هناك معاقين قدموا اكتشافات واختراعات خدمت البشرية.. وهناك من حرموا من نعمة البصر وهم كثر أبهروا وأبدعوا العالم بفكرهم وأدبهم وثقافتهم التي عجز عنها المبصرون. سامحنا يا هاني لأن إعلامنا لم يمنحك ولو واحد في المئة مما يمنحه للاعب كرة قدم فاشل.. أنت تبحث عن الملاليم رغم ماحققته من إنجاز.. وغيرك ينعم بالملايين من لاعبي كرة القدم وليتهم أسعدونا كما أسعدتنا أنت.. قبل أن أسترسل في الكلام لايفوتني الإشادة بمبادرة إدارة النادي الأهلي على تكريم البطل هاني النخلي والتي أتمنى أن تكون فاتحة خير لكل من يرغب في تكريمه.. أليس من حقي أن أتساءل أين البنوك والشركات من تكريم المتفوقين وإن كان هاني أحوج منهم بالتكريم.. البطل هاني لم يتسول من أحد وإن منحناه مايستحق فليس منة عليه لكن ما حققه يستحق التجاوب معه. والواضح أن إنجاز هاني العالمي يحتاج منا تفعيل ثقافة احترام قدرات المعاقين ذهنياً أو بدنياً وأن ننظر لهم نظرة تقدير وأنهم قد يتفوقون على الأصحاء في كثير من المجالات.. ولنا في الأخ الكريم عمار بوقس أكبر مثال في ذلك والذي تفوق في دراسته الثانوية والجامعية وأتم حفظ كتاب الله كاملاً.. والأمثلة في السعودية كثيرة.. وعلينا بداية من اليوم وعلى أمانات المدن والمرور تقديم خدمات خاصة للمعاقين فهم إخوة لنا شاءت الأقدار أن تكون هذه هي ظروفهم الصعبة.. وسبق للمنتخب السعودي للاحتياجات الخاصة لكرة القدم أن حقق كأس العالم مرتين بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد في وقت حرق فيه المنتخب الأول السعودي لكرة القدم أعصاب جماهيره.. مع تقديري واحترامي للمنتخب الشاب الذي أضاء لنا شمعة أمل في عز الإحباط بإنجازه المحترم ببطولة الخليج الأخيرة في أكاديمية إسباير في قطر. أقصد في احترام المعاقين أن تخصص لهم أماكن تساعدهم في كل مكان في المطارات في الشارع في الفنادق في الملاعب في الأندية.. من جديد ألف مبروك لهاني النخلي بهذا الإنجاز، وأتمنى أن تتواجد الجماهير الأهلاوية الوفية للمشاركة في تكريم هذا البطل العالمي في حفل الأهلي له غداً الأحد بمقر النادي.