عندما قلت في أكثر من مناسبة ولقاء إن تأجيل مباراة الأهلي والاتحاد في الجولة الدورية السادسة هو قرار مدروس ومنطقي ولصالح الفريقين، فالاتحاد كانت تنتظره مباراة من العيار الثقيل أمام جوانزو الصيني، والأهلي كان يربط حقائبه للسفر إلى إيران لمقابلة سباهان في دور الثمانية الآسيوي تعرضت لهجوم كاسح على أنني أهلاوي وكنت أخشى أن يتعرض الأهلي لهزيمة دورية من الاتحاد لا تتجاوز أكثر من ثلاث نقاط بسبب وجود سبعة لاعبين من الأهلي مع المنتخب الأول مقابل لاعب اتحادي واحد.. ويعلم الله أنني تجاوزت هذه المرحلة من التفكير.. وبالفعل جاء قرار التأجيل حتى وإن أخذ شكليا أن إدارة الأهلي هي التي طلبت التأجيل من اتحاد الكرة المكلف برئاسة أحمد عيد فإن القرار بالفعل كان من أجل المصلحة العامة والجميع يعرف التأجيج الإعلامي الذي أحيط به قرار التأجيل وأنه جاء بسبب نفوذ أهلاوي وظلم وقع على الفريق الاتحادي.. إلى درجة أن هناك بعض الإعلاميين الذين يحق لي أن أشبههم بـ(النائحة المستأجرة) فهم ليسوا اتحاديين ولا أهلاويين ولم أجد إلا أن أصفهم بالوصف السابق، فمنهم من يحمل أجندة لا تمثل رأيه إنما من أجل إرضاء رؤساء أندية أو أعضاء شرف.. ورغم اختلافي مع أحمد عيد على طريقة تصريحه بعد قرار التأجيل في القناة الرياضة السعودية عندما وضع نفسه في موقف ضعيف بقوله إنه استأذن بأخذ الموافقة من فهد المصيبيح رئيس لجنة المسابقات ومن محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين ومن عضو شرف اتحادي بالهاتف الأمر الذي تعرض معه أحمد عيد لمؤامرة إسقاط مبكرة قبل لعبة الانتخابات..حتى فهد المصيبيح الذي كان جواله مغلقاً لأكثر من 15 سنة، وكان لا يتكلم إلا بالقطارة..أبارك له أن هاتفه المحمول اشتغل أخيرا بعد أن كان خارج الخدمة وكذب أحمد عيد.. المهم ما علينا لأن الكلام في الفايت نقصان في العقل. والآن أليس من حقي أن أقول لكل من (قل أدبه) على رموز الأهلي وعلى أحمد عيد أن يملك نفس الشجاعة ويعترف بأنه أخطأ في حق أشخاص أبرياء.. وهل كل الذين ارتدوا ثوب الفضيلة والبطولة في القنوات الفضائية بدون أسماء يملكون جزءا من شجاعتهم السابقة في أن الفريق الاتحادي هو المستفيد الأكبر من قرار تأجيل الديربي الجداوي خاصة وأن إدارة الاتحاد ممثلة في رئيسها الخلوق محمد فايز والواضح أنه رجل (نيته طيبة)..وكنت أتمنى أن يتعامل مع أحمد عيد بالنوايا الحسنة خاصة وأن أحمد عيد أكد بأنه تلقى موافقة الفايز عبر عضو شرف اتحادي مقرب من الرئيس بتأجيل المباراة.. وفي هذا إشارة إلى أن الاتحاديين كانت لديهم الرغبة في التأجيل ولكنهم خافوا من الضغط الجماهيري وهذا ما قاله أحمد عيد في مداخلته التلفزيونية. والآن وبعد أن قدم الفريق الاتحادي واحدة من أفضل مبارياته في تاريخ الاتحاد أمام الفريق الصيني المدعم بأجانب على مستوى كبير ومدرب بحجم الإيطالي ليبي الذي تعاقد معه الفريق الصيني بثلاثين مليون يورو لثلاث سنوات ومع ذلك فاز الاتحاد بالرباعية التاريخية ذهابا في جدة وهذه النتيجة التي توجها لاعبو الاتحاد بمستوى وأداء هجومي رفيع وعالمي رسالة كافية لكل من خرج عن النص وأن التأجيل كان مؤامرة لإسقاط الاتحاد وحرمانه من مباراة ودية وها هو الاتحاد لعب وفاز وأبدع رغم التأجيل.. وما يقال عن الاتحاد ينسحب على الأهلي الذي أبدع في إيران وخرج بتعادل سلبي مقنع وكاد أن يخطف الفوز لولا أن طوح عماد الحوسني وتيسير الجاسم بفرصتي تسجيل لم يوفقا فيهما. أليس من حقي أن أقول لكل من لعب دور (النائحة المستأجرة) أيها الخجل أين حمرتك.. حتى عبارة المصلحة العامة لم يفهموها وها هي رباعية الاتحاد وتعادل الأهلي في إيران يؤكد أن قرار التأجيل لم يكن في صالح الأهلي بقدر ما كان في صالح الفريقين.. لماذا سكتوا عن قرار نقل مباراة الهلال أمام الشعلة من الخرج إلى الرياض وسط مباركة رئيس الشعلة فهد الطفيل الذي خرج في برنامج (المنصة) مع الزميل رجاء الله السلمي وقال إنه هو من طلب نقل المباراة إلى الرياض لأن الكراسي لا تزال في الميناء ولم تصل بعد، وقال وهو يبتسم رغم الهزيمة سوف أوزع مكافآت فوز على اللاعبين..إذاً من حق النصر مثلاً أن يدفع مبلغاً لرئيس التعاون أو الرائد أو نجران ويحول مبارياته إلى الرياض بدلاً من مشقة السفر.. المشكلة أن ما يسمونه بالنقد أو الشفافية هو من النوع المطاطي نطول فيه ونقصره حسب المقاس الذي نريده. ولأن أحمد عيد رجل بريء ويتعامل بصدق فقد انكشفت حقيقة إعلام (النائحة المستأجرة) ولكنهم لا يخجلون لأنهم شجعان في النقد وجبناء في الاعتذار.