يضرب المثل الشعبي (جاب العيد) لكل من أقدم على فعل كارثة أو مصيبة .. وهذا ما فعله الهلال بخروجه المأساوي (المعتاد) من دوري أبطال آسيا وهذه المرة جاء الخروج أكثر حزناً على يد أولسان الكوري برباعية كانت قابلة للزيادة في ظل المستوى الهلالي الهزيل فنياً وغياب الروح الهلالية القتالية المعروفة .. وليس عيباً أن تخسر في كرة القدم مرة أو مرتين .. ولكن ليس بهذا الشكل، فكل الظروف هذا الموسم كانت مواتية للهلال لبلوغ النهائي فهو قد خسر الذهاب في كوريا بهدف من غلطة .. وكانت فرصة التعويض في (الملز) كبيرة .. لكن الصدمة والكارثة كانت أكبر ليس على الهلال فقط بل على الكرة السعودية خاصة وأن بلوغ الهلال للنهائي كان سيمنح الرياض استضافة نهائي البطولة المؤهلة لمونديال أندية العالم خاصة وأن الكرة السعودية ضمنت مقعداً أكيداً في النهائي من خلال بلوغ الأهلي والاتحاد لنصف النهائي على حساب سباهان الإيراني وجوانزو الصيني واللذين كانا بانتظار أن يلحق بهما الكوري لكن الهلال حضر بجماهيره الكبيرة .. وغاب لاعبوه عن المباراة ولم يكن في الملعب سوى أشباح زرقاء يقال إنهم لاعبو الهلال .. فالدفاع مفكك والحراسة متواضعة والوسط ضائع والهجوم تائه، فلعب الكوري بالطريقة التي تعجبه واكتفى بأربعة أهداف فقط .. ومهما حاول البعض أن يلصق تهمة السقوط الهلالي ليلة (الثالث من أكتوبر) بالمدرب الفرنسي كومبواريه أرى أن المدرب بريء من ذلك وأن الإدارة هي من تتحمل مسؤولية التعاقد مع اللاعبين الأجانب وهي من فرط في الروماني المحور رادوي والمدافع أسامة هوساوي ومن قبله النجم السويدي ويلهامسون الذين صنعوا الفارق مع الهلال .. وجاء المدرب الفرنسي متأخراً ولا يلام على الخروج الآسيوي بقدر ما يلام اللاعبون فهم المتواجدون داخل الملعب والمدرب كومبواريه لعب على طريقة (فخر الموجود) في ظل إصابات عدد من لاعبي الفريق .. وأعتقد أن الإبقاء على هذا المدرب أفضل للهلال من قرارات انفعالية قد تؤدي لنتائج عكسية في المسابقات المحلية. بصراحة مهما حاول أصحاب وعشاق التبرير لإظهار اللاعبين على أنهم لعبوا تحت الضغط أو إيجاد أعذار وهمية لهم أو تحسين صورة الإدارة فلن يقنعوا الجماهير الهلالية بذلك .. ولا عذر للاعبين على هذا المستوى المتهالك، فالفريق الكوري أولسان لن يكون أصعب أو أقوى من الفريق الصيني الذي أخرجه الاتحاد أو أكثر خبرة من سباهان الإيراني الذي أخرجه الأهلي .. الجميع كان يتمنى أن تكتمل الثلاثية السعودية في أربعة دوري آسيا لكن الهلال بصراحة (جاب العيد) بكل مايحمله هذا المثل الشعبي من معنى .. ولم أكن أتمنى أن يظهر الزميل عبدالكريم الجاسر مدير المركز الإعلامي الهلالي بصورة المدافع عن اللاعبين وعن الإدارة بهذه الصورة غير اللائقة ولو أنه صمت لكان صمته من ذهب .. حتى الحكم الإيراني رأف بحال الفريق الهلالي وجماهيره ولم يحتسب ضربة جزاء صحيحة للفريق الكوري. إن أولسان الكوري هو فريق جيد لاشك ولكنه يبقى في النهاية فريق كوري وليس برشلونة أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد والفوز عليه في الرياض كان ممكناً وبسهولة وبأكثر من هدفين، لكن ماذا يفعل كومبواريه ولاعبو الهلال دخلوا المباراة وكأنهم يتعلمون كرة القدم، هل يعقل أن يلج مرمى الهلال هدفان في الشوط الأول بهذه البساطة في وقت كان من المفترض أن يكون دم لاعبي الهلال أكثر سخونة وحرارة وهم يشاهدون قبل مباراتهم بيوم واحد كيف تعامل زملاؤهم لاعبو الاتحاد مع الفريق الصيني .. وكيف هزم الأهلي بالروح القتالية والتركيز داخل الملعب صلابة الفريق الإيراني .. إن الهلال فوت على نفسه فرصة آسيوية لا تعوض .. والحياة فرص والظاهر أن الآسيوية بالفعل أصبحت عنيدة على الفرقة الزرقاء أو كما يقول زميلنا خلف ملفي إن الهلال أصابته عين آسيوية .. ولا أدري لماذا هذه العين لم تصب الهلال محلياً. المهم الحي أبقى من الميت، فالأهلي والاتحاد بإذن الله كل منهما قادر على إكمال المشوار والكرة السعودية إذا طاح هلالها فإن الخير في الأهلي والاتحاد وسنبارك لمن يصل فيهما إلى النهائي القاري وعلى الهلال أن يتعلم من الدروس وهذه هي سنة الحياة .. وأنا بصراحة ضد كل من يطالب رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالاستقالة لأنني أصلاً ضد فكرة أن يربط أي رئيس ناد استمراره من عدمه من أجل بطولة معينة حتى ولو كانت الطريق إلى العالمية .. الهلال تاريخ وبطولات على جميع المستويات وحتى على الآسيوية حقق منها الكثير .. والحياة لن تتوقف وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل. ـ بقدر ما أعجبت بتعليق الزميل عامر عبدالله على مباراة الأهلي وسباهان .. استغربت منه طريقة تعليقه على مباراة الهلال وأولسان الكوري خاصة في الشوط الثاني عندما صمت 45 دقيقة ونسي أن هناك متابعين للمباراة عبر إذاعة ufm .. وأعتقد أن دور المعلق هو التعليق فقط وليس تحويل المباراة إلى مناحة أو بكائيات.