|

رؤية 2030 آفاق عالمية للرياضة أرقام وإنجازات





خالد قاضي
ديربي القلوب القوية
2012-10-13

فوجئت بمعلومة قدمها الزميل عادل الزهراني في برنامج الملعب في القناة الرياضية السعودية قال فيها بأن أكثر من 150 ألف طلب شراء تذاكر عبر الإنترنت تقدمت به جماهير رياضية لشراء تذاكر مباراة الذهاب بين الاتحاد والأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا.. وهذه المعلومة يجب أن نتوقف عندها كثيراً، ولها الكثير من المعاني ومن أبرزها لو أن في مدينة جدة التي اتسعت رقعتها من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب عشرة أضعاف عن جدة القديمة قبل 25 سنة تقريباً، وهذا يعني تضاعف أعداد سكان العروس إلى نفس النسبة.. أقصد لو أن في مدينة جدة إستاداً رياضياً يتسع لمائة ألف متفرج لامتلأت مدرجاته بكل سهولة، خاصة وأن مدينة جدة سبق وأن استضافت نهائيات محلية من دوري وكأس ملك ونهائي كأس آسيا للأندية ومجموعة كأس العالم للشباب.. وهذه نتيجة تأخير إقامة المشروعات والملاعب الرياضية، ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً.. فالملعب الحلم الذي يتسع لأكثر من 70 ألف متفرج ها هو يبدأ العمل فيه على طريق المدينة جدة وإنّا لمنتظرون.. وراح الكثير وبقي القليل، وكلها سنة أو سنتان ويتحقق حلم الرياضيين وعشاق الكرة في عروس البحر بعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء الملعب الجديد وتوسعة مدرجات ملعب الأمير عبدالله الفيصل. ها هي جدة بكل زحامها وحرارتها تستعد لاستضافة مباراتين بين الأهلي والاتحاد هي من الوزن الثقيل، وتختلف عن مباريات السنوات الطويلة الماضية التي طالما تنافس فيها الأهلي والاتحاد على كل شيء، فكيف الحال وهما يتقابلان في مواجهتين ذهاب وإياب المتأهل منهما سينال شرف تمثيل الكرة السعودية في نهائي القارة أمام المتأهل من أولسان الكوري وبونيودكور الأوزبكي خارج أسوار الوطن بعد أن حرم الهلاليون الجماهير السعودية من إقامة النهائي في الرياض بعد خروجه غير المتوقع من أولسان. المهم أن الأهلي والاتحاد سيدخلان منازلة لا تقبل القسمة على اثنين.. الاتحاد بعد أن رفض لاعبوه فكرة التقسيم الجماهيري في الملعب في الذهاب على اعتبار أن الاتحاد سيرمي بكل ثقله النفسي والفني في الذهاب ويحسم الأمور.. فيما سيكون للأهلي ورقة الإياب بالجماهير والحسم.. كلا الفريقين يملكان وسطاً وهجوماً نارياً.. ويتفقان على مشاكل فنية في خط الظهر.. فالاتحاد الذي يعاني خط دفاعه بكامل عناصر مهدد بالإيقاف والحرمان في المشاركة في مباراة الإياب وهذه ورقة ضغط قد يلعب بها الأهلي من خلال الاعتماد على الهجمات المرتدة خاصة وأنه يملك مهاجمين، يعتمدون على السرعة وتركيب مدافعي الاتحاد إنذارات خاصة وأن حكم المباراة القطري السيد عبدالله البلوشي حكم له شخصية وحضور قوي في المباريات الحاسمة ولن يسمح بأيّ ألعاب خشنة من مدافعي الاتحاد على غرار ما تعرض له عماد الحوسني في مباراة الدور الثاني من دوري الموسم الماضي. المباراة بصراحة وخاصة في الذهاب وهي الجولة التي ستحدد ملامح الفريق المتأهل فالاتحاد يخطط لحسم المواجهة في ذهابها بأكبر عدد من الأهداف على طريقة ذهابه في جدة مع جوانزو الصيني برباعية.. فيما أجاد الأهلي في لعبة الإياب مع سباهان الإيراني برباعية مماثلة.. لاعبو الأهلي والاتحاد وصلوا إلى النضج الكروي الكامل، فالأهلي إن خرج متعادلاً في الذهاب أو نجح في خطف هدف فإنه سيضع قدماً قوية في النهائي.. مباراتي الثمانية أمام الصيني والإيراني أكدتا هذا النضج.. ولكن الكثير يتحدث عن الأمور الفنية وهي وحدها لا تكفي في مواجهات الاتحاد والأهلي.. الأمور الفنية مكشوفة لكل مدرب وكل لاعب يعرف إمكانيات من يقابله.. إن رفض لاعبي الاتحاد للتقسيم الجماهيري، كما قال ذلك نائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم في اجتماع مكتب رعاية الشباب يؤكد خوف لاعبي الاتحاد من التأثر بالجماهير الأهلاوية الكبيرة حتى ولو كانت 50% وهذه شهادة أنصاف من لاعبي الاتحاد لجماهير الأهلي.. المباراة لن يتأهل منها إلا فريق واحد، وليس بالضرورة أن يكون هو الأفضل فنيّاً في مثل هذه المباريات، والتاريخ فيه من الأمثلة الكثير ليس بالضرورة أن يفوز الأفضل فنياً.. ولكن يفوز من يستثمر فرص التسجيل وهنا لا أجد أمامي إلا أن أقول صدق المعلق المصري الشهير كابتن لطيف عندما قال عبارته التاريخية (الكورة أقوال). أعود وأشدّد على أهمية أن نجاح الحكم القطري عبدالله البلوشي في فرض شخصيته المبكرة على جميع اللاعبين سوف يساهم في إنجاح المباراة وألا يتأثر بكل خبرته بالجماهير أو التصريحات التي تسبق المباراة، فالرجل سبق وأن أدار الكثير من النهائيات وهذه المباراة تعتبر تحدي كبير في التاريخ التحكيمي للحكم الدولي القطري عبدالله البلوشي وأن يقف بقوة أمام خشونة بعض المدافعين الذين يلعبون بأجسامهم قبل أقدامهم.. وفي النهاية هي دعوة للمتعة الكروية.. ومن كان قلبه ضعيفاً أو لا يتحمل الضغط فأنصحه بألا يتابع المباراة على الهواء وبعدها من حقه أن يستمتع بالإعادة، فالمباراة بصراحة هي لأصحاب القلوب القوية فقط.