تبدو مهمة الأهلي الأربعاء سهلة أمام الاتحاد، ومهمة الاتحاد أصعب من الأهلي بكثير رغم فوز الأول وخسارة الثاني في لقاء الذهاب . فالأهلي خسر اللقاء الأول وليس لديه ما يخسره لاحقاً، فإن فاز فلا بأس من ذلك، وإن لم يفز فهو (خسران خسران)، وبالتالي (ما فرقت معاه) رغم حالة الانتظار المرة التي مازال يعيشها جمهوره منذ الهزيمة الأولى حتى الآن، فلاعبوه لديهم اعتقاد نفسي كيير بأن الآسيوية أمام الاتحاد صعبة وقوية، ولا يمكن أن تأتي بسهولة، وأن الاتحاد من الممكن أن يفوز بربع مستواه، أو ثلثه، أو النصف، والنصف كثير، أي بمعنى أن لديه حظاً عاليا جداً، وقدرة وعزيمة وإصرارا وخصوصية، وبالتالي الضغوط النفسية على لاعبي الأهلي أقل بكثير مما يتحمله بعض المتعصبين في المدرجات والإعلام، وأهون مما يظنون، أما الاتحاد فعلى العكس تماماً، وليله الطويل لم ينجلي بعد، حيث لابد أن يفوز، ويواصل انتصاراته كي يثبت أنه على الوعد مع جمهوره في هذه البطولة المهمة جداً، وفي مثل هذه المباريات الحساسة جدا أيضاً من حيث المقياس التنافسي، ومن حيث التحذي، والاحتمالات التي سيلعب بها أي التعادل أو الفوز أو الخسارة مقابل أن يسجل ولو هدفاً واحداً في شباك الأهلي تمثل ضغطاً كبيراً وإضافياً على لاعبيه ومدربه، وعلى جمهوره. لذلك إن أفضل نصيحة تقدم للاعبي الفريقين أن يحافظوا على سلامتهم الأدائية داخل الملعب أكثر من الالتفات لما يقال خارجه، ومن الضغوط التي يحاول الجمهور إسقاطها عليهم، وأن يطبقوا مقولة "وإما لقحت وإلا ما ضرها الجملُ" في هذه المباراة تحديداً، فإن تيسر الفوز فمرحباً بهِ، وإن لم يتيسر سواء التعادل فلا ريب في ذلك، والكل حبايب، وكل فريق يُعرّف جمهوره أين هي أقصى مسافة تنافسية يمكن أن يذهب إليها ولا يمكن أن يأتي بغير ذلك. واللاعبون جربوا عملياً من خلال اللقاء الأول حالتي الشد والجذب اللتين تسبقان المباراة، وعرفا كيف أنها في النهاية ليست ذات جدوى، وأن اللعب بأعصاب هادئة خير ألف مرة من اللعب والنظر مشدود إلى المدرجات، فمن فيها سيغادر الملعب لا محالة مع الصافرة الأخيرة، وسيسلم بما حدث، إن فوزا أو تعادلا أو خسارة، ولن يتغير شيء، خصوصاً وأن جمهور كرة القدم رغم قسوة صبره وتحمله فإنه يغفر للاعبين أخطاءهم داخل الملعب ويتناسى الخسارة سريعاً، ولولا ذلك لما حضر من مباراة لأخرى، أما وعد هزازي لبلقيس فمن الأفضل أن تتوقف الخطيبة عن شحن العريس.