يبدو أن خطة بعض لاعبي الاتحاد والذين يملكون ثقافة الحواري وعلى رأسهم إبراهيم هزازي قد نجحت بالفعل في صرف نظر الإعلام الرياضي السعودي عن الشيء الأهم وهو فوز الأهلي التاريخي وهزيمة الاتحاد التاريخية التي أستطيع أن أطلق عليها (هزيمة القرن) وأقول بأن الخطة الاتحادية (الفاشلة) بقيادة بعض اللاعبين ورفضها العقلاء من الجماهير الاتحادية قبل غيرهم ربما نجحت مع الإعلام السعودي لكنها لم تنجح مع القنوات العربية وغير العربية في مباراة شاهدها (نصف الأرض).. ما حدث بعد المباراة من أحداث تعود عليها الجميع من الاتحاديين حتى ولو كانت المباراة (تنس طاولة) وإن كنت أستثني بعض لاعبي الاتحاد أمثال نور والمنتشري وإمبابي.. حتى فهد المولد الواعد الصاعد (انجرف) مع تيار المشاغبين. وللأسف أيضاً (انجرف) الإعلام الرياضي السعودي وراء السلبيات والإثارة لدرجة أن صديقنا المحلل (فيصل أبو اثنين) وصف أحداث الثواني الأخيرة في مواجهة الأهلي والاتحاد بأنها إساءة كبيرة للإسلام والمسلمين وتشويه لصورة الإسلام (يا رجل) إنها كرة قدم وكل شيء فيها متوقع، إنها ثقافة الاتحاد (يا نفوز.. يا نخرب) كم مرة خسر الأهلي أمام الاتحاد في نهائيات كبيرة وآخرها في دوري الموسم الماضي بهدف نايف هزازي وهي الخسارة التي أفقدت الأهلي بطولة الدوري ويومها لم نشاهد أي لاعب أهلاوي خرج عن النص، ومن يتحدثون عن الأخلاقيات حاليا من الاتحاديين أين كانوا أيام بطولة الأندية العربية في جدة عندما صعد جميع لاعبي الاتحاد إلى المدرجات أمام الكاميرات وتعاركوا مع جماهيرهم، حتى غياب (سوزا) البرازيلي بسبب مطالبه المالية اتهموا فيه فيكتور سيموس، ونسي الاتحاديون أن هناك فلولا اتحادية معروفة بأسمائها تحتفل في هذه الأيام بسبب خروج الاتحاد من الآسيوية وهي نفسها التي احتفلت قبل عامين بخسارة الاتحاد أمام يوهانج الكوري لأنها لا تريد للاتحاد أي بطولة آسيوية سبق وأن تحققت في فترتهم، أملك معلومات مؤكدة بأن هذه الفلول الاتحادية هي من (حرض) البرازيلي سوزا بعدم اللاعب وليس فيكتور، مشكلة فيكتور أنه هو الذي سجل الهدف القاتل أليس من حقنا أن نطلق عليه لقب (السفاح) والاتحاد كان هو الضحية. كل من انجرف وراء الخدعة الاتحادية مخطئ وانطلت عليه الخطة، المهم ماذا حدث داخل المستطيل الأخضر أليس الأهلي هو الذي فاز وتحدى الضغط الجماهيري الرهيب، معتز الموسى عاندته الكرة في فرصة الهدف الأول مرة ومرتين، والمدافع (عقيل بلغيت) طوح بفرصة هدف أهلاوي مبكر فوق العارضة، والقائم الأيمن لمبروك زايد رفض أجمل الأهداف من يسارية (السفاح)، لكن معتز الموسى أعاد الإياب إلى المربع الأول بهدف الدقيقة الأخيرة في الشوط الأول.. هجوم الأهلي المرعب (فكك) الدفاع الاتحادي، وبصاص مع (السوبر ستار) تيسير الجاسم (ألغوا) فعالية الوسط الاتحادي.. الحكم الياباني لم تسمح له عيونه الصغيرة لاحتساب ضربة جزاء أهلاوية يشاهدها الأعمى من عرقلة باليد من مبروك زايد لتيسير الجاسم، لكنها كرة القدم كانت الفرصة مفتوحة للأهلي بأن يسجل ثلاثة وأربعة وخمسة، لكن فيكتور حقق المطلوب وسجل الثاني بعد أن رددت جماهير الأهلي (حرام.. كفاية) الثالث لا يريد معانقة شباك الاتحاد، الخمس دقائق الأخيرة كانت مرعبة لأعصاب الأهلاويين تصويبة أسامة المولد اعتلت العارضة، وهزت قلوب المدرجات الأهلاوية، وكرة طائشة ودربكة أمام نايف هزازي في الثواني الأخيرة كادت أن تقول للأهلي (كل سنة وأنت طيب). إنها كرة القدم.. لكن مباراة الآسيوية بين الأهلي والاتحاد ليس لها تفسير إلا أن يطلق عليها (هزيمة القرن) في مواجهة قد لا تتكرر، وإذا كان الاتحاد قد قدم بالفعل (هدية) للأهلي فهو إخراجه للفريق الصيني (جوانزو) القوي وأراح الأهلي من مشقة السفر إلى بلاد الصين، إن فوز الأهلي وتأهله عبر (بوابة) الاتحاد لم يكن أمر مستغربا من حيث الأمور الفنية، فالأهلي وصل إلى دور الأربعة الآسيوي من خلال فوزه على فرق أفضل من جاره الاتحاد وهي الجزيرة الإماراتي ولخويا القطري وسباهان الإيراني، لكن التنافس التقليدي بين قطبي جدة الأهلي والاتحاد منذ أكثر من 70 سنة هو الذي يجعل من خسارة الاتحاد أنها (هزيمة القرن) وهو الفوز الذي سدد فيه الأهلي بقوة (كل الفواتير) الاتحادية التي تفوق فيها الاتحاد على الأهلي خلال 6 سنوات بعد أن كسر الأهلي التفوق الأصفر في 2007 من خلال بطولتي كأس ولي العهد وكأس فيصل، وبعدها كأس الملك في المباراة التي أهدر فيها أسامة المولد ضربة ترجيحية مهدت للأهلي طريق الفوز وعبر السفاح (فيكتور) نجم المباريات الحاسمة حتى نايف هزازي صاحب هدف الفوز في مباراة الذهاب كان هو السبب في تسجيل معتز الموسى بعد أن جلى الكرة الركنية برأسه واستفاد منها معتز. أقول ليحمد الاتحاديون الله أن المباراة انتهت بهدفين فقط، وأقول لإعلامنا المشغول بأحداث الثواني الأخيرة لا تنشغلوا بهذه الأحداث، الكرة دانت للأهلي داخل الملعب وكانت بحق وحقيقي ليلة نصف الشهر التي طل فيها القمر الأهلاوي ولبست جدة عروس البحر الأحمر أجمل فستان لعريسها الأهلي في ليلة خميس دفع فيها الاتحاد ثمن غرور لاعبيه في ليلة لم يخسروا فيها النتيجة والتأهل بل خسروا فيها كل شيء حتى الأخلاق الرياضية. شكراً للعقلاء من الاتحاديين على روحهم، ولا عزاء للجهلة والمتعصبين، ويبقى الأهلي والاتحاد (عائلة واحدة) مهما حدث، لكن هذه كرة القدم مثل (السمك) طعمه رائع لكن رائحته غير محببة، وعلينا أن نتقبلها كما هي.