الذين يحاولون خداع البسطاء أو من هم على نياتهم من الجماهير الكروية السعودية بأن مصائب ومشاكل كرتنا هي بسبب الصحافة أو الإعلام الورقي المقروء أقول لهم، لقد أخطأتم الطريق، فجماهيرنا واعية وتفهمها وهي طايرة، والدليل أن الصحافة المقروءة لها أكثر من 70 سنة وهي تعاصر انطلاقات الكرة السعودية وحتى يومنا هذا ولم نسمع من قبل بما يحدث الآن أو حتى ربع ما نسمعه الآن من رشاوى وتبادل اتهامات هي في الواقع من صنع القنوات الفضائية التي أصبحت برامجها الرياضية أكثر من (الهم على القلب).. وبحكم أنني متابع جيد لجميع البرامج الرياضية الفضائية إما على الهواء أو في الإعادة على اعتبار أنني صحفي متقاعد وأملك من الوقت ما يكفيني لهذه المتابعة.. وحتى أكون منصفاً ولا أعمم فإن هناك برامج نظيفة ونزيهة.. والبعض منها أستطيع أن أقول إنها برامج (مسبقة الدفع)، وسبق لي قبل سنوات وأن حذرت الجماهير منها.. وهي برامج فضائية على طريقة بطاقات سوا أو بطاقات الشحن فإذا دفعت قيمة بطاقة بـ50 ريال فلك الحق أن تتكلم بنفس القيمة، وإذا دفعت قيمة بطاقة بمائة ريال فالمسموح لك أن تتكلم بثمن البطاقة.. يعني (على قد فلوسك مد لسانك) وليس على طريقة المثل المشهور (على قد لحافك مد رجولك). وأنا هنا في هذه السطور لست في صدد الدفاع عن الصحافة المقروءة ولكن هل يعقل أن يختزل القائمون على البرامج الرياضية الفضائية السعودية كل مشاكل ومصائب الرياضة والكرة على رأس الصحافة؟.. ولعل المتابع لأحداث الكرة السعودية في الأعوام القليلة الأخيرة يلاحظ أن اتهامات الرشوة أصبحت على كل لسان وهنا من حقي أن أبرئ ساحة الصحافة المقروءة من الترويج أو الدفاع عن المتهمين.. ولعل أشهر ثلاث قضايا اتهام بالرشاوى لم تبدأ أصلاً من الإعلام الرياضي ولا من الصحافة وكانت البداية من لاعبين ثم من رئيس ناد ثم من عضو مجلس إدارة ومحام معروف. وحتى أسمي الأشياء بأسمائها لأنني أملك شجاعة المواجهة.. البداية قبل موسمين بدأت من تبادل اتهامات على الفضائيات وعلى الهواء بين حارس نجران جابر العامري ولاعب الوحدة تركي الثقفي ورغم بذاءة الاتهامات المسجلة فإن الإعلام المقروء حاول (تلطيف) العبارات وهنا لا أنسى موقف الزميل بتال القوس في برنامج (في المرمى) في العربية عندما حذف عبارات مخجلة من التسجيلات الصوتية. القضية الثانية التي بدأت من رئيس ناد كانت من رئيس نادي الشباب خالد البلطان الذي قال بالحرف الواحد في مقابلة على الهواء في قناة لاين سبورت إن هناك أربعة صحفيين أهلاويين حاولوا ابتزازه بطلب رشوة.. ويومها لم نسمع أي كلمة من بعض الأصوات المأجورة تدافع عن الإعلاميين.. ولاشك أن اتهام البلطان لأربعة من الصحفيين الأهلاويين هو مجرد سواليف.. ومن أراد أن يوجه تهمة لأحد فإن عليه أن يحدد أسماء معينة أو يتجه للقضاء وليس عبر القنوات الفضائية.. ولا أدري لماذا رضي البلطان اتهام الآخرين بالباطل وبدون دليل.. وثارت ثائرته عندما خرج منفعلاً وبألفاظ وعبارات يحاسب عليها شرعاً وقانوناً لمجرد أن صحيفة (سبق) الإلكترونية قالت إن هناك رئيس ناد قدم رشوة لأحد اللاعبين دون أن تحدد أسماء.. وحتى نفس السؤال وجه لأكثر من رئيس ناد ومن بينهم رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي والذي أجاب بكل عقلانية افتحوا تحقيقاً حول هذا الموضوع.. إلا البلطان الذي انفعل وحزنت فعلاً لسقوطه أمام الملأ بهذه الطريقة، فما يكتب في تويتر أو الفيس بوك لايمثل الإعلام الرياضي، وأنا شخصياً على سبيل المثال لي سبعة حسابات مزورة في تويتر، فهل أنا مسؤول عما يكتب على لساني؟ وأصلا ليس لي حساب في تويتر ولا أتابعه أصلاً لأنني لست مستعداً أن أتعامل مع خفافيش أو جبناء. حتى الزميل الإعلامي المتميز وليد الفراج مقدم برنامج (أكشن يا دوري) وقبلها برنامج (الجولة) لم يسلم هو نفسه من تلك الاتهامات، وفي برنامج فضائي على الهواء من خلال برنامج (المجلس) على قناة الدوري والكأس.. وهذا يؤكد أنه حتى الإعلاميين لم يسلموا من تلك الاتهامات. القضية الثالثة والتي فجرها المحامي الدكتور عمر الخولي من خلال لقاء فضائي أجراه الزميل سليمان الزبيدي لبرنامج (الهدف) في قناة اللاين قال فيه الخولي بعظمة لسانه إنه تلقى عرضاً بالرشوة بنصف مليون ريال مقابل استقالته من إدارة محمد بن داخل السابقة، بل وكشف أخطر من ذلك بأن الذين أرادوا إسقاط إدارة ابن داخل هم من يخطط لكسب أو توزيع كعكة العقد المقبل من الشركة الراعية الجديدة والبالغة 150 مليون ريال سنوياً وهذا اتهام أخطر ومن رجل محام يعرف ماذا يقول ولديه الأدلة فهو رجل قانون ولم يكن كلامه جزافاً. إذاً الخلاصة أن الصحافة بريئة، وأنها ناقل للحدث وليس صانعاً له، ولاشك أن هناك قنوات فضائية لها احترامها إعداداً وتقديماً، لكن البعض ـ هداه الله ـ انخرط ورمى بنفسه في أحضان (بطاقات سوا).. وقد أجد العذر للإعلام كله، فمثلاً حارس نجران العامري أو لاعب الوحدة الثقفي هما لاعبان وليسا إعلاميين.. والبلطان هو رئيس ناد وليس إعلاميا والخولي عضو إدارة سابق في نادي الاتحاد وليس إعلاميا.. هذه حقيقة ويعلم الله أنني لم أكن أرغب في فتح هذا الملف، لكن البرامج الفضائية زودتها وترمي كل (فضلاتها) على الصحافة الورقية.. ومن يتوهم أنه الشجاع الوحيد في الوسط الرياضي وأنه يملك لساناً فإنني أبشره أو أحذره بأن الإعلاميين لهم ألف لسان.. وآخر الكلام (أفلا تخجلون).