ماذا استفادت الجماهير السعودية وعشاق الكرة والأندية من الأستديو التحليلي الذي يعقب كل مباراة في الدوري السعودي أو في مسابقات الكؤوس التي تقام بنظام خروج المغلوب إلا (وجع الرأس) ومع تقديري الكامل لخبرات الزملاء المحللين من لاعبين وإداريين سابقين وبعضهم من أعضاء اتحاد الكرة والعاملين في اللجان وآرائهم المتميزة إلا أنني أرى من خلال نظرة شخصية أن هذه الأستديوهات هي مضيعة للوقت وللمال من خزانة القنوات الرياضية السعودية خاصة وأن التعاقدات مع المحللين والمقدمين يكلف الكثير من المال واللهم لاحسد .. ولكن لا أرى جدوى فنية كبيرة من هذه الأستديوهات التي أفقدت المباريات حلاوتها، فالجماهير تريد الكرة في المستطيل الأخضر بدلاً من إهدار وقتها قبل المباراة بنصف ساعة وخلال الربع ساعة استراحة ما بين الشوطين .. وكذلك ساعة بعد نهاية المباراة والواضح أن الآراء سهلة وبسيطة بعد نهاية المباراة، فإذا فاز الفريق فإن خطة وطريقة المدرب ممتازة وخذ إشادة ونفخ في اللاعبين وربما يغير وبدون خجل بعض المحللين رأيهم في المدرب واللاعبين بعد ثلاثة أيام من خلال مباراة أخرى .. المهم مع الخيل ياشقراء .. ولايفهم كلامي أحد بأنني أقلل من قيمة الزملاء المحللين ولا أقصد (إن شاء الله) ولكن .. الجماهير (ملت) من هذه الأستديوهات المملة .. ولو أن القنوات الرياضية السعودية أوقفت هذا الهدر المالي من ميزانيتها في تغطية نفقات الأستديوهات التحليلية المالية من أجل دعم برامج رياضية أخرى والاكتفاء مثلاً حتى أضع الحلول البديلة للأستديو التحليلي بأن يكون هناك برنامج أسبوعي يستضيف ثلاثة أو أربعة محللين بعد نهاية كل جولة يتناول فيه باستفاضة الرأي الفني حول جميع مباريات الجولة وأن يستفاد من الوقت قبل المباراة وبين الشوطين وبعد المباراة لتنقل الكاميرات على الهواء مباشرة لنقل المشاهد من بيته إلى الملعب وسبق وأن قدمت هذه الفكرة للزميل عادل عصام الدين مدير القنوات الرياضية السعودية، فمثلاً وأنا أشاهد وأتابع المباراة من منزلي أو استراحتي أو من المقهى مثلاً أتمنى أن أشاهد انفعالات وملامح المدربين واللاعبين قبل المباراة وبين الشوطين وبعدها ولابأس والفرصة متاحة أن تكون مقابلات خفيفة مع رؤساء الأندية من المقصورة وردود فعل بعض لاعبي الاحتياط وبعض الجماهير وهذه أفضل ألف مرة من إهدار الوقت والمال في أستديوهات تحليلية لاتقدم ولا تؤخر. أما المعلقون وصراخهم فحدث ولاحرج فقد أصبحت علبة (الباندول) مرافقة لكل من يتابع أي مباراة من الدوري السعودي من كثرة ماتعرضنا له من الصداع المزمن .. ومن المخجل أن نسمع معلقاً على مباراة في القناة الأولى مثلاً وهو يطالب الملاعب الأخرى بتزويده بنتائج المباريات والتي يحتاجها بعض الجماهير التي قد تجد نفسها في مكان أو فندق لايوجد فيه إلا القناة الرياضية الأولى فقط. أعود للأستديوهات التحليلية وقد يقول البعض بأنها موجودة في جميع دوريات العالم .. وأنا أعرف ذلك جيداً ولكنها مقتصرة على المدربين المعتزلين .. حتى المدرب المصري الكبير حسن شحاتة والذي قاد الكرة المصرية للفوز بكأس أفريقيا ثلاث مرات على التوالي عندما سئل أيهما أسهل التدريب أم التحليل فقال (ده كلام) التحليل أسهل ألف مرة من التدريب .. وما الذي يمنع أن يكون للقنوات الرياضية السعودية طريقة خاصة في نقل المباريات أرى أنها مناسبة لو أنها تركزت على أجواء الملعب منها النقل المباشر لدخول الجماهير خارج أسوار الملعب .. ولماذا لايكون نقل مباشر لتدريبات الفرق الأخيرة قبل المباراة بيوم وخاصة في المباريات النهائية والحاسمة والجماهيرية؟ .. نريد أن نعيش أجواء المباراة .. يا أخي اجعلني أعيش أجواء الملعب وأنا في بيتي .. أتمنى أن أشاهد الحكام وهم في غرفة الملابس قبل نزولهم للملعب .. ارحمونا من بعض المحللين الذين يقولون آراءهم بالقطعة .. أنا يهمني شخصياً رأي مشجع بسيط بعد المباراة أو قبلها أو بين الشوطين لأنه رأي على طبيعة وسليقة المشجع البسيط الذي اقتطع من قوت يومه عشرين ريالاً ليحضر المباراة .. وأجزم أن بعض المشجعين لهم آراء تحترم وقد تكون أفضل من الصحفيين والمحللين والدليل أنني استمعت لمشجع أهلاوي غاضب بعد الخسارة الأخيرة أمام النصر في كأس ولي العهد، وقبله لمشجع اتحادي بعد الخسارة من القادسية في نفس المسابقة كان كلامهم فنياً وكأنهم خبراء في الكرة .. كرة القدم ليس فيها أسرار .. أتمنى أن ينظر في أمر الأستديوهات التحليلية وأن نعيش أجواء المباراة على فطرتها .. وأرجو أن (لايزعل) مني أحد خاصة وأن هذه العباراة تعجب كثيراً صديقي الحميم سعود الصرامي .. وليس على طريقة (جمال عارف) الذي يتكلم كثيراً ولاتفهم منه ماذا يريد أن يقول .. ومن دق الباب يسمع الجواب.